| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأربعاء 2/1/ 2008



هل هدايا النفط المجانية للدول العربية دون مقابل.؟

مالوم ابو رغيف

هناك من يظن ان الحكومة العراقية، المؤلفة من خليط غير متجانس لا في مناهج العمل ولا في برامج الاقتصاد ولا في العقائد، ولا في الايدلوجيات ولا العلاقات ولا في الاهداف، ومع هذا تصنف نفسها بحكومة ديمقراطية التوافق، بأن هذه الحكومة التي يدها مغلولة الى عنقها اذا ما تعلق الامر بالشعب، بالناس، ومبسوطة الى حد التبذير اذا ما تعلق الامر بزمرة الحاكمين، بحاشيتهم وحمايتهم واقاربهم ومعارفهم حتى لو كانوا في الصين، هذه الحكومة التي توزع ثروات العراق النفطية دون (حرقة قلب) على القاصي والداني، على القريب والبعيد، توزيعا بوعي وارادة ودراية مثل العطايا والهبات النفطية الممنوحة للاردن ولسوريا او تلك المباعة بأسعار رمزية، او العمل وفق المثل العراقي (من لحم ثوره واطعمه) بإرسال النفط الخام الى المصافي الايرانية والتركية ثم شراءه منها مرة اخرى بأضعاف قيمته على شكل بنزين ، والامتناع الكامل عن بناء وصيانة مصافي وتكرير النفط، او بإغماض العيون وسد الاذان والاستغراق والانغماس الكامل الى حد غياب الوعي في العبادة والصلاة والتسبيح ليس بأسماء الله الحسنى بل بأسماء براميل النفطة المهربة عبر طرق مختلفة، باخرات، شاحنات، قوارب، بغال، تناكر، التي تأتيك من كل فج عميق، وانابيب خاصة تفتح في ساعات تزيد على ساعات الكهرباء، او اختفاء الثروة المعدنية التي لم يبقى منها ولا يعرف عنها شيئا مع اننا كنا وما زلنا اكبر مخزن للسكراب في العالم..!!

اين مصير مئات الشاحنات النفطية المحتجزة ، وهي محملة بالنفط المهرب ؟ ولمن تعود ملكية الكراجات والانفاق المهيئة لتهريب النفط التي اكتشفها الجيش في بغداد وبعض المناطق الاخرى ؟ من هم اصحابها ؟ ماذا جرى للسواق ؟ اين هي الشاحنات ؟ اختفت بحمد الله ورحمته بصفقات سرية بين الراسخين باللغف والشغف والفرهدة.

او السكوت الكامل والمطبق والشامل فيما يتعلق بكابونات النفط التي اثاروا ضجة كبيرة حولها واذا بالحكومة هي واحزابها وجرائدها ومحاميها وحقوقيها مثل "خيل الشرطة بس اول هدة" سكتوا وصمتوا بل واعتذروا وتوسلوا بأن يأخذ الحرامية العرب ما يأخذونه على شرط ان يتركوا الحكام الجدد بحالهم..

لسنا ضد مساعدة الدول الضعيفة، ولا دعم الدول الفقيرة، ولا التضامن الاقتصادي والتبادل التجاري معها ، لكن لا اعتقد ان دولة مثل العراق تبحث عن قروض وتتوسل الغوث والمساعدة، دولة خربة، مهملة، يأكلها الفساد و التضخم وسوء الادارة وسوء التخطيط ، يعيث بها الارهاب دمارا، تعاني من بطالة مزمنة، اغلب وظائفها وظائف خدمية غير منتجة، دولة مقيدة بقوانين الامم المتحدة، عليها تسديد الديون القذرة حتى الى تلك الدول التي تصدر لها النفط المجاني مثل سوريا والاردن، ومع كل المؤشرات السلبية، والاوضاع المزرية التي يعيشها الشعب، وانعدام الخدمات العامة من كهرباء وماء ووقود ، وان نسبة كبيرة جدا من الناس تعيش في زرائب وحفر ومزابل، نرى الحكومة سخية الى حد التبذير في التبرع للخارج لكي تتحسن صورتها عند دول الجوار.

لذلك يعلن الوزير باقر جبر الزبيدي عن التزامه الصارم وتعهده الحديدي بأن العراق سوف يورد الى الاردن ما تحتاجه من النفط العراقي شبه المجاني، ويا ريت مجاني وبس، بل المكلف فالعراق يتحمل تكاليف نقله وصيانة الانابيب وتكاليف حراسته، وشراء شاحنات النقل ودفع اجور التأمين.

والسبب في هذا الكرم ، ان الملك عبد الله حذر من الهلال الشيعي، ولاثبات حسن النية، وطمأنة الدولة الاردنية ، ولشراء رضا الملك وقبوله، تتبرع دولة الفقراء المحتاجين والمساكين والمهجرين والمشردين والمتوسلين دولة العراق بمبالغ ضخمة جدا.

لكن هل لنا ان نسأل عن صوت الشهرستاني الذي لا نسمعه اذا تعلق الامر بالعربان او الايرانيين اوالتهريب، لكنه يصبح متلعلعا اذا ما تعلق الامر بالشعب الكوردي الذي من حقه التصرف بثرواته وفق الصالح العام.؟


 

Counters