| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 31/10/ 2010



هل يستفيد الإرهاب من وثائق ويكيليكس؟

مالوم ابو رغيف

جوابا على التساؤل الذي وضعناه كعنوان لهذه المقالة نقول نعم يستفيد الإرهاب من هذه الوثائق وهذا ما تؤكده وزارة الدفاع الأمريكية التي كانت جل خشيتها تتلخص في كون الوثائق ستعرض حياة جنودها وحياة الكثير من العراقيين المتعاونين معها للخطر. والخطر الذي تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية على جنودها والمتعاونين معها هو في إن تشكل هذه الوثائق أسباب إضافية تعزز من القناعات الإسلامية المتشددة التي تحث على قتل الأجانب والمتهمين بالتعاون معهم وتعطي مبررا للفتاوى في إسناد حجج المقاومة مما يعني رفد الإرهاب بالمزيد من مريدي الجنة التي لا يمارس نزلائها سوى الأكل والشرب والنكاح، حياة مترفة تشبه في كثير من أوجهها حياة أعضاء برلماننا الموقر بجميع فصائلة.

لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا الحكومة العراقية ادعت زيف الوقائع التي جاءت بها الوثائق. انصب اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية على إن لا تكون طرق تعامل وتصرفات الجنود الأمريكيين في متناول الجميع، مما يعني كشفا غير محمود العواقب للأسرار وهو تعبير يراد به الأخطاء وربما حتى التوجهات السرية في التعامل مع الحالات المختلفة، فالنجاحات مهما كان نوعها لا تحاط بالكتمان ولا بالتحفظات، وحتى لو أحيطت لفترة قصيرة لحساسياتها فإنها ستعلن يوما كأمر واقع كتلك المتعلقة بصناعة القنابل النووية. لكن الأخطاء وعلى بساطتها وصغرها وتفاهتها هي أسرار الإنسان التي يحاول ما أمكنه إن لا يطلع عليها احد، حتى تكشفها رعونته وتفاهته وغباوته وتهوره وطمعه كما هو حال الوزراء والمسئولين العراقيين.

وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تخشى من زيادة الميول الإرهابية في المجتمعات الإسلامية المتطرفة وان تشكل هذه الوثائق ذرائع جديدة يستغلها القادة الدينيون في حشو أدمغة الجهلاء بالخفيف والثقيل من آيات الجهاد والقتال في سبيل الله وبالتالي إيقاع الأذى والضرر بالجنود الأمريكيين، فان الأطراف العراقية لم تبدي خشية على العراقيين.

لقد أثبتت الأحداث المريرة التي عاشها العراق بان أخر ما تفكر به الأحزاب الإسلامية هو الشعب. إن ما يخشاه حزب الدعوة مثلا، هو إن تكون هذه الوثائق عاملا معرقلا في إعادة انتخاب المالكي رئيسا للوزراء. بينما اتخذ قادة القائمة العراقية منها ذريعة للتشهير ولتحقيق مكاسب سياسية غاضين الطرف بنفس الوقت عن الدور السوري والسعودي والخليجي الداعم للمجاميع الإرهابية بالمال والرجال والفتاوى الوهابية.

المجلس الأعلى الإسلامي خصص جزء كبيرا من مواقعه الالكترونية لنشر كل ما يسيء للمالكي من تهم تصل حد التورط بإصدار أوامر الاغتيال والتصفية وتزعم مجاميع خاصة لتنفيذ مهمات قذرة، لكن المجلس الأعلى والتابعين له لم يمسوا إيران لا من بعيد ولا من قريب مع إن لإيران أيادي واذرع خبيثة ممتدة عميقا في الشأن العراقي. أمر محير جدا، فالمجاميع السياسة العراقية الإسلامية وغير الإسلامية مستعدة لأكل لحم أخيها ميتا على إن تمس دول الجوار ولو بانتقاد صغير، تصاب بالخرس التام وينعقد لسانها عن الكلام ولا تفكه حتى النفاثات بالعقد.

إن أي وثائق وأي أدلة مهما كانت درجة خطورتها لا تؤثر كثيرا على مجريات الأمور في العراق طالما ظلت الديمقراطية والقانون والدستور كلمات تكتب وتقال ولا تطبق وطالما كانت الحكومات مبينة على مبدأ المحاصصة، فليس اكبر من فضائح شركة إرهاب عدنان الدليمي وأولاده ولا من فضائح هيئة علماء الإسلاميين وألويتها الإرهابية ولا من تورطات مقتدى الصدر وجيش المهدي وعصائب الحق للقتل والاختطاف ولا من سرقات الوزراء والمدراء المليونية ولا من أساطين تهريب النفط والآثارفي وضح النهار ولا سرقات البنوك من قبل حمايات المسئولين، ورغم إن كل هذه الفضائح والجرائم التي اقترفتها هذه المجاميع معززة بأدلة ملموسة إلا انه جرى تجاوزها باتفاقيات بين الكتل السياسية ولم يقدم احد من مرتكبيها للمحاكمة بل جرى تهريب كبار مقترفيها المرتبطين بهذه الأحزاب من السجون أو إطلاق سراحهم بصفقات سياسية أو انتخابية مما يدل على إن العدل والقضاء لا زال هو إرادة الحاكم وليس سلطة القانون.

إن عدم نزاهة المسئولين وطمعهم وجشعهم وتقاتلهم فيما بينهم على الحصص والمناصب وإهمال الشعب وليس وثائق ويكيليكس هي العوامل والدوافع الأكثر خطورة التي تغذي الإرهاب الداخلي وتمنح الدول الممولة للإرهاب إن يكون لها دورا حاسما ومضرا لتلعبه في الشأن العراقي.
 

 

free web counter