| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 5/10/ 2008



تفسيرات المالكي الملائية لقضايا اخلاقية

مالوم ابو رغيف

رئيس الوزراء نوري المالكي مع انه يرتدي البدلة الافرنجية ويرتدي ربطة عنق اروبية اخر مودة وان خلعها في حضرة الولي الفقيه احتراما ومهابة وتبجيلا، و يقص شعر رأسه حسب التسريحة الاوربية، ورغم المظاهر الاخرى التي توحي بأنه رجل عصري متحضر، الا ان روحه في تناقض تام مع مظهره، فمظهره لا يعكس طبيعة جوهره، فهو اي نوري المالكي لا يستطيع التخلص من شرنقة روحية وبذرة تخلف دينية تجعله وتبقيه دائما وابدا في شخصية وعقلية الملا الذي يكرس حياته وعمله ليس في سبيل العراقيين انما في سبيل مرضاة الله حسب منهج ووجهة نظر السلف الشيعي الغابر، الذين نقلوا قولا منسوبا للامام جعفر الصادق مفاده ان كل ما يلهي عن عبادة الله فهو حرام.

وحسب وجهة النظر هذه يصبح كل شئ حرام، الموسيقى، الرياضة، الغناء، التسلية، الحب، الادب ان لم يستهل به لوجه لله والائمة . سلسلة تحريمات شيعية تتساوى ان لم تتفوق على سلسلة تحريمات الوهابية، فالسباق بين جهابذة الدين الشيعة والوهابية هو من يكون منهم اشد ظلاما واكثر حلكة وقتامة. والاختلاف بين الاثنين هو المولاة،  فالمالكي ومن هم على شاكلته يدّعون مولاة اهل البيت ويتهمون الوهابيين بمولاة آل سفيان.. اما من حيث التطبيق والتصور الديني فهم لا يختلفون الا قليلا، فكلاهما لو اتيحت له الفرصة لما ترك ظهر مسلم سالما من جلد الكرباج، وفي ايران الولي الفقيه الاف الظهور الادمية تتشابه مع ظهور الحمير الوحشية مخططة غير انها حمراء من ضرب السياط.

الغريب في القرار الذي اصدره نوري المالكي وبيّن خطوطه العريضة قاسم عطا المتحدث الرسمي لخطة فرض القانون، انه استند على فهمه للاخلاق، وهذا الفهم لا يتعدى الفهم الملائي الذي يقول بأن الله لم يخلق الناس الا ليعبدونه، وهو فهم تشترك فيه كل الاطياف الاسلامية رغم كل صراعاتها التناحرية واختلافاتها الفكرية، لكنها، اي هذه المذاهب والاطياف، فيما يخص الاخلاق والسلوك الانساني متفقة تماما في غلظتها واكفهرارها كأتفاق وزراء الداخلية العرب فيما بينهم في اجتماعاتهم الدورية على قمع الحريات الشخصية بحجة المحافظة على النظام.

المالكي نصب من نفسه متحدثا اخلاقيا عن الشعب العراقي، وكأنه خبير ومتخصص نحرير في سلوك وتصرفات هذا الشعب المغلوب على امره، فحدد له ما يصح وما لا يصح، ما يناسب وما لا يناسب، فقال ان النوادي الليلية لا تتوافق مع اخلاقيات الشعب العراقي وكملها عطا الذي تحوّل من جنرال الى واعظ ومفتي فقال ان الاغاني والاحتفالات الليلة حرام ايضا.

السيد نوري المالكي تصرف بعقلية الملا وكأنه مديرا لشرطة الاداب والانضباط الاخلاقي او رئيسا لقطعان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس كرئيس وزراء يمثل الشعب بكافة طبقاته وفئاته واديانه وافراده مهما كان تفردهم واختلافهم الديني والذوقي والقومي والاخلاقي. وهنا تكمن خطورة ان يكون ملا او متدين رئيسا للوزراء، فهو يبقى اسيرا لفكرته وفهمه وتفسيراته الدينية فيلوي عنق القانون ويجعله دائما متماشيا مع تصوره الديني.

الملفت للنظر ان السيد رئيس الوزراء نوري المالكي لا يرى مما لا يتناسب واخلاقيات الشعب العراقي الا الاغاني والنوادي الليلية لأنها تتعارض مع ميول الشعب العراقي الميال للفرح والتحرر بعد كل هذه الحروب المدمرة، بل لانها تتعارض ومنهجه الاخلاقي الاسلامي وتصورات الملالي والمعممين ، لكنه يغمض عينية او يعميها كليا عن ما يتناقض ويتعارض ويضر باخلاقيات وبمصالح وسمعة الشعب العراقي. فهل الحرمنة واللصوصية المستشرية في عهده تناسب اخلاقيات الشعب العراقي؟

وهل تهريب النفط الى ايران وبلدان الخليج واستلام العمولة تناسب اخلاقيات الشعب العراق؟

وهل تعيين اولاد وبنات ومعارف ونسائب واقارب المسؤولين ومنهم ذوي المالكي شخصيا تناسب اخلاقيات الشعب العراقي؟

وهل التغاضي عن الفساد والمفسدين والراشين والمرتشين تناسب اخلاقيات الشعب العراقي؟

وهل غمط حقوق مكونات الشعب العراقي الصغيرة اكانت دينية او قومية تناسب اخلاقيات الشعب العراقي؟

وهل شراء الذمم وتأسيس مجالس عشائرية لاغراض انتخابية ممولة من الدولة العراقية تناسب اخلاقيات الشعب العراقي؟...

وهل بناء مدارس تحفيظ القرآن بهذا العدد الهائل على حساب المدارس والمعاهد تناسب واخلاقيات الشعب العراقي.؟

وهل تحويل العراق الى بلد للطم والتطبير والمشي العبثي مئات الكيلومترات تناسب اخلاقيات الشعب العراقي.؟

وهل حرمان الشعب من الماء والكهرباء والنفط والغاز واهماله صحيا وماديا وعلميا وتركه عرضة للامراض والاوبئة والفقر والعوز تناسب اخلاقيات الشعب العراقي.؟

واذا اراد السيد المالكي ان يقرن الكلام بالفعل ويجعلنا مقتنعين بنيته ويكون مثلا يحتذى به ووطنيا اصيلا حريصا على مصلحة الشعب وراحته فليبادر و يكشف للشعب عن ما يملكه من ثروات واملاك فيكون قدوة يقتدي بها بقية زملائه الوزراء والمسؤلين من نواب ومدراء ومعممين ويخبرنا عن مراكز اقاربه الوظيفية في الدولة العراقية وعن شهاداتهم العلمية قبل التحدث عن الاخلاق وتطابقها مع القانون والدستور. لنرى بعدها من اكثر ضررا واكثر اختراقا للقانون هل هي الاغاني و النوادي الليلة ام المالكي ورهطه وجوقته الدينية .!!

 

free web counter