| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 2/1/ 2011



حول الذمم المالية

مالوم ابو رغيف

الأصل في كشف الذمم المالية لكبار رجال الدولة هو في الإعلان عنها في وسائل الإعلام المختلفة لتكون في متناول الناس وليس في بقائها طي الكتمان في مكاتب هيئة النزاهة.

وعلى ما يبدو إن التعتيم قد أصبح احد مميزات السياسة للحكومة العراقية التي يترأسها المالكي منذ أكثر من أربع سنوات، حتى وكإن التعتيم أصبح صفة من صفات الإيمان.

فعمليات بغداد تتكتم على الإرهابيين ولا تعلن عن جنسياتهم وتمنحهم جنسية مخترعة هي الجنسية العربية. وحكومة المالكي تتستر على المزورين والغشاشين وتصدر قانونا يعفيهم ويبرر لهم مساوئهم وغشهم، المحاكم تطلق سراح كبار الفاسدين، وحكومات المحافظات تتستر على المهربين، وهيئة النزاهة تتستر على ذمم نواب البرلمان وكبار المسئولين وتكتفي بامتداح الوزير أو المسئول بأنه خوش ولد إذ هو أفصح لهم وحدهم عن ذمته المالية .

بالطبع، الذمة المالية (للخوش وزير) غير خاضعة للتدقيق ولا للمساءلة، المهم إن يقدم الوزير إلى مقر هيئة النزاهة تحيطه حمايته المثقلة بكافة أنواع الأسلحة فيقدم أرقاما ستبقى في الحفظ والصون ولن يعرف بها احد ثم يغادر مثلما جاء تحرسه حمايته من أعين الحساد .

كما إن الذمة المالية التي يكشفها الوزراء والنواب للنزاهة لا تشمل الذمة المالية للعائلة الحاكمة ولا الأبناء ولا البنات ولا الأقارب. فأبناء الوزراء وكبار مسئولين الدولة واقاربهم أذكياء وفطاحل ما إن يمسوا التراب حتى ينقلب (بقدرة إلهية) ذهبا وفنادق ومشاريع وشركات وفلل مبثوثة في كافة دول العالم.

ما الحكمة من كشف الذمم المالية إذا لم تقترن بإجراء معين.؟

وهل تستطيع هيئة النزاهة أو غيرها إن تعترض إذا ما ادعى المسئول إن مصدرهذا الثراء الفاحش هو رزق خصه به الله وحده والعراق يسيطر عليه الإسلاميون السياسيون الذين أصبحوا من أصحاب الملايين في طرفة عين؟

إن العراقيين الذين خاطروا بحياتهم وتحدوا الإرهاب وذهبوا ليدلوا بأصواتهم هم أصحاب الحق الأول بمعرفة نزاهة من انتخبوهم والاطلاع على ذممهم المالية وثرواتهم وضخامة رواتبهم والنثريات التي تخصص لهم وما تستهلكه حماياتهم وأوجه صرفهم وعلى حجم العبء الذي يرهقوا به ميزانية العراق السنوية.

وما هيئة النزاهة سوى جهاز لكشف الذمم للرأي العام، وعلى مسئولي وموظفي النزاهة كشف ذممهم المالية أيضا لكي يطمئن العراقيون لهم، فليس من ثقة في مسئولي هذا الزمن الأغبر بعد إن تبين إن حماة الفضيلة نهارا يمارسون الفجور ليلا وان الحراس هم اللصوص.

 

 

 

free web counter