| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 30/5/ 2010



الفساد والذمة المالية!!

مالوم ابو رغيف

لم يعد هدف المسئولين الكبار في حكومة العراق الإسلامية إن يكونوا مليونيرات، فلقد تخطوا هذا الهدف وتجاوزوه بوقت قصير جدا وبعواصف من الفساد المالي والإداري والأخلاقي والديني النادر الوقوع والذي لم يشهد مثله تاريخ العرب والمسلمين المليء بأنواع المثالب وكبائر المفاسد.

أصبح الهدف إن يكونوا مليارديرات، فلقد حقق المسئولون العراقيون أرقاما قياسية في الفساد تصل إلى درجة الإعجاز، ولو كان الفساد انجازا ورقما قياسيا لحطم إبطالنا الفاسدون كل أرقام الفساد المتحققة ولأصبح كل فُسًاد التاريخ ولصوصه أقزاما أمام وزرائنا وبطاناتهم وحاشياتهم وموظفي مكاتبهم.

هدف المسئولين الحكوميين العراقيين ليس النبوغ في عالم السياسية والثقافة والفن ولا حتى في الدين، فهذا يتطلب جهدا وهما وهم وقد ترهلوا جسديا و فكريا ولم يعدوا يقوون على شيء اللهم إلا إن يتقاعدوا أو يفسدوا، اختاروا النبوغ في عالم الفساد والتزوير وجعلوه هدفهم المركزي فحققوا نتائج وقفزات وسرقات رفع لها كل لصوص العالم قبعاتهم.

ولكي ندرك التأثير الكبير للفساد على حياة الناس لا بد لنا من المقارنة.

فإذا كان هدف المسئولين العراقيين الأسلاميين الكبار إن يتحولوا إلى مليارديرات وان يسعوا إلى تحقيق حياة ناعمة مترفة وردية مثل تلك التي يحيوها الأمراء السعوديون والكويتيون والخليجيون، فان الشعب العراقي تحولت أهدافه في الحرية والحياة الكريمة إلى أحلام يائسة صعبة التحقيق.

لنا إن نقارن بين سياسيين يقودون ويتحكمون بالبلد وكل ما يصبون إليه إن يملكوا وان يفوقوا أمراء الخليج ثروة وسلطانا ويجدون ذلك سهل التحقيق وبين شعب يحلم بالكهرباء والماء والغذاء والدواء والأمان ويجد ذلك صعب التحقيق، شعب مكشوف الظهر يقتله الغرباء القادمون من دول بعيدة، شعب منهوب الثروات يسرقه حكامه ويهّربون ثرواته إلى الخارج و وزراء ورؤساء كتل تحرسهم المصفحات وتحيطهم الحمايات وينعمون بالعيش الرغيد، يتنافسون فيما بينهم ليس بما ينفع الناس بل بما ينفع أنفسهم.

لقد رأينا ومن خلال التلفاز آلاف العوائل العراقية، الفقيرة المعدمة، التي اخترعوا لها لقبا إسلاميا صقيعا مخادعا لا يعبر عن الواقع المعاش فقالوا العوائل المتعففة. يا لهذا العفاف البغيض المفروض قسرا بفساد الآخرين، كم تود هذه العوائل إن تخلع ثوب العفاف هذا، ثوب الفقر والعوز هذا وتصرخ بوجه الله عارية، تشكي حالها له غير مستحية من عريها ولا من فقرها.. فلقد بلغ بها اليأس مبلغا أدركت معنى قول الزاهد ابو ذر الغفار  :

كيف لا يخرج إلى الناس شاهرا سيفه ذلك الذي لا يجد الطعام في بيته.

فهل تخرج إلى الشوارع محتجة غاضبة معلنة إنها لا تقبل عيشة العفاف ولا خداع العمائم بعد الآن!!

انه صراع ابدي، صراع لا بد إن يقع، آجلا أو عاجلا بين العوائل المتعففة وبين العوائل المترفة مثل عائلة نوري المالكي وعائلة عمار الحكيم وعائلة طارق الهاشمي، إنها عوائل غريبة عنا، عوائل غريبة غير قريبة من العراقيين، لم نرى وجوهها ولا نعرف طرائق سيرتها ولا مستوى حياتها ولا طموح تطلعاتها، إنها تجمعات مغلقة غريبة، فهل نرضى إن يحكمنا الغرباء؟؟؟

كيف للسياسي الإسلامي الطامح بحكم العراقيين نساءً ورجالاً إن تكون له السطوة والسلطة على ذكورنا وإناثنا وهو الذي يحرص على إن لا يرى وجه زوجته احد، لا يعرف اسم امرأته احد، لا يعرف علاقاته مع عائلاته احد!!

لقد درج السياسيون العراقيون على الكشف عن ذممهم المالية أمام لجنة النزاهة، ولجنة النزاهة مثل غيرها من اللجان العراقية، قد يكون عشش بها الفساد وعبث في تكوينها العفن فلا تكشف ولا تحقق بما يكشفه المسئول، وتصبح العملية روتينية ليس لها معنى.. لماذا لا تنشر لجنة النزاهة ذمة المسئول العراقي المالية للشعب، أليس الشعب هو من ينتخب؟

أليس الشعب هو صاحب الحق بمعرفة الفاسد من الصالح.؟

من يحكم العراقيين عليه إن ينيط اللثام عن ذمته المالية ليس للجنة النزاهة فقط انما للعامة من الناس أيضا، لتعرف كيف أصبح مليونيرا أو مليارديرا وكم شركة يملك وبأي صفقة يشارك وكم سهماً يملك بشركات الخليج، عليه إن لا يكشف ذمته المالية للجنة النزاهة فقط، فلجنة النزاهة قد تكون فاسدة،عليه إن يكشف ذمته لكل الشعب،وعليه أيضا إن ينيط اللثام عن وجهه وعن وجه عائلته مثلما يرى وجوه عوائل العراقيين المتعبة الحزينة.



 

 

free web counter