| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأربعاء 3/9/ 2008



غنى الفجأة وموت الفجأة

مالوم ابو رغيف

سوف لن نوهم انفسنا باننا سنعرف يوما مصادر ومقدار ممتلكات وثروات الوزراء والمدراء والبرلمانيين الذين ظهرت عليهم اعراض الغنى الفاحش بغتة، فجأة ومن غير مقدمات، وكأنها العدوى، فما ان يصاب احد بداء الغنى حتى يصاب الثاني والثالث، فكثروا وتكاثروا وظهرت الاعراض على ابنائهم وبناتهم واقاربهم والاقربين من عشيرتهم. كانت محاولة الحد من هذه العدوى هي التفكير في اصدار قانون من اين لك هذا، لكن وبعد تفكير طويل وتمحيص للامر وجدوا ان هناك جواب جاهز لهذا السؤال ولأي سؤال ، جواب لا يستطيع احد الاعتراض عليه لان الاعتراض بحد ذاته اعتراض على الله.، ونحن نعيش اولا واخيرا في عصر الاسلام السياسي، حيث يطعمون الشعب ويسقوه الوعود والاحلام والمواعظ والحقد على الكافرين المتسائلين الذين يشككون بقادة الاسلام السياسي ونزاهتهم.

فهل يجرأ احد على تكذيب اسلامي مصاب بغنى الفجأة او ثراء ليلة ويوم ان قال ان هذا من رزق ربي، او استشهد بالاية القرآنية التي تقول رزقكم في السماء وانتم لا تعلمون.؟

لقد اصبح غنى الفجأة جزء من الواقع المعاش، فلا احد يسأل ولا احد يحاسب، و لو تساءل الناس وطالبوا واعابوا وانتقدوا فلن يغيروا من الامر شيئا، لانهم سيعطُون الاذن الصماء، فعلى ما يبدو ان حاميها هو حراميها ، لذلك استسلم الناس لاقدارهم كأستسلام المرضى اليائسين من الشفاء.

ليس الناس البسطاء وحدهم هم الذين استسلموا، الصحفيون والكتاب والمفكرون استسلموا او في طريقهم الى الاستسلام، بعضهم اصابه الاحباط والقنوط ان يسمع صداً لكل هذه الاصوات المنتقدة او يلمس ردة فعل لكل هذا الجهد الفكري المبذول وهذا الكم الهائل من المقالات والكتابات والمطالبات في الحد من الفساد والافساد والعبث في المال العام فتساءل مستغربا شبه يائس : لمن نكتب!!

هؤلاء المصابون بغنى الفجأة يدّعون ان هذه الثروات والبيوت والمزارع والعمارت كانت املاكهم وبحمد الله ونعمته قد رجعت لهم، هذا ما قاله صولاغ بالحرف الواحد جوابا على سؤال عن ضخامة البيت الذي يسكن فيه.

يخيل للمستمع لهؤلاء الاسلاميين السياسيين وهم يعللون ثرائهم الفاحش بأن المعارضة للنظام الصدامي كانت من طبقة المليونيرات المجهولين والاثرياء المترفين والملاك المنعمين وليس من فقراء الناس ومن العمال والفلاحين والطلاب والكسبة البسطاء الذين اعطوا كل ما عندهم ولم يبخلوا حتى بحياتهم فوهبوها بكل كرم وشهامة وكافحوا حتى الرمق الاخير. من بقي على قيد الحياة منهم لا زال كما كان لا يملك قصورا ولا حسابات ضخمة ولا سيارات فارهة مثل تلك التي يمتلكها الزهاد والوعاظ والسياسيين الاسلاميين، انما يقتلون فجأة مثلما يغتني الاسلاميون السياسون فجأة.

واذا يأس الناس من معرفة مصادر ومقادير الثروات والاملاك، فهل يخبرنا هؤلاء الذين يدّعون الحرص على العراق ويحافظون على العملية السياسية ويجاهدون من اجل الديمقراطية وصيانة حقوق الانسان، هل لهم ان يطلعونا على مناصب ابائهم واخوانهم واولاد عمهم ذكورا واناث، وما هو تحصيلهم العلمي وكيف استطاعوا ان يكونوا في هذه المناصب وهذه المسؤليات وكيف توافق ان يكون الاب وابنه او ابنته اعضاء في البرلمان العراقي او وزراء ومستشارين ورؤساء اتحادات رياضية وهندسية واجتماعية مدعومة حكوميا.؟

هل يجرأ احد منهم الاعلان عن ذلك، من رئيس الوزراء ومستشاريه ورئيس الجمهورية ومستشاريه ورئيس البرلمان ومستشاريه.؟ الا يستحون ان يعينوا في الخفاء ما يخجلون منه في العلن.؟

اليست هي الوصولية والمحسوبية والمنسوبية ونوع من حكم العائلات الذي لا يختلف عن الحكم الصدامي ان يحتل الابناء والاخوات والاقرباء المناصب العليا في الدولة اكان في الخارج او في الداخل.؟

لا نسأل من اين لك هذا، فنعرف انه من فضل ربكم او من عمى ضمائركم ومن فساد اخلاقكم ومن ضحالة وطنيتكم.

نسأل ايها المسؤول: الوزير والمدير والبرلماني ما هي مناصب اخوانك واولادك وابناء عمك واقاربك، هل تستطيع الكشف عنها، ان لم تفعل فانت اكثر فساداً من الطغمة الصدامية نفسها.



 


 

free web counter