| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأربعاء 4/8/ 2010



أنت ماليكياوي ولا علاوي!!

مالوم ابو رغيف

رغم كثرة اللاعبين الطامحين للفوز بمنصب رئيس الوزراء، إلا إن الملعب خلا إلا من اثنين، علاوي والمالكي، احتلا الصدارة في عملية الصراع على منصب رئيس الحكومة، يناوران ويتباريان ويقترحان ويصرحان، تكتب عنهما الصحف وتذيع أنباء صراعهما الفضائيات ويدبج الكتاب عنهما المقالات، ويقول فيهما الشعراء القصائد والأشعار، ورغم التباين في أيدلوجيتهما إلا إنهما قويان وخصمان عنيدان يحسنان الصراع ولا ينحنيان.

هناك آخرون طامحون للحصول على المنصب، أبرزهما عادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري، يجلسان منزويان على مصطبة الاحتياط، منعزلان منسيان، لا ضوء كاميرا يسلط عليهما ولا الجمهور يهتف لهما ولا تكتلهما الإسلامي السياسي يذكر اسميهما، إن صرحا أو صاحا، احتجا أو غضبا لا احد يهتم أو يكترث بهما، فهما لا يملكان زمام أمريهما، مقادان فيكف لهما إن يقودوا ، تابعان فكيف لهم إن يُتبعا !!

لحد هذه اللحظة يبدو معسكر المالكي صلبا غير متصدع ، لا منافس من معسكره يقف ضده، ولا طامح يقلل من مركزه، الجميع يهتف باسمه ويشيد بدوره ولا يفرط به ، يبدو وكأنه الملك المفدى أو القائد الأوحد مما يجبرنا على التساؤل عن السر في هذه الوقوف والتكاتف رغم إن معسكره متباين الأيدلوجيات والمذاهب والمواقف والاتجاهات السياسية.؟

ورغم إننا لم نرى شيئا من عبقريته أو حسن إدارته!

هل السر إنهم لا يسوون شيئا بعده.؟

أو إنهم اعتقدوا انه الحصان الرابح فراهنوا عليه ولا يودون خسارة الرهان.؟

ورغم شخصية علاوي القوية وطموحه الجارف للفوز، ظن خصومه انه انتهى ولم يعد له دورا مذكورا، وإذا به يضرب ضربته غير المتوقعة فينتصر على جميع منافسيه المأخوذين بالدهشة، فيتهمونه بالتزوير ليس لأنهم يملكون أدلة، بل لان فوزه فاق كل توقعاتهم، إلا إن في معسكره يكثر المتنافسون والطامحون والمتقاتلون على المنصب وعلى الكرسي وعلى الأمجاد، سنة في مجملهم أدركوا إن المحاصصة الطائفية لا تسمح إلا بترؤس شيعي فتنحوا قليلا عن طموحهم ورشحوه مضطرين، وإذا كان الشيعة الإسلاميين تفرقوا عند توزيع الغنائم والأسلاب والمناصب، فانشقت أحزابهم الإسلامية وتبعثرت إلى أكوام ومجاميع ، فان الأحزاب السنية أخذت بنصيحة عجوز الاستخبارات الطائفي الخبيث وفيق السامرائي الذي ينفث سمومه وأحقاده وطائفيته المقيتة في الجرائد والفضائيات بان الطريق الوحيد للانتصار على الشيعة و"الشروق" هو في اتحاد السنة الطائفي، فتجمعت الأحزاب السنية على مضض رغم عداواتها وسارت خلف علاوي ورايته العلمانية. وعلى عكس المتسابقين على المالكي، بين مدة وأخرى تبرز تصريحات من معسكر علاوي تتنازل عنه وتلمح إلى انه ليس مرشحهم الوحيد، وان من الخطأ إن يكون المنصب حكرا على الشيعة فقط، وهذا صحيح ولكن مثل هذا التصريح من الآخذين بنصيحة عجوز الاستخبارات الخائب وفيق السامرائي له رائحة المؤامرة والانقلاب على علاوي نفسه.

في فترة من تاريخ مصر انقسم الشعب المصري إلى قسمين، قسم يناصر فريق الزمالك والأخر يناصر الفريق الأهلي وجسدت الرائعة الشحرورة صباح ذلك الصراع في أغنية

أنت أهلاوي والا زملكاوي
بين الأهلي والزمالك محتارة والله
حب الأهلي والزمالك حيرني والله
الاثنين حلوين
الاثنين جامدين
محتارة أشيل مين
ولا أشيل مين
جوه عيوني

الشعب العراقي لا يغني لا لعلاوي ولا للمالكي ولا لأي سياسي آخر، الشعب العراقي لا زال يبكي ضحاياه ويشكي محنته ويدفن قتلاه ويواري جثث جنوده ويخاف على مستقبل أطفاله ويتقي شر دوريات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو دوريات فرض الإيمان.

الشعب العراقي لا يجد حلاوة ولا طلاوة في أي من الوجوه الجديدة القديمة، خاصة تلك الوجوه الإسلامية المكوية بالباذنجان من أصحاب الأيدي الناعمة والكروش المنتفخة الذين يحرمون مصافحة المرأة لكنهم يجوزون استحلالها متعة نظير اجر.

لكن الشعب العراقي يحمل من الحيرة أضعاف ما تحمله صباح في أغنيتها، ليس حيرة التفضيل، بل حيرة المغلوب على آمره، الذي إن اتجه إلى الله أرسل له فرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الحواسم الإسلامية أو الوزراء الحرامية وان اتجه للشيطان أرسل له البعث وفرقه الإرهابية.


 

 

free web counter