| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

السبت 4/9/ 2010



عن ترشيح السيد عادل عبد المهدي

مالوم ابو رغيف

وأخيراً وبعد مخاض طويل قرر الائتلاف الوطني ترشيح السيد عادل عبد المهدي لمنصب رئيس الوزراء لكن ليس بإجماع الكيانات السياسية المكونة للائتلاف، فهناك عدد من المعترضين على هذا الترشيح لعل أبرزهم السيد إبراهيم الجعفري الذي يحظى بدعم كبير من جماعة الصدر المؤثرة في تكتل الائتلاف الوطني.

الاعتراض على ترشيح السيد عبد المهدي، مرده ليس لإختلاف أيدلوجي أو مذهبي، فاغلب المؤتلفين لهم نفس الأيدلوجية والنظرة الإسلامية والمذهب والعقيدة، شيعة إمامية في مجملهم، ولا هو اختلاف سياسي فهم جميعا من سدنة معبد خلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين وتتجه قلوبهم كما هي أنظارهم نحو كعبة السياسة الإيرانية، ولا هو بالاقتصادي، فقد أصبح العراق رغم الإمكانيات التي يتمتع بها مجرد منتج للنفط وليس من طموح آخر لدى السياسيين الإسلاميين لتطويره اللهم إلا المتاجرة بالدين.

الاعتراض على ترشيح السيد عبد المهدي، هو مثل ذلك الصراع المحتدم بين شخصيات الكتل الشيعية، المالكي والجعفري وعبد المهدي، للظفر بمنصب رئيس الوزراء، مجرد طموح شخصي ومسعى أناني للصعود على كرسي الحكم حيث الشهرة والكسب المادي والسيطرة المطلقة.

ورغم هذا التشابه الكبير في المسعى والهدف، إلا إن هناك ما يميز السيد عبد المهدي عن خصميه المالكي والجعفري، فلم نشهد للسيد عبد المهدي تكالباً ولا تقاتلاً على السلطة مثلما شاهدناه عند المالكي وعند الجعفري، فهذان السيدان قد استماتا على المكوث بالمنصب والبقاء على كرسي السلطة وكأنه خلق لهما وحديهما ولا يحق لأحد آخر منافستهما مما يقوي الانطباع بان شعورهما يقترب كثيراً من شعور القائد الضرورة ورجل المرحلة الذي لا غنى عنه كما يتصورا أو يصور لهما ذلك الحبربشية المنتفعون.

الشعور بالنرجسية كان طاغياً عند السيد الجعفري الذي أصبحت عنده المعالجات والحلول والسياسة مجرد استرسال كلام ممل ، ولا زال السيد المالكي مصراً على البقاء بالمنصب رغم إدراكه بان ذلك يحدث أضراراً كبيرة بالديمقراطية وبالعملية السياسية برمتها.

لا نعتقد إن السيد عبد المهدي سيتفرعن على الديمقراطية أو يصر على البقاء بالمنصب إن لم يعاد ترشيحه كما فعل سلفاه المالكي والجعفري، فهو وان كان من المقربين والمتنفذين بالمجلس الأعلى الإسلامي إلا انه ليس مالكاً للحزب ولا الممول له، كما هو السيد عمار الحكيم وارث الحزب ومالكه ، وان أصر على قراءة مقتل الإمام الحسين كل سنة، إلا انه لم يبرز كروزخون أو قارئ حسيني وان ارتدى الجبة والعمامة، بقدر ما يحاول البروز بدور السياسي الإسلامي النشط على حساب النشاط الديني الملائي، وهذا سيجعل من السيد عبد المهدي سكند هاند أمام طموح السيد عمار الحكيم أو قد يخلق شيئاً من التناقض والصراع بين الاثنين يضطر السيد عبد المهدي للاذعان والرضوخ وان كان ضد قناعاته بسبب طبيعة تكوينه السياسي وخلفيته الإسلامية وموقعه الثانوي في داخل الحزب وان كان له الموقع الأعلى في الدولة، فعند الأحزاب الدينية يتقدم الحزب على الدولة والمذهب على الشعب والدين على الوطن.

ولا نعتقد بان ترشيح عادل عبد المهدي قد جاء اعتباطاً دون الأخذ بإمكانية عقد صفقة بين العراقية وبين الائتلاف الوطني والتحالف الكوردستاني، فشخصية السيد عبد المهدي ليست شخصية مشاكسة ولا متعنتة وتميل إلى الهدوء الدبلوماسي وتجنب الصخب السياسي. مما يعني إمكانية موافقة العراقية للعمل ضمن حكومة يترأسها عبد المهدي يتمتع بها علاوي بمنصب هام له صلاحيات لا تقل عن صلاحيات رئيس الوزراء بينما يحتفظ الإسلاميون السنة بمراكز مهمة مثل نائب رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهوري ورئاسة البرلمان ووزارة الخارجية.

إن فاز السيد عبد المهدي أو بقى المالكي أو جاء الجعفري، وان تبدلت وتغيرت بعض أوجه السياسة والاقتصاد، شيء واحد سوف لن يتغير، هو الثقافة، حيث ستبقى تدور في حلقة الصراعات المذهبية ومقولات الحلال والحرام وخطب صلاة الجمعة المنبرية وقرايات الروزخونية.


 

 

free web counter