نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الخميس 31 /8/ 2006

 


 
ايها المسؤولون تعالوا نتحاسب


مالوم ابو رغيف


يقول المثل العراقي اذا ردت صاحبك دوم حاسبه كل اليوم، معاذ الله ان نكون لكم اصحاب ولا احباب، او اننا نودكم دوما ولا اسبوعا ولا يوما، لكننا قد ادينا ما علينا واكثر فنلنا اعجاب الشعوب والدول، فقمنا بما هو مطلوب منا، وزدنا على واجباتنا، سقينا العراق بدمائنا ودموعنا وعرقنا لتنبت زهرات الحب والعشق والحرية، لم ندخر لا جهدا ولا مالا ولا حلالا من اجل ان يكون الفرح عاما شاملا لا يستثني احدا، عملنا بأصلنا وما استوجبته علينا وطنيتنا وما املته علينا ضمائرنا، في داخل العراق ترقد اجسادنا وارواحنا واحلامنا، في المقابر الجماعية، في قيعان دجلة والفرات، فوق قمم كردستان الشماء وفي مياه الاهوار جنة الالهه ومكانها المقدس. نقشنا اسمائنا على جدران السجون بدمائنا،حفرناها على صخر المعتقلات بأظافرنا، زخرفنا بها قلوب اطفالنا لتفيض محبة وعشق للوطن. في خارج العراق صرخاتنا كانت مدوية عالية ضد القمع والدكتاتورية وسلب الحرية، لم نترك مدينة لا كبيرة ولا صغيرة الا وعرفت طرقها وساحاتها خطواتنا، وتعالت بأجوائها هتافاتنا، الا وعلم ناسها مدى الاضطهاد الذي يعانية شعبنا، لم نترك محفلا ولا منظمة ولا حزبا ولا كنيسة ولا دولة الا وارسلنا اليها وفودنا واحتجاجاتنا وناشدناها مساعدتنا، جبنا بحارا وبراري وسهولا وودينا ليعرف العالم قضيتنا، تغربنا وتعرينا وجعنا و طوردنا، لكننا لم نتعرى من اخلاصنا للعراق ولم يستطع احد ان يمحهي خارطته من اذهاننا ولم نكن غرباء عنه في ذاكرتنا ولا في هواجسنا. تحدينا الارهاب بأجسادنا وزهدنا بأرواحنا وضحينا من اجل الكلمة الطيبة، من اجل الحرية، من اجل حياة حرة كريمة وشعب سعيد، لم تخفنا لا سيارات مفخخة ولا عبوات ناسفة ولا سكاكين ولا سيوف، لم يثني عزمنا لا وعيد ولا تهديد، حملنا اوراقنا الانتخابية وذهبنا الى صناديق الاقتراع لندلي بأصواتنا، ليس حبا بكم ولا رغبة في صحبتكم ولا تصديقا بوعودكم ولا عهودكم، بل تحديا واثباتا واصرارا على المضي في الطريق الذي بدأناه منذ ان رحل جلجامش يبحث عن سر الحياة والخلود. ونحن ابناءه وليس ابناء احد غيره ، نحن احفاده وليس احفاد احد سواه، لا زلنا نبحث عن الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة والفرح. وان سرقت الافعى عشبته ولا زالت تغير جلدها، فأننا ورثنا جلمه وسر خلوده ولن نمكنكم لا انتم ولا احد غيركم من سرقة حلما واملنا ومستقبل اطفالنا، حتى وان ورثتوا من الافعى تغيير جلدها وسرقة ما ليس عائد لها.

لا نحاسبكم على ايام ما قبل سقوط الهمج، ولا نود ان نكيل لكم التهم ولا نلصق بكم مالا يميزكم عن غيركم ولا نود تشويه صورتكم اكثر مما شوهتموها بأياديكم وافعالكم واعمالكم واطماعكم وتنافسكم على الباطل.

ولأنكم لا زلتم تدعون الكلام بأسمنا وتحرصون كما تزعمون على مصالحنا. ولأنكم قد صعدتم على اكتافنا، وتربعتم على كراسي لم تكن لولا جثثنا، واصممتم اذانكم عن سماع الامنا وتوجعاتنا. فتعالوا نتحاسب، ليكشف الجميع اوراقه امام الاخر ولنرى اي ظلم اقترفتموه واي اثم قد ارتكبتموه واي عدوان قد امعنتم وكم من مقدس قد دنستم.

نحن، لسنا فرد او حزبا او مجموعة، نحن ضمير الشعب الأعلى، وجدانه الأكرم ، ذاته الكلية، مجموع رغباته واماله وامانيه وطموحاته، نحن الفطرة الانسانية التي لا تعيش الا بالحب والعدل والكرامة، اما انتم فليس سوى نزوة الأستبداد، وجنحة الطمع واللصوصية، شذوذ الجسد نحو متعة الامتلاك من دون حق، والعيش على الأسلاب، انتم وهم الحاضر وحطام المستقبل، لعنة الماضي المتجسد في حاضره مظلم.

