| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الخميس 3/2/ 2011



مكبات الانترنت ستطيح بنظام مبارك

مالوم ابو رغيف

للدكتاتوريين الكبار والصغارمنهم صفات مشتركة،فهم ورغم اختلاف قومياتهم ودياناتهم ولغاتهم وطوائفهم، وحتى لو كان يفصلهم آلاف الكيلومترات، أو كانوا متخاصمين متعاديين أو مختلفين فكريا ومذهبيا، إلا إن رغباتهم وأمنياتهم وتصرفاتهم وإجراءاتهم تتشابه وكأنهم نسخ متطابقة لتوائم روحية.
فجميعهم يكرهون حرية التعبير وان ادعوا مناصرتها أو تبجحوا بأنهم من وهبها للشعب، ويكرهون المنابر الإعلامية وان قالوا بتشجيعها، وكلهم يمقتون الانترنت وان استخدموه للدعاية لهم.
فليس من غرابة ولا من عجب إن رأينا ملامح لشخصية دكتاتور سابق في وجه وتصرفات وطموحات وقرارات مشروع لدكتاتور لاحق.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فنشير هنا على سبيل التذكير ليس أكثر إلى استهانة نوري المالكي بالانترنت وأهانته لآلاف العراقيين الذين لا يجدون غير الانترنت كوسيلة وواسطة للتعبير عن أرائهم والتنفيس عن الضنك الذي يكاد يخنقهم بعد إن سد الإسلاميون والإرهابيون منافذ حرياتهم، فوصف المواقع العراقية بأنها مكبات وكتابات العراقيين وآرائهم بالنفايات.
الانترنت الذي لم يعجب المالكي و أثار غضبه وجعله يفقد السيطرة على عنان لسانه فاخذ يوزع الإهانات دون محاولة كبحه، سيسقط نظام الدكتاتور حسني مبارك الذي دام 30 سنة مرت عليه سريعا وكأنها حلم، وجثمت على صدر الشعب كأنها كابوس ظُن انه لا يفاق منه، وأجهض أحلام الدكتاتورين التوريثية..

الدكتاتوريون لا يعتقدون إن العالم قد تغير، وان التغيير لم يشمل التكنولوجيا فقط، بل شمل الإنسان نفسه. حتى الجاهل والأمي وان لم يستطع القراءة ولا الكتابة إلا انه يشاهد ويحس ويشعر ويجري مقارنة بين المشهدين، المشهد اليومي لحياته البائسة ومشاهد بقية شعوب بلدان عالم التي يشاهدها عن طريق الفضائيات، هذه الأحاسيس والمشاعر لا يستطيع الدكتاتوريون ولا من يتبع خطاهم منعها ولا غلقها أو التكتيم عليها ولا وصفها بالنفايات. هي كالحطب قد يكون اخضر صعب على الاشتعال في بدايته، لكن إن ترك وأهمل، ستندلع في النار ويحرق يابسه أخضره من اقل شرارة حتى لو كانت من نفاية انترنيتية إذا استعرنا وصف رئيس الوزراء نوري المالكي للكتابات العراقية.

ما كان الشعب المصري إن يثور هذه الثورة الغاضبة التي تكتسب زخما مصريا ودوليا يوما بعد يوم لولا الثورة المعلوماتية، أكانت تلفزة فضائية أو انترنت. ثورة الياسمين التونسية انتقلت عدواها إلى بقية الدول الشمولية لا عن طريق بيئة أخرى غير بيئة المعلومات والاتصالات والفضائيات.
لذلك ومنذ يوم اندلاع الانتفاضة المصرية الأول، سارعت حكومة مبارك لغلق شبكات الانترنت والموبايل للاتصالات التلفونية.

الشعوب تتواصل وتتبادل المعلومات وتتبادل الفضائح أيضا. فنحن كشعوب منّ الله عليها بالتخلف والجهل ليس عندنا ما نبادله مع شعوب العالم المتقدم من انجازات غير فضائح وفساد وجهل ورعونة الحكومات، لذلك لم يعد باستطاعة الحكومات مهما فعلت إن تعتم وتتكتم على ما يجري ، وما هي إلا دقائق حتى يكون الخبر بكل تفاصيله، والفساد بكل نتانته، والفضيحة بكل عارها، والسرقات بكل تفاصيلها بمتناول الملايين من الناس وبكافة اللغات، لقد أصبح الانترنت لغة العصر للشعوب ولعنة العصر لأحزاب الفساد والفضائح.

ومهما حاولت الحكومات الحد من انتشار الأخبار التي لا تسرها، عن طريق غلق مكاتب الفضائيات والتضييق على الصحافة والصحفيين والاعتداء عليهم أو حجب مواقع الانترنت التي تنشر حقائق وموضوعات تجعل الضغط والسكر يرتفعان، الأمراض التي يكاد لا يخلوا منهما جسدا لدكتاتور أو نصف دكتاتور، إلا إن الشباب يبتكر ويخترع طرقا عديدة لإزالة كل العقبات التي تحد من حريتهم.. الانترنت ووسائط نقل المعلومات قد يتمكنون من خنقها لبعض الوقت، قد يتمكنون من اعتقالها لكن لا يمكن لهم قتلها فلقد أصبحت مثل الهواء لا يعيشون من دونه، الناس بدون معلومات يصدئون
 

free web counter