| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأثنين 29/6/ 2009



هذه هي السيادة الحقيقية

مالوم ابو رغيف

كل هذا الضجيج السياسي الاسلامي والصخب الاعلامي والاحتفال الحكومي بما يسمى يوم السيادة الوطنية، او على الادق اعادة انتشار القوات الامريكية من المدن وتمركزها في اماكن معينة خارجها، ليس الا محاولات من السيد المالكي لتجييرها لصالحه ولصالح حزبه بعد فضائح الفساد المالي والسياسي لرجالات حزب الدعوة بدءً بالجعفري، الذي تحوّل الى مليونير ومالكا للفضائيات خلال سنة واحدة من رئاسته المشؤومة التي اقترنت اضافة الى الفساد والسرقات، اقترنت بالمذابح والمجازر مثل مجزرة جسر الائمة الكبرى ، ومرورا بوزير التجارة العميق بالفساد، عبد الفلاح السوداني الذي امتاز استيزاره باستيراد جميع الاغذية غير الصالحة للاستهلاك الادمي ولا حتى الحيواني وانتشار الامراض السرطانية في كل انحاء العراق، مرورا بجيش المستشارين اللهيبية وشيوخ عشائر الاسناد البعثية واقارب ونسائب المالكي العارفون من اين تؤكل الكتف من وكلاء وسفراء ومدراء الذين ليس لهم من مؤهلات تُذكر اللهم الا رضا السيد المالكي عنهم وتستره على فسادهم وسرسرتهم.

بعد ان استفلس الاسلام السياسي وعلى رأسه حزب الدعوة الاسلامي وبان المالكي على حقيقته بانه لا يختلف عن بقية الاسلاميين الذين تلاقفوها كتلاقف الكرة، فوجودها فرصة لا تعوّض لجمع الثروات الفاحشة ، وبعد ان ادرك الرهط الاسلامي والانتخابات قد اقتربت، بان رصيدهم عند الناس قد هبط الى مستوى الحضيض، كان لا بد من استغلال هذه المناسبة لتصوير الاسلام السياسي على انه حقق ما لا يمكن تحقيقه وانجز ما لا يمكن انجازه باحراز السيادة..

لم تعد الشعوب كما كانت عليه سابقا تموت اسيرة شباك غفلتها وتقع ضحايا في حبائل افخاخ اوهامها ولا تقع فريسة الكذب المنمق او يغشها سراب قصور الجنة .

فالجنة التي لا تعيشها الناس على الارض لا تؤمن بها في السماء، وعصفورها في يدها هو خير الف مرة من كل العصافير المعلقة على اغصان اشجار الجنة وافضل من جميع عصافير الاسلام السياسي التي توصوص في الفضائيات الدينية صبحا وعشيا.

لقد اصبحت الناس تقارن الوطنيات والبطولات والعنتريات بما وصلت اليه من حسن او سوء حالة، تقارنها ببؤسها وحرمانها، بانعدام حريتها بخوفها الدائم من حمايات المسؤولين من سطوة الوزراء والبرلمانيين.

فهل تهتم الناس بسيادة او تتفهمها وهي تموت مرضا ومكابدة وحسرة لفساد الوزراء والبرلمانيين والعسكريين واللصوص المتدينين.؟

هل تفهم الناس السيادة وهي تعيش على المزابل ولا تجد سقفا يحميها من حرارة شمس الصيف المشتعلة.؟

هل تهمها سيادة وقد فقدت الناس الاف مؤلفة من اعزائها قتلوا واصبحوا نسيا منسيا.. في المناسبات فقط يتحولون الى ارقام يستغلها المالكي وغير المالكي لتثبيت مقاعدهم على كراسي الحكم؟

هل ترى الناس السيادة وهم يرون المسؤولين العراقيين يتهافتون على الدول العربانية كتهافت المتسولين، يستجدون منهم العطف واللطف والاعتراف ويسلمونهم الارهابيين والقتلة والسفلة منقولين بطائرات خاصة.. هل يفهم العراقيون السيادة وهم يرون لايران يد جبارة في الشأن العراقي، يد تعيث فسادا وقبحا وقيحا.؟

اي سيادة والاسلاميون مستعدون لتقبيل يد الملك السعودي لشراء رضاه.

السيادة والذل مفهومان متعارضان ولا نرى حكومة الاسلام السياسي الا حكومة ترتضي الذل نظير البقاء بالمنصب.. نذكر هنا بتهافت المالكي على لقاء الملك السعودي الذي وللمرة الثالثة يصفق بالباب بوجه المالكي ولا يخشى اي ردة فعل...

لعل من المفيد ان نذكر ان نفعت الذكرى، بانه بالامس القريب عندما هاجمت القوات الامريكية والبريطانية نظام صدام بنية الاطاحة به، وقف العراقيون موقف المتفرج، لم يهرعوا الى السلاح، لم يقاوموا ولم يحزنوا، على العكس ابدوا فرحتهم ونشوتهم برؤية شمس نهار زوال الدكتاتورية الهمجية، حتى الجيش والشرطة القوا باسلحتهم وحلوا قواتهم بنفسهم وانصرفوا الى اهاليهم، لم تهمهم السيادة الكاذبة ولا الوطنية المزيفة، لانه ببساطة سيادة الحاكم غير سيادة الشعب ووطنيته هي غير وطنية الشعب.

فالسيادة بالنسبة للناس لا تعني سيطرة القصور على الاكواخ، ولا تعني سيطرة الحكومة على المواطنين، ولا تعني ان تكون كلمة المالكي وحزبه هي العليا وكلمة الشعب هي السفلى، ان يكون مصونا غير مسؤول، ولا تعني تعليق صور المالكي كأي دكتاتور على الجدران.. السيادة لا تعني الاهازيج والهوسات التي يرددها الجنود والعساكر المأمورين ولا كلمات السياسيين الاسلاميين، السيادة يجب ان تتحول الى واقع نعيشه، نحسه نتلمسه في حياتنا اليومية.

السيادة تعني سيادة القانون الذي شرّعه الانسان، سيادة القانون الذي يحفظ له كرامته ويضمن ويصون له حريته.

السيادة هي مقدرة الشعب على محاسبة الفاسدين والسارقين والمزورين والمتلاعبين بالمال العام والمتساهلين مع من يزهق الحياة العراقية بكافة انواعها واصنافها، فنيا واجتماعيا وتراثيا ووجدانيا وادبيا.

السيادة تعني المقدرة على الاطاحة بالحكومة ان هي اساءت او فسدت او تلاعبت او استهانت بالشعب وبمصالحهم وليس توزيع السلطة بين احزاب فاسدة.

فهل سنعرف ماذا يدور خلف الكواليس المعتمة وكيف توزع ثروات العراقيين حصصا لشراء الرضا والقبول ؟

وهل انسحاب القوات الامريكية سينهي من هيمنة الفاسدين على السلطة وعلى البرلمان ام يزيد من قبضتهم عليها.؟

هل سيمكن من محاسبتهم واحالتهم الى المحاكم واسترجاع الاموال التي سرقوها.؟

هذه هي السيادة الحقيقة!

ممارسة ونتائج وليس مجرد كلمات يتلمضها المالكي واضرابه ثم تطفأ شموع الحفل ليعم الظلام ويعود العراقيون الى المعاناة الازلية.


 


 

free web counter