| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الجمعة 6/4/ 2007

 

 

ملوك ام برلمانيون نوابنا غير المحترمين


مالوم ابو رغيف

على ما يبدو ان الديمقراطية لا تروق للبعض، فقد قبلها مُكرها، فهي وكما هو معلوم تعطي الحكم للشعب، تستشيره وتستند على قوانينه وعلى اليات قانونية دستورية في التنفيذ وفي التطبيق، مرجعها وسندها دستور مدني علماني حر يمثل مصالح مجموع الشعب ويستند على ارادتهم الحرة في اختيار ممثليه المعروفين، بأسمائهم وعنوانيهم واعمالهم ومصادر ثرواتهم وتاريخهم ، ماضيهم وحاضرهم، صفائح اعمالهم وسجلات حسن سلوكهم، وليس على قوائم دخلها المتسللون والمنحرفون من الذين يناصبون الديمقراطية العداء ويقفون ضد القوانين التي يختارها الشعب بأغلبيته وبإرادته الحرة غير المصادرة، اكانت المصادرة بأسم الله او بأسم الدين او بأسم حزب، طبقة، طائفة او قومية.

لقد كانت الديمقراطية والحرية مطالب شعبية عامة، تبنتها الاحزاب العلمانية ووثقتها في برامجها وفي ادبياتها وفي شعاراتها وفي مؤتمراتها، قدم الناس من اجلها ارواحهم مختارين، كافحوا وناضلوا ووقعوا صرعى في ساحات الشرف ضد الدكتاتورية الرعناء، في حين وقفت الاحزاب الاسلامية في تردد واضح معروف ان لم نقل عداء مكشوف من مطالب وشعارت الديمقراطية والحرية، فلم ترد في بياناتها الا مؤخرا كرد فعل لمطلب الشعب، فهي ان رفضتها سترفض الشعب نفسه ولا تستطيع تبرير وجودها في السلطة ولا الادعاء بتمثيل الاغلبية، ولا اكتساب الشرعية، فلقد سقطت السلطة الدكتاتورية وسقطت قوانينها، ومؤسساتها ولم يبقى غير الشعب الذي هو المرجع الوحيد في منح الشرعية عبر الانتخابات التي هي احدى وسائل الديمقراطية وليس لها علاقة بالدين ولا بالاحزاب الاسلامية. فكيف لهذه الاحزاب الدينية المعادية للديمقراطية باطنا المؤيدة لها ظاهرا ان تكتسب الشرعية ان كانت لا ترفع شعار الديمقراطية.؟

لقد اصبحت الديمقراطية حصان طروادة، تسلل في داخله المفسدون والطامعون والجشعون والظلاميون حتى اذا ما تمكنوا وضمنوا حصصهم ومناصبهم وكراسيهم ومحاصيلهم، شهروا سيوفهم واماطوا اللثام عن وجوههم، فاذا بهم على حقيقتهم، انانيون مفرطون في الطمع، فنانون في النهب والسلب، جشعون نهمون لا تهدأ لهم شهية ، جراد يأكل الاخضر واليابس، غير ملتزمين لا بقانون ولا بقرار ولا بواجب ولا بدوام، افاكون يقولون ما لا يعملون، نصابون حيالون لا يخجلون ولا يستحون. كل ما يتعلق بشؤونهم ومتعلقاتهم وامتيازاتهم وروابتهم وحمايتهم وبيوتهم وبنوكهم ابقوه قيد الكتمان، سر مدفون في قلبوهم وضمائرهم السوداء، تنتهي خلافاتهم وتغيب طوائفهم وتختفي خلافاتهم وتهدأ اتهاماتهم احدهم للاخر يتبادلون الضحكات والهمسات عند مناقشة الرواتب والنثريات والامتيازات والمنحات والسفريات وعقد الصفقات وتأسيس الشركات.

