| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 31/1/ 2010



عن الدور العربي في العراق

مالوم ابو رغيف

الشكوى من غياب الدور العربي في العراق تكاد تكون مناحة يومية في الصحف والفضائيات العربية وفي مؤتمرات السياسيين العرب الصحفية، ولو كانت هذه الشكاوى والانتقادات منطلقة من حرص على بناء أفضل الروابط والعلاقات مع العراق، لكان الأمر لا يخرج من إطار عتب الأشقاء والأصدقاء، لكنها، أي الشكاوى والانتقادات، هي اتهامات ما انزل الله بها من سلطان وحرب عدوانية هدفها الإساءة للشعب العراقي من منطلقات قومية وطائفية.

لم تقترن هذه الشكاوى العربية بأفعال ملموسة ولا بمبادرات أخوية مثل تبادل الزيارات وإرسال السفراء ووقف الحملات الإعلامية الطائفية والكف عن استضافة كبار البعثيين والهاربين من وجه العدالة، إنما تصاغ على شكل أحكام نهائية لا تخضع للتميز. أحكام تشكك في ولاء العراقيين لوطنهم وتطعن بأصلهم وفصلهم وتحاول تلوين العراق بلون طائفي ديني واحد وانحدار قومي واحد، أما من اختلف قوميا أو طائفيا أو دينيا فهم دخلاء عليه.

وإذا كان الدور العربي غائب في العراق، فهل هو موجود في بقية البلدان العربية ؟

ولماذا يتباكون عن غياب الدور العربي في العراق ولا يتباكون على انعدامه في بلدان اخرى.؟

سوريا مثلا ، ورغم ان للدول العربية علاقات حميمة مع اسرائيل، الا ان تركيا هي التي تقوم بالوساطة السورية الاسرائيلية.؟

والخلاف بين السعودية وبين قطر لا زال قائما رغم غلظة الشوارب العربية.؟

ولبنان على برميل بارود، فهو حالة نزاع مستمرة وحرب خفية بين السعودية وعملائها وبين ايران وعملائها.. فاين العربان واين تباكيهم على اطلال خرائبهم السياسية ؟

ومن يقوم بهذا الدور المزعوم الموهوم ؟

هل هي دولة مصر؟ ان سكتنا عن اتهام رئيسها المحنط للشيعة بولائهم لغير أوطانهم، فما هو دورها في القضية الفلسطينية ومساعدة الفلسطينيين، هل هو بناء الجدار الفولاذي.؟

أم انه مناط بالسعودية، فلقد نفذت دورها العربي والإسلامي بجدارة فأرسلت طائراتها الحربية تحصد أرواح الأطفال والنساء وتدمر البيوت والقرى الحوثية.؟

أم في تبنيها للمذهب الإرهابي الوهابي المسؤول الأول عن كل هذه المجازر الدموية في العالم.؟

أم ترى هي سوريا التي كان دورها العربي معروفا، ففتحت دورات لتعليم الإرهابيين الذبح والسلخ والتفخيخ وإرسالهم بعد ذلك في مهام غادرة لقتل العراقيين. وازدادت عروبة فأصبحت مقرا لكل فضائيات الإرهاب ولأقلامه الصفراء ولشخوصه الإجرامية.

أم ترى السودان ورئيسها مطلوب إلقاء القبض عليه لاقترافه جرائم ضد الإنسانية .

أم ليبيا القذافي الذي تكلفت ابنته بتحمل كل المصاريف المنفقة على قطيع الدفاع عن المقبور صدام. أم في إقامتهم تمثال لقاتل الشعب والمجرم ضد الإنسانية ومستخدم الأسلحة الكيماوية صدام.

أم ترى هي اليمن ورئيسها الذي يقتل الحوثيين وكأنهم غرباء غزاة نزلوا من الفضاء الخارجي لاحتلال الأرض، وماذا عن أهل الجنوب الذي سلب هذا المعتوه أرضهم ودمر جمهوريتهم وجعل من شعبهم سكند هاند. فأين العرب عن هذا الجزار، ولماذا لا يقفون مع شعب جنوب اليمن في نضالهم للخلص من حكم طغمة الجندرمة الأميين.

أم ترى هي دويلات الخليج العربي التي لا تحسن شيئا على الإطلاق، ولولا البترول لانقرضت وانتهت لأنها لا تحسن لا حرفة ولا عمل، اللهم إلا تمويل الإرهاب وعصابات القاعدة، لقد أصبحت هذه الدويلات ليس مقرا للدعارة والقمار فقط، بل مقرا لكبار منظري الإرهاب أيضا.

أم ترى هي الجامعة العربية التي هي ليست سوى جهاز إمعة وصدى لما يقرره الرؤساء الأميون، ورواتب مجزية تستقطع من أفواه الجياع لملئ0 أفواه خراتيت موشكة على الانقراض.

يمكن الحديث عن الدور العربي بحالة واحدة، هي الحالة التآمرية. فمؤامرات العرب ضد أي نظام فيه نوع من الإنصاف لشعبه، فيه نوع من الديمقراطية وفسحة من الحرية فيه بعض من التطلع لغد أفضل، متفق عليها بالإجماع.

لقد برز الدور العربي التآمري واضحا ضد الشهيد عبد الكريم قاسم. فاتفقت الدكتاتوريات العربية مع التيارات الدينية الإسلامية الظلامية والبعثيين وشركات النفط للإطاحة بجمهورية 14 تموز وقتل الزعيم وارتكاب مجزرة مروعة راح ضحيتها آلاف مؤلفة من العراقيين.

وها هو الدور العربي الذي يتباكون عليه، يبرز من جديد وبشكل أقذر وأوسخ من السابق، فهم لا يكتفون بمساندة ودعم الإرهاب بحجة المقاومة بل يبحثون عن طرق مبتكرة لمحاربة الشعب العراقي برزقه مثل المطالبة بديون مختلقة واتخاذ اللاجئين العراقيين كورقة لفرض الشروط على العراق، والتدخل بالشؤون الداخلية وذلك بتأزيم العملية السياسية وحرف الانتخابات عن مساراتها واختيارات الشعب الحرة.

هذا هو الدور العربي فهل من احد من مرحب به.؟!!
 

 

free web counter