| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

                                                                                    الجمعة 30/11/ 2012



تبرعات المالكي ومشاريع الدفع بالاجل

مالوم ابو رغيف

عادة ما تقدم الدول المقتدرة ماليا والمستقرة سياسيا والمتوحدة شعبيا، مساعدات عينية او مالية الى الدول الضعيفة، او الى تلك الدول التي تحل فيها النكبات، عندما تطمر الهزات الارضية البيوت والناس، وعندما تجرف الفيضانات اراضيها ودوابها، او عندما تستوطنها الاوبئة، امراض وتطرف ديني.

او قد تقدم بعض الدول مساعدات مشروطة باجندات سياسية واقتصادية او عسكرية، كالمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الامركية الى بعض الدول، ومنها الدول العربية، كمصر والاردن على ان لا تشكلا ولا تسمحا بتشكيل اي خطر على سلامة وامن اسرائيل.

لا توجد دولة في العالم هي احق بالمساعدة والعطف والشفقة، تبعثر ثرواتها كهبات وعطايا وهدايا على الدول، التي هي افضل استقرارا، واحسن حالا منها. حكومة الدولة، التي تقدم على منح ثرواتها لدول تعيش شعوبها افضل من شعبها، هي حكومة تستخف بشعبها ولا تقيم له وزنا. وهي لا تختلف عما فعله صدام عندما تبرع بالاراضي العراقية الى الاردن والى السعودية ووقع ذليلا منكسرا على شروط خيمة صفوان حين تنازل عن مساحات كبيرة من الاراضي العراقية للكويت مقابل الابقاء على نظامه اما الشعب فالى حيث القت رحلها.

العراق الذي تتضور نسبة كبيرة من شعبه جوعا وتتلضى عطشا، العراق الذي عليه تسديد مليارات الدولارت كتعويضات لنزوات دكتاتور اثول، العراق الذي يرسخ تحت البند السابع وكأنه يرزخ تحت وطأة كابوس لا يصحى منه ابدا، العراق الذي يستعطف الدول لكي تساعده على النهوض باعبائه الثقيلة التي ينوخ تحتها، العراق الذي يستجدي قرضا من هنا وقرضا من هناك وتحاول حكومته الاستيلاء على احتياطي عملة البنك المركزي لسد العجز في الميزانية التي تبقى دائما دون حسابات ختامية، العراق ذو البنية التحتية المدمرة، فلا ماء ولا كهرباء ولا مجاري ولا شوارع ولا طرق ولا سكك حديد ولا شبكة هواتف ثابتة، العراق الذي يهدد التصحر ما تبقى من اراضيه الزراعية، ويهدد الجفاف ما تبقى من انهاره، العراق الذي يبست اشجاره ونخيله، العراق الذي يحجب الغيار وخوذ الجند شمسه ونجومه، العراق الذي يعصف به الارهاب والتطرف فيقتل اطفاله ونساءه، هذا العراق المبتلى بالامراض والالغام و الارهاب والفساد والنفاق، حكومته المؤمنة تبعثر ثرواته كوريث احمق لا يجد ضيرا في تبذيرها على نزواته وفساده وملذاته دون اي اكتراث حتى لسوء السمعة.

ما يلفت النظر ان تبرعات وهدايا وعطايا المالكي الى الاردن لم تثر اي احتجاج او جدال او مساءلة داخل مجلس النواب العراقي، مع ان هذه الكتل والاحزاب المبرلمة، تثور ويعلوا لغوها على اتفه المسائل التي تجدها مناسبة للحط من منزلة الكتلة المتخاصمة.
فلماذا سكت هواة العراك واللغو والبغو عن تبرعات المالكي بـ 100 الف برميل نفط.؟

ولماذا فضلوا السكوت عن بيع العراق الاردن 35 الف برميل نفط يوميا بالسعر المخفض، مع ان الدول الخليجية، التي اقترحت ضم الاردن الى مجلس التعاون الخليجي، رفضت ان تقدم برميل نفط واحد مجانا ولو على سبيل الحسنة.؟

ان الاردن كان وما زال الرئة التي يتنفس منها، ليس العراق كما كانوا يدّعون، بل الرئة التي يتنفس منها الفساد الاداري والمالي والديني هواءه النتن. يكفي ان المناصب العليا تباع وتشترى بالاردن، يكفي ان اغلب السلع غير الصالحة للاستهلاك الادمي تأتي من الاردن، يكفي ان البنوك الاردنية هي اللوندري الاكيد لغسل اموال النواب الذي اصبحوا من اصحاب الملايين والمشاريع والفلل والاطيان والشركات في الاردن وغيرها حين غفلة. هؤلاء النواب هم احرص على مصلحة الاردن ودول الخليج وايران من حرصهم على العراق.

كم كان منظر نواب ونائبات {البلوشي} في غزة حماس مضحكا، وقد البستهم حماس زيها، شماغ وضع على الكتف، فبدوا كما يبدو الاطفال مزهويين فرحين بملابسهم الجديدة يتبسمون كالبلهاء والحمقى.

هذا العدد الكبير الذي توجه الى غزة ليعرب عن تضامنه ذهب بعد ان توقفت اسرائيل عن امطار غزة بحمم قذائفها ، بينما التضامن يجب ان يكون قبل او خلال الحرب وليس بعدها، زاد عددهم عن عدد حرامية علي بابا فبلغ 42 نائبا، وما كان لاحد منهم ان يذهب الى غزة حتى لو ضمنوا له السلامة، لو كان يترتب عليه دفع جزء بسيط من تكاليف السفر ، فهؤلاء نواب البلوشي حتى تضامنهم فاشوشي.

اذا كانت ثروات العراق تفيض وتزيد عن حاجة الشعب فتوزع على درافور والاردن وحماس كمنح وعطايا وهبات، فلماذا يا وزير الحكومة الاول مشاريع الدفع بـ الآجل!!؟
لماذا كل شيء اذا تعلق بالشعب يكون آجلا، وكل ما يتعلق بمشاريعكم وامتيازاتكم وسفراتكم وسعادتكم وراحتكم يكون عاجلا؟






 

 

free web counter