نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

السبت 8 /4/ 2006

 


 



مبارك يتهم الشيعة كشعب بعدم الولاء للعراق

 

مالوم ابو رغيف

لا يخفى على احد ما لمصر من دور كبير في الشأن العربي ، ليس بسبب الحجم السكاني الكبير او بسبب وجود مقر الجامعة العربية في عاصمتها وحقيقة كون ترأس هذه الجامعة احتكار مصريا غير خاضع لتقلبات السوق السياسي العربي، او بسبب وجود الازهر ذو المكانة الكبيرة عند المسلمين ومنهم طبعا العراقيين، انما بسبب ان شبكات الخبث السياسي والاستخباراتي المصري منتشرة في كل انحاء البلدان التي تسمى عربية اولا، وثانيا ان مصر تحشر انفها في كل صغيرة وكبيرة، شاردة وواردة، اذا تعلق الامر بالشأن العروبي، وصاية قد تكون غير محببة او مرغوب بها، لكن الدول الاجنبية لا تستطيع تجاوزها والاستغناء عنها لما توفره مصر لها من معلومات استخبارتية وتجسسية من عملائها الموجودون في كل مكان من عالم العربان.

صحيح ان الدور المصري العربي ضعف بعض الشئ بعد رحيل عبد الناصر واعتراف مصر باسرائيل في زمن السادات، وان الدولة الوهابية حاولت ان تتسيد وتتزعم عالم العربان والمسلمين وفرض نفسها على الساحة العربية والاسلامية باموال البترول وشراء الضمائر والذمم بما فيها الذمم المصرية، الا ان مصر استطاعت ان تعيد مكانتها في عالم التآمر العربي والاسلامي بعقد اتفاق شراكة خبيث مع السعوديين لاخضاع بلدان العربان للتاثير الوهابي والعروبي المصري بعد ان اصبحت القومية العربية هي اللغة والدين الاسلامي السني.

في مقابلة اجرتها فضائية العربية مع حسني مبارك، وجوابا عن التأثير الايراني على الساحة العراقية، قال الرئيس المصري بكل سلاسة ووضوح ومن دون تردد وكانه يتكلم عن بديهية لا تحتاج لا لمراجعة او تحليل، يقين لا يقبل الشك ومسلمة لا تستدعي التسائل، قال حسني مبارك بان الشيعة ولائهم لايران وليس الى بلدانهم. لم يقصد الاحزاب الاسلامية الشيعية او المرجعيات الشيعية الدينية، لو اشار الى ذلك لهان الامر ولكان هناك محل للسياسة ولتحليلاتها ولارتباطات بعض الاحزاب الاسلامية بايران الخبيثة. لكن ان يوصف شعبا كاملا يشكل 65% من نفوس العراق حسب قوله واقراره هو، بان هذا الشعب ليس له ولاء وطني انما ولاء ايراني فان ذلك يعتبر اتهام بالخيانة الوطنية و اهانة وطنية كبرى ليس لشيعة العراق فحسب بل لجميع الشعب العراقي بكل مكوناته، اهانة تشبه البصاق على الجباه والصفع على القفا ان لم تتخذ الدولة العراقية قرارا حاسما بقطع العلاقات الدبلوماسية الفورية مع مصر، وان لم تطرد الحكومة العراقية كل ممثلي المصالح المصرية وتوقف اي تعامل معها. فالتصريح تاكيد لاحقية الارهاب بالنشاط الاجرامي تحت عنوان المقاومة وشعار الوطنية، واشارة الى الاحزاب السياسية و الهيئات الدينية المرتبطة بفلك المؤامرات المصرية بان توضع العصي بعجلة العملية السياسية وتدخلا سافرا ليس في الشأن العراقي السياسي فقط بل في منح شهادة الولاء والوطنية.

اذا كان رئيس اكبر دولة عربية يتهم العراقيين الشيعة بولائهم الوطني وبتفضيلهم ايران على العراق، فكيف لنا ان نتوقع ان الهجمات الارهابية سوف لا تزداد همجية او ان التيارات الوهابية والسلفية لا تزيد بحقدها وبغضها للعراقيين بل كيف لنا ان نتامل ان العملية السياسية في العراق ستؤتي ثمارها لا سيما وان بعض التكتلات والاحزاب والهيئات الدينية تشارك الرئيس المصري نفس الرأي ونفس التهمة ضد الشعب الشيعي في العراق.؟
ما قاله حسني مبارك هو ترديد لمقولات العرب ونظراتهم الثابتة ضد شيعة العراق، فقد قاله من قبل عبد الله حسين ملك الاردن واعاده بصورة اوضح وزير خارجية الدولة الوهابية. وهذا يفسر المواقف اللا انسانية التي اتخذتها الحكومات والانظمة العربية من الشعب العراقي الذي كان يذبح يوميا في عهد البعث العربي العراقي ويهجر قسرا ويخنق بالغازات الكيمياوية ولم يتحرك اي عربي ليس لايقاف التعذيب والاعدام اليومي بل لتخفيف المعاناة والالم وسماع اصوات المظلوميين. على العكس من هذا ساهمت الدول العربية بسرقة العراق وقتل العراقيين وتسليم البعض منهم الى اجهزة الامن العراقي ولعب الاعلام العربي والاسلامي القذر دورا كبيرا في تسويق نظام البعث وتمجيد السافل صدام، ولا يزال الاعلام العربي يلعب دور الخميرة في اثارة الفتنة والبغض وثقافة التكفير والاستعداء بين مكونات الشعب العراقي متعاونا مع الاعلام الاسلامي الايراني السافل بينما يتهم الشيعة بالولاء الى ايران.
لم يعرف الشعب العراقي لمصر موقفا مشرفا، فلقد تآمرت على ثورة الرابع عشر من تموز وزعيمها الخالد، ووقفت داعمة لنظام الهمج البعثي رغم كل مذابحه ومجازره ضد العراقيين، وشاركت بسرقة ثروة العراقيين وصدرت لهم كل الاغدية الفاسدة التي لا تصلح للاستخدام الادمي، واتخذت موقفا غادرا عدوانيا من العراق الجديد بعد الاطاحة بنظام البعث، واحتظنت جميع الموتوريين والحاقدين والمتأمرين لاعاقة اي تقدم على صعيد ارساء نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان، وها هو رئبسها يسحب وطنية اكبر مكون من الشعب العراقي.

لكم مهما قال هذا الردئ وايا كانت التهمة، فانها وكما قال شاعرنا العراقي العظيم المتنبي

                         اذا اتتك مذمتي من ناقص         فهي الشهادة لي باني كامل

العتب ليس على حسني مبارك، فهو ليس محلا للعتب ولا محلا للثقة ولا محلا للاخذ والعطا ولا يلومه احد على ذلك، اللوم كل اللوم على سياسين بدون كرامة ولا مكانة الذين ساروا الى مصر الـتآمر خاضعين ذالين، يرتجون مكانة او حظوة او عطف من رئيس جزع منه شعبه فقال كفاية.

سياسيون لا تهمهم كرامة الشعب العراقي فيهدرونها من اجل ثمن بخس، ويعرضون لاعدائنا كل الثروات والصفقات ويشاركونهم بالسرقة. لا اعتقد ان مثل هؤلاء السياسيون سيردون على حسني فالامر لا يهمهم ولا يعنيهم، فها هو الشعب العراقي مهملا يعيش في ظلام دامس وفي مجزرة بعد مجزرة والجعفري يقاتل على المنصب وكل يعد مؤخرته الممتلئة للجلوس على كرس وثير.