| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأثنين 4 /12/ 2006

 

 

منقذ اليوم هو مجرم الامس


مالوم ابو رغيف

يقول السيد كوفي عنان ان الوضع في العراق اسوء من الحرب الاهلية ومن ما كان عليه في عهد الهمجي صدام. حقيقة لا يمكن انكارها، فالتدهور شمل كل نواحي الحياة حتى يخيل لنا ان العراق لا وجه فيه الا وجه الموت والرعب اليومي. غير ان الكلام اذا اقتصر على عرض الحالة دون بحث وعرض السبب يكون كلاما متحاملا، غير هادفا، عاما يحمل نية الشماته اكثر من نية العلاج والاصلاح.
تصريح السيد كوفي عنان في بعض اوجهه يماثل تصريحات الزعماء العرب والمسلمين، فهم يعرضون الحالة ولا يشيرون الى المتسبب في هذا التدهور و في هذه الفوضى الامنية والاجتماعية، انما يحملون التغيير واسقاط النظام كل نتائج سياسات البعث وفساده وافساده وعبثه وجرائمه وحروبه الكارثية.
واذا نظر السيد كوفي عنان الى الوضع الماساوي الذي يعيشه العراقيون اليوم سيجد ان نفس الايادي التي كانت تسفك دماء العراقيين وتطمرهم جماعيا في حفر المقابر وفي غياهب المجهول، الايادي التي تعودت على قطع الرقاب وبتر الاطراف ورش الكيمياويات واطفاء شمعة الاف العوائل هي نفسها التي تقوم بهذه الجرائم التي يبدي السيد كوفي عنان اسفه على حصولها ويستنهض العزائم والهمم لايقافها.
افلا يعلم السيد عنان وهو سكرتير الامم المتحدة بان من يزرع العباوات الناسفة ويفخخ السيارات ويطلق مدافع الهاون على البيوت والمدارس والمستشفيات وينصب الكمائن على الطرقات هم البعثويون والسلفيون الوهابيون او من نتاجات ثقافته واوغاد حملته الايمانية التي اشترك فيها رجال الدين السنة والشيعة على السواء.؟
اولا يعرف السيد عنان بان جزء من هدفهم الذي يسعون الى تحقيقه هو ما يقوله السيد عنان بهذا التصريح، بان الوضع اسوء من عراق صدام.؟
اولا يعرف انهم يسعون ان يعقد الناس والسياسيون مقارنة تكون محصلتها تفضيل العبودية الامنة على الحرية المخاطرة.؟
لقد قال الشاعر
ومن يتهيب صعود الجبال
يعيش ابد الدهر بين الحفر
ربما لا يفهم السيد عنان هذا ولا يعرف ان الشعب العراقي لم يستكن يوما لظالم ولم يصبر على غبن ولم يذعن لاضطهاد وان الحفر كانت الملجأ الاخير للمجرمين بينما الشعب النازف دما يستمر في صعوده الى قمم الجبال غير آبه بجراحه. هي فترة عصيبة، مؤلمة، مرعبة، لكنها ستتعدى فمن صفات الحق الانتصار ومن صفات المجرم الهزيمة والاندحار .
ومثل تصريحات كوفي عنان تاتي تصريحات و دعوة صالح المطلق بتشكيل جبهة الانقاذ الوطني. نكتة ثقيلة سمجة. فهو يدعوالى انقاذ الشعب بالاصطفاف مع رهط الارهابيين والبعثيين والصداميين والاسلامين ويفتخر بكل وقاحة بما يسميه المقاومة التي هي سبب المشكلة والكارثة والماساة.
فمن يقتل العراقيين غيرها.؟
من يدمر البلد غيرها.؟
من اعطى للمجرمين واللصوص والزناة الفرص لتنديس الوطن غيرها.؟
فكيف له ان ينقذ الوطن والناس بتسليط عليهم من يديه موغلة بدمائهم.؟
كيف للقاتل ان ينقذ الضحية وسكينه تقطر من دمائها.؟
ومن خلال هذه الطرحيين، مع اننا لا نعتقد بكوفي عنان سوء النية، لكن تصريحاته ومقارنته بين الوضع الحالي وبين عهد صدام ، يصب في تيار الجهود الخبيثة الداعية الى اعادة مجرمي الامس على انهم منقذو ومخلصو الشعب والوطن. اقول من خلال هذين التصريحين وتناغمهما مع سفريات حارث الضاري المكوكية واجتماعات الانظمة والاستخبارت العربية، نستطيع فهم صياح الثكالى لبعض السياسين العراقيين الذين ينتقدون الوضع ويمتحدون المجرم ويسبغون عليه لقب المقاومة، مع انهم يحتلون مناصب ومواقع كبيرة في الدولة. اذن القصد هو تدويل قضية العراق واشراك المجرم والبرئ في جهد يهدف الى مصالحة تتم وفق شروط النظام القديم واعادة العراق الى حكم العسكر المتدين المؤمن.
وما تعليق تيار الانتهازية الصدري لعضويتهم في الحكومة والبرلمان الا حلقة في هذه الجهود والمحاولات، فهم كانوا حلفاء لهيئة علماء المسلمين وسيكونون ايضا حلفاء لهم عندما تكون صحون الوليمة مليئة بالدسم.