| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

السبت 7/6/ 2008



سياسي وفقه الله فتح حزب

مالوم ابو رغيف

تقول الطرفة العراقية ان شرطيا وفقه الله ففتح مركز شرطة، هذه الدعابة السريعة التي تُقال على سبيل التندر والطرافة، اصبحت واقعا معاشا وليس خيالا هزليا يهدف الى زرع البسمة على الشفاه. فالاحزاب الاسلامية والطائفية لها شرطتها الخاصة ومحاكمها الخاصة وقوانينها الخاصة وطرق عقابها الخاصة وسجونها الخاصة غير الخاضعة للدولة العراقية.

بالطبع هي حالة من الفوضى والفلتان الامني والقانوني والاجتماعي والديني، ولا دخل لله ولا لتوفيقه في هذا الامر وان اوحت اسماء الاحزاب عن صلات قرابة ونسابة مع الله ومع انبياءه واولياءه الصالحين، فمن حزب الله الى ثار الله الى جيش المهدي الخ.

لم تقتصر هذه الظاهرة على الاحزاب والمنظمات، بل تعدتها الى الافراد، فمنهم من ادّعى انه عالم رباني، اي موحى اليه من الله في تبليغ هذا الشعب المسكين ان طالعه سيسوء ومستقبله سيكون مظلما ان استمرت هذه الحال على هذا المنوال، واخر سمى نفسه كليم المهدي، بينما ادّعى احدهم ان المهدي المنتظر لا يحتسي شايه الاسود الثقيل المحلى الا بمعيته.

للفرد الحق ان يدّعي ما يشاء وما يرغب، وللناس تصديقه او تكذيبه، اما ان يشكل هذا المعتوه حزبا او منظمة او جمعية تأخذ على عاتقها التبشير بخرافته وبلاهته، ويفرض قوانينه وشرائعه، فهذا ما لا يجب التساهل معه ولا الاصطبار عليه.

وقياسا على قاعدة مجدي ما يحب مجدي، فإن التنافس بين مالكي الاحزاب ومدعين الحسب والنسب والقرابة مع الله ومع اولياءه الصالحين اسفر عن حرب طاحنة ذهب ضحيتها المئات من الابرياء. حتى ان مقتدى الصدر شن حملة من التوبيخ الشديد ضد احد مساعديه الكبار لان الاخير امتدح عبد العزيز الحكيم بقوله انه سياسي محنك.

واذا كانت الناس تمر بضائقة اقتصادية وتغيب الخدمات الاساسية وتغلى الاسعار وتعيش الناس في المقابر والمزابل، فإن انتشار هذه الاحزاب والجمعيات وتأسيس الاحزاب والمصاريف الباهضة التي تنفق على مسلحيها وعلى حماتها وعلى الدعاية والاعلان يفرض سؤالا منطقيا، من اين لهؤلاء كل هذه الاموال.؟ لا الدولة تجيب ولا الاحزاب تجيب ولا لجان النزاهة تجيب. وعلى ما يبدو ان حاميها حراميها مهما كانت قداسة هذا الحامي ونزاهته المزعومة.

فنحن نعرف ان العهد الصدامي لم يدع غنيا الا افقره وعزيزا الا واذله ووطنيا الا قتله او هجّره هذا في الداخل اما في الخارج فأغلب الاغنياء لم يمتهنوا السياسة وشغلوا أنفسهم بالتجارة او الاعمال الحرة، وهم على اية حال ليسوا بتلك الكثرة الكاثرة وليس من تلك الوجوه التي نراها من على شاشات الفضائيات والتي تموت هياما وغراما وعشقا بالعراق واهل العراق مع انها بعد ان ادركت ان حصتها من الكعكة ليست بتلك الدسامة ولا الضخامة ضربت العراق واهله عرض الحائط وولت الادبار قافلة من حيث اتت.

فما هي مصادر اموالهم.؟

نستثني اعضاء البرلمان من تساؤلنا، فهؤلاء ابتسم لهم الحظ اكثر مما ابتسم للذي عثر على المصباح السحري، فصاحب المصباح السحري يحق له ثلاثة رغبات فقط ثم يتوقف العفريت عن تلبية طلباته، اما عضو البرلمان، فطلباته لا تتوقف ابدا وجميعها مستجابة وملباة، فمن مخصصات حماية ومخصصات تغذية ومخصصات حج وزيارة ومخصصات ابعاث وايفاد ومخصصات لجان ومخصصات طبابة ومخصاصات زواج ونكاح ومخصصات تصليح، اكان تصليح آلات او تصليح أبدان ومخصصات مكاتب، فلكل نائب مكتب ولكل مكتب موظفين وموظفات من الاقارب والاحباب اكانوا احياء او اموات.....

ولان الاموال التي هبطت عليهم هكذا فجأة دون تعب او جهد منهم، هي اموال زائدة فائضة مع كل تبذيرهم وبذخهم الذي نعرفه من كبر كروشهم وتدلي لغالغهم..قرر البعض منهم تشكيل احزاب خاصة بهم، فالحسد والغيره وحب الذات والنرجسية كلها عوامل تلعب لعبتها في ذات البعض.

ابراهيم الجعفري كان دائم الادعاء بأنه يتشرف ان يجد مقعدا برلمانيا يجلس عليه بين اخوانه النواب لخدمة العراق. وعندما سُحب البساط من تحته، لم نراه الا مدبرا عن البرلمان وعن اهل البرلمان.

من اين اتت الاموال للجعفري لكي يؤسس حزبا اسماه الاصلاح الوطني، غير تلك الاموال المقطوعة من افواه المعوزين والمحتاجين والغلابة المساكين!!!التي تدفعها له الدولة العراقية...

لم يبني هذا الاسلامي مدرسة او مستوصف أو يتبع بالفائض من امواله للمحتاجين والمساكين لكي يضمن الجنة، انما اسس حزبا خاصا به مع انه عضو قيادي في حزب حاكم. فهو مثل الشرطي الذي وفقه الله ففتح له مركز، فالجعفري وفقه الله ففتح له حزبا!!

فهل مثل هذه النماذج تخدم العراق وناسه.؟

هل بمثل هذه النماذج يقف العراق على قدميه مرة اخرى.؟

هل بمثل هذه النماذج المفرطة في الانانية والنرجسية نستطيع محاربة التخلف وننتصر على قوى الظلام والجهل والتخلف...

لا اعتقد ذلك.

 


 

free web counter