موقع الناس     http://al-nnas.com/

لا حياة لمن تنادي


مالوم ابو رغيف

الثلاثاء 29 /8/ 2006

لهم الحق كل الحق ان يطلقوا على اسم محافظتهم المحافظة المنسية، فهم يستغيثون منذ اشهر واشهر ولا من مجيب، نسمع بمجازر اثر اخرى وتهجير طائفي حاقد ونشاطات ارهابية تلفت الانظار الا انظار حكومة المالكي البائسة التي امرت بأن لا يكتب ولا ينشر ولا يصور ما يتعلق بالاحداث، لان ذلك يعكر مزاج السادة النبلاء ويقطع عليهم قيلولتهم وينغص لبضع دقائق من عيشتهم ويشغلهم عن تتبع اخبار لبنان وحزب الله فهؤلاء الاوجب والالزم للمساعدة وارسال الوفود، اما اهل ديالى وسقوطهم بأيدي الارهاب فليس مهما، فغدا، نعم غدا ستزدهر نبتة المصالحة الوطنية وسيكف الارهابيون عن ذبح ابرياء الناس عند دخول العملية السياسية وسيشغلون انفسهم في تنافس جديد على المناصب وتوزيع الوزارات ووكلائها وسيقطع لهم من بيت المال مبالغ تنسيهم حتى ربهم المنشغل بحور العين والغلمان المخلدون لكل من هب ودب واتى يحمل قطع من لحم البشر بين اسنانه القذرة.
هم بالطبع ليسوا منسيين، لربما مهملين، او غير مسموعين. ليس باليد حيلة، فأن من يستغاث بهم، يجلسون في سيارات لا يخترقها لا الرصاص ولا الاصوات، فلا تصل اسماعهم نداءات الاستغاثة، فالذنب كل الذنب على المؤامرة الشيطانية لمصانع الغرب غير الاسلامية التي صنعت مثل هذه السيارت الوقحة لتقليل احتكاكهم بالناس، واعاقة مساعدتهم، ومنعهم عن نجدتهم. صحيح ان كروشهم اندلقت على ركبهم، ووجوهم انتفخت وتلاشت ابعادها، واكتافهم عرضت واصبحت كألواح الخشب، لكن السنتهم لا زالت والحمد لله كما هي، طويلة لاذعة، تسبح بأسم الله وتهيب بالشعب وتوعد بالكهرباء والماء والنفط الابيض والاسود والمحسن، وتعمر وتبني بيوتا وقصورا في الجنة او في حياة الدنيا الفانية في حقول الهواء ومساحات السراب، ليس هذا فقط ، بل تتوعد الارهاب بالويل والثبور وعظائم الامور، وتحذره بأن الصبر كاد ان ينفذ، وانه عن قريب سينفجر بركان الغضب وسيعصف بالارهاب وبداعمي الارهاب وممولي الارهاب، الم تتذكروا قبل سنوات، سنوات، سنوات كيف حذروهم في الخطب وفي الشعارات ايام الانتخابات، هل نسيتم معاركهم الكلامية العظيمة الرائعة، الم ترقصوا على دقات مطبليهم، ام نسيتم، اذن الحق عليكم لا عليهم.
اصبروا ايها الاحبة، فها هي حكومة المالكي منشغلة لحد اذنيها التي لا تسمع ، بوضع اخر بنود المصالحة الوطنية، فهاهم الشيوخ والاقطاعيون من الفيرست هاند يجلسون جنبا الى جنب مع شيوخ العشائر السكند هاند جلسة ود وطنية عشائرية لينتخبوا قليط وفريضة وعجيد وجبير لسن قانون خاص لوقف الارهاب في منتصف الطريق، لان خير الامور اوسطها، وخير الحلول ابسطها وخير الحكومات اعبطها، وسيأتي الاقطاع والشيوخ، اصليون او مزيفون، فهذا لا يهم، فهم ليس مثل زمان، شيوخ واقطاعيون محسنون معقمون ضد الفهم الغربي والديمقراطي والحضري، فهم عشائريون لحد قحفة الراس، يكرمون الضيف حتى لو كان ارهابيا، بعثيا، تكفيريا، كلهم دكاترة وعباقرة، مثل بعض وزرائنا الاشاوس، كفاءات وقدرات لا يستطيع اثباتها الا منكر ونكير، لتسجيلها في شهادة تقدير، لدخول جهنم وبأس المصير.
صحيح ان كل التجارب العالمية قد اثبتت ان لا دواء ناجع مع الارهاب الا العنف، لكن يجب ان نعرف ان ارهابنا اسلامي، ارهابنا وطني اخطأ في الاجتهاد ، ارهابنا بعد ان مات الزرقاوي، اصبح ارهابا يمكن التفاهم معه، فلا احد يتعجب ان اشتد واستفحل امره واشتدت وطأته وانتشرت نتانته..فهناك من يهادنه متأملا التحاقه بالعملية السياسية، لكن نرى ان المريض قد اشرف على الموت لغباء طبيب العملية وقلة خبرته وحنكته واستخدام لسانه بدلا عن مشرطه.
صرخات واستغاثات يكاد للوعتها ان تتكلم الحجارة الصماء اما حكومتنا المحروسة وقواتها المسلحة التي تزعم انها قادرة على استلام الملفات الامنية فأنها لا تجيب ولا تحرك ساكنا، انها حكومة مشلولة، شبه ميته..والمجد للعظيم المتنبي القائل :

                     لقد أُسمعت لو ناديت حيا           لكن لا حياة لمن تنادي