تعالوا نتحاسب لنعرف من يستحق ومن لا يستحق، من يجب ان يلام ومن ستقع عليه اللعنة الابدية. نحن لا نملك لا ضياعا ولا عمارات ولا مزارع ولا بيوت، بيوتنا اكواخ تداعت سقوفها، وهرمت حيطانها، وتقرعت شبابيكها، ملاذا ليس لنا وحدنا بل للافاعي والعقارب والعناكب، لكننا لا زلنا نملك املا لن تزعزعوه مهما سحرتم وطلسمتم وهزجتم وطبلتم. وانتم ماذا تملكون.؟ لماذا تختبأون وتتكتمون على ما حوته اياديكم وما جلبته صفقاتكم، وما تدره عليكم اتفاقاتكم.؟ لماذا تتصنعون عدم السمع عندما تطالبون بالكشف عن مصادر ثرواتكم ومقدارها ووضعكم المالي قبل سقوط نظام البعث الهمجي وبعده.؟ هل تتصورون ان الناس لا تعرف ولا تتقصى ولا تشك بكم.؟ الناس لا تغتر بالعمائم لان اغلب الرقي فطير، ولا باللحى فمنذ القديم تمناها احد ان تكون حشيشا لاطعام خيول المسلمين، ولن ننخدع باكثاركم من البسملة والحوقلة، فكلما كثر الاستغفار دل على كثر الاثام والمعصيات. الناس ترى على جباهكم علامات تعجب واستغراب بدلا عن وصمات الورع التي لا تتناسب ومظاهركم ومساكنكم وقصوركم واملاككم واحوالكم .

ليس عندنا لا وقود ولا كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا امن ولا امان، وانتم تتمتعون بكل ما تخدعونا به في جنة من سراب الوهم. لا تقفون طوابير بالانتظار، ولا تخافون ان يأتي مجنون مفتون بالدين فيفجر نفسه للحصول على حور العين وجنات تجري من تحتها انهارالخمر المعتق أعدت للمنخدعين.

اولادنا واطفالنا تقتل بالمدارس والملاعب والساحات والشوارع وفي البيوت بعد ان يداهمها المسلمون من طراز قد من حقد وسم ولؤم. هل تخافون على اطفالكم؟ على نسائكم؟ هم في امن وامان، خارج العراق وداخله، يحيط بهم الحرس، الثوري او المليشياوي او الخاص. قلوبكم باردة مثل افكاركم وتحركاتكم ونصائحكم وسياساتكم.

راتب الواحد منكم يكفي لاعالة عشرين عائلة او اكثر، مخصصات شهرية ومرتبات حرس واستعلامات وموظفي مكتب ومراسلات وسفرات ونثريات لكم هائل من اصحاب الايادي الناعمة والكروش المنتفخة والقلوب الباردة التي لا تعمل شيئا ولا تقول شيئا ولا تفقه شيئا ولا تحمي الا نفسها، ومع هذا تملك كل شئ حتى المصير. ترى ان استفحل الامر واتى من يود المشاركة في عملية اعادة توزيع الغنائم ويزيد مقاعد المحاصصة ويعوض عن التهميش بمناصب وكراسي ووزارات وسفارات فاي ثقوب كبيرة ستصيب الميزانية العراقية اذن.؟ بالتاكيد ستبادرون ستعينون سفراء لعشائر الهوتو والتوتسي، وتتبدعون وزارات على شاكلة وزراة الحوار الوطني، ....مقترح ان تُنشأ وزراة للشيوخ واخرى للاقطاعيين وللمعممين، سنة وشيعة والافندية من دون ربطات عنق واخرى لاهل الحل وثانية لاهل العقد.

المرأة العراقية التي عانت وناضلت وكافحت وحملت المصاعب والكوراث والاحزان، المرأة العراقية المظلومة التي عشقت الحرية وكرهت الاستعباد بكل اصنافه، عشائري قبلي ديني مدني، المرأة العراقية التي ملأت مساء العراق بزغاريدها عند اسقاط نظام الهمج البعثي ، ها هي الان يسكتها لحزن والمصاب، سجينة مرة اخرى في العباءة والنقاب، حريتها اصبحت حرام، انسانيتها اصبحت حرام، مطالبها اصبحت حرام..فاي تقدير وتكريم تحملونه للمرأة العراقية اذا كانت في نظركم من مبطلات الصلاة.؟

ماذا حققتم من وعودكم ومن عهودكم ومن مشاريعكم . حتى الوعد بالجنة اصبح مشكوكا فيه، فمذهب اهل جنته يدخلون النار في احكام مذهب اخر. مذهب الحق فيه هو باطل عند مذهب اخر. لم يعد سوى حرية لا يحكمها قانون، حر ان تموت حر ان تنتحر حر ان تقتل وتخرج في اطار صفقة اخوية او اسلامية او مذهبية، حر ان تكتب ضد البعض لكن من حق الجميع ان يغتالوك خلسة او في وضح النهار، في طلقة تائهة او طعنة نجلاء في سوق مزدحم او في انفجار.

انتم من لا يتعظ فلا تعظوا الناس ولا تنصحوهم، وفروا نصائحكم لانفسكم ..هاهو صدام امامكم كلب اجرب في زنزانة ياكله الفزع من ايام ساعاتها الطويلة المملة تمر عليه اسرع من الثواني... وقد قال المثل لو دامت لغيرك ما الت اليك ، الا تخافون ربكم في الناس.؟ من لا يجد بنفسه الكفاءة لماذا يصر على البقاء، هل هي طبيعة فيكم ان تكونوا مسخرة ومضحكة للاخرين.؟

القائمة طويلة وطويلة جدا...والحساب سيكون عسيرا، فالناس تقتل وتحرق وتنهب، تهرب الاثار والثورات، ونصبح من بلد مصدر للنفط الى مستورد بينما نفط العراق يباع في اسواق الخليج السوداء، واللصوص الاجانب والوطنيون يجمعون الثروات الهائلة بينما العراقيون يفرغون جيبوهم من اخر ما تبقى من ممتلكاتهم..وانتم ايها المسؤولون الراقدون النائمون في عسل احلامكم وترف حياتكم اللذيذة لا زلتم تمنون على الناس اسقاط صدام..وكأنكم انتم الذين اسقطتموه وليس القوات الامريكية. كل ما فعلتموه انكم سلبتم الفرحة من قلوب الناس وابكيتم عيونهم حتى قبل ان يأتي الارهاب..