| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 6/2/ 2011



حرامية العراق وحرامية مصر

مالوم ابو رغيف

انتفاضة الشعب المصري المظفرة كشفت عن أسباب سياسة التملق والتهافت التي تتبعها الأحزاب العراقية الحاكمة والمسئولون العراقيون الكبار للحكومة المصرية وعن سر التوسلات والدعوات المتكررة لرجال الإعمال المصريين ليكون لهم دورا كبيرا في الاستثمار داخل العراق. لقد بينت الانتفاضة إن ما يسمون برجال الأعمال المصريين ما هم إلا طفيليين طارئين على عمليات الإنتاج، هدفهم الأول جمع الثروات بكل الطرق بما فيها طرق الإجرام والفساد، كما أنهم متشابهون مع حراميتنا فجلهم يحتل مواقع قيادية في الحزب الوطني الحاكم، كذلك حراميتنا فاغلبهم يحتلون مواقع قيادية في الأحزاب وخاصة الأحزاب الإسلامية منها. وإذا كانت الطيور على أعقابها تقع فان حراميتنا الإسلاميون المحصنون بالقانون الذي فصلوه ثم خاطوه ليتطابق مع مقاسات سرقاتهم وهول فسادهم، وقعوا على رجال الأعمال المصريين الفاسدين فوجدوا فيهم خبرة كبيرة وكفاءة عالية في الفساد واللصوصية، فساروا لهم رافعين شعار لنسرق معا.

ويبدو إن الحرامية عندنا تتقيد بذات الطرق التي اتبعها حرامية مصر وكأنهم يتبعون وصفة طبيب مجرب. فلقد استغلوا مراكزهم الحزبية ليكون لهم مواقع في الدولة وليسيطروا على مقاعد البرلمان ثم يخصون أنفسهم بالرواتب العالية والامتيازات والصفقات والعمولات والرشاوى ليكسبوا ثروات هائلة ثم ليشتروا المصانع والمعامل والبنوك والورش بما فيها الصغيرة وكذلك المباني والأراضي والبيوت فيكون كل شيء تحت سيطرتهم.

وإذا كان حرامية مصر تستعين بالبلطجية لتنفيذ سياسة الفساد، فحراميتنا تستعين بالمليشيات وفصائل وألوية الحماية والفرق السرية المجهزة بالكواتم، وإذا كان قتل بعض الأفراد في مصر يثير زوبعة قانونية وشعبية كبرى، فان مقتل العراقيين لا يثير عند الحكومة ولو شعورا بالحنق ، حتى يُخيّل أن المقتولين لم يكونوا أناسا بل مجرد حشرات، لقد أصبح الأمر ظاهرة لدرجة إن مقدمي نشرات الإخبار العراقية يذيعون الخبر وهم يبتسمون.

لكن هناك فرق كبير ما بين حرامتنا وحراميتهم . حرامية مصر وان سرقوا وفسدوا إلا أنهم يستثمرون ثرواتهم في داخل بلدهم، ليس حبا بالوطن ولا بالشعب، إنما لحرصهم على إن لا تصل حرارة المرجل إلى درجات لا يمكن السيطرة عليها، إما حراميتنا فلا يهتمون بمرجل الغضب الشعبي، يعتقدون إن حرارة المرجل لن تصل أبدا لحد الانفجار، لذلك، فان جميع ثرواتهم الكبيرة جدا، التي جمعوها بفترة زمنية قياسية، تهرب وتستثمر في الخارج، في الإمارات وفي الأردن وسوريا ولبنان وإيران أو تودع في بنوك أجنبية وقسم منها تستخدم لشراء العقارات والمباني والبيوت لسيطروا على هذا القطاع الكبير ويتحكموا بالإيجارات وبسوق مضاربات العقار والأطيان.

وإذا كان حرامية مصر يساهمون بجلب العملات الصعبة إلى بلدهم، فان حراميتنا المتدينون الحريصون على إقامة الصلاة في مجلس النواب وعلى الذهاب للحج والعمرة في كل سنة، المؤسسون لمواكب المشي الحزين لزيارة الإمام الحسين، حريصون جدا على إفراغ العراق من عملته الصعبة ومن أثاره وتهريب أموالهم لخارج العراق، لقد وصل الأمر بهم لمحاولة الهيمنة على البنك المركزي العراقي والسيطرة على غطاء العملة العراقية للتلاعب بها وفق ما تمليه عليهم ضمائرهم الميتة.
 


 

free web counter