هل يوجد تآمر اكبر من ادعاء الديمقراطية ثم الاجهاز عليها بكل الوسائل الدنيئة.؟

نعم سيكره الشعب الديمقراطية، سيناصبها العداء، سيعمل بالضد منها، فها هو يرى نواب الشعب او سراق الشعب او حرامية الديمقراطية يغمسون لقمتهم بدماء العراقيين وعرقهم ويأكلونها بشهية طيبة، ها هو يرى الفرق الشاسع بين حياة وامتيازات نوابه المعممين والافندية وبين حياته المتعبة الصعبة البائسة، نواب لا يعملون غير الثرثرة ثم يحصلون على رواتب اعلى من اي برلماني في العالم، نواب لا يحضرون حتى جلسات البرلمان ومع هذا لا يخصم منهم ولا دينار واحد، نواب يحرضون على قتل الشعب ويتأمرون مع مقاومة صابرين الجنابي ويقتطعون الاف الدولارات من حق المساكين ومن ضحاياهم الذين لولا تآمر هؤلاء النواب وخطاباتهم الطائفية وتحريضهم المستمر لما قتل هؤلاء المساكين. نواب ينشرون الظلام والتخلف والخرافات ويحجبون الحريات وينعمون بالنور والنعمة والثروات. فأي برلمان واي نواب واي حرمنه هذه التي تجري تحت بصر وسمع الناس ولا يستطيع احد ان يفتح فمه ولا محاسبة هذا الفساد المستشري، هذا الفساد الذي بلغت رائحته النتنة السماء، هذا البرلمان الذي يترأسه اسلامي لا يجيد غير سفسطة وتهور الكلام غير الموزون، غير المنضبط وكأنه يجلس في مقهى فرقة ام علي للموسيقى الشعبية.

اصح وجود مشروع قانون امتيازات مجلس النواب الجديد ام لم يصح، فلقد حان الوقت الان لمحاسبة هؤلاء الافاكين ، لقد حان الان محاسبة هؤلاء الذين لم نستفد منهم غير الشتائم والسباب والطعون واللغو الفارغ ، لقد حان الوقت الان لمساءلتهم عن رواتبهم وامتيازاتهم ونثرياتهم وبيوتهم ومنحهم واكرامياتهم، لقد حان الوقت الان لمنعهم من مزاولة اي عمل او اي شراكة او عقد اي صفقة او محاصصة الى جانب عملهم البرلماني، لقد حان الوقت الان الى مراجعة جميع القوانين التي شرعوها من اجل مصلحتهم ومصالحهم، لقد حان الوقت لمطالبتهم ان تكون جميع الجلسات حول شؤونهم جلسات علنية ليس مغلقة ولا سرية لمعرفة الاسرار المدفونة في ضمائرهم الميتة. فلا يصح ان نسمح للثعالب بإلتهام دجاج البيت ونقف متفرجين، ولا يصح ان نسمح للذئاب تفتك بالنعاج ونندب حظنا العاثر، فنحن اصحاب البيت واصحاب الملك وما هم الا عمال في هذا البيت، وها نحن نرى بأن التقاعس وحوش النار الى قرصتهم وابتزاز الناس والعيش الطفيلي هي من اهم ميزاتهم.

لقد حان الوقت الان لتصحيح المسيرة العوجاء لئلا تأخذنا الى التهلكة الشاملة الكاملة، فمن يسلم امره الى هؤلاء الذين لا يفهمون من الدين الا طقوسه، ومن الحياة الا ظلامها ، ومن العمل الا اتفهه، ومن العيش الا رغده لهم، ومن السياسة الا زيفها، ومن الوعود الا اكذبها، ومن الكسب الا حرامه وعدم شرعيته، ومن القانون الا ما وافق هواهم وصب في صالحهم، من يسلم نفسه لهم دون ان يأخذ الحيطة والحذر منهم فسوف لا يسلم العاقبة ولا تتنتهي الامور الا في حفرة لا ينجنا منها احد حتى الله.

لقد انكشف المستور، ورفع الغطاء، فلا دخان من دون نار، وما صمتهم الا دليل على صدق الخبر، وتعليقاتهم الباهتة الا اشارة الى ما يحاولون التأسيس له للقضاء على الديمقراطية ووأد الحرية وقتل العلمانية ونشر الظلام الديني الذي لولاه لكان العراق الان شامخا في عليائه وفي رفعته وفي سؤدده وفي تقدمه وحرياته نساءه ورجال واطفاله، عراق يعود اليه ابناءه ولا يفرون منه مذعوريين خائفين.