| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الخميس 29/3/ 2007

 

 

عيد الحزب عيد الشعب


مالوم ابو رغيف

رغم كل الظروف العصيبة والصعبة التي شهدها رفاق الحزب الشيوعي العراقي، مطاردات، معتقلات ، سجون واعدامات ومنافي وأين كان تواجدهم، في جميع ميداين النضال ضد الدكتاتوريات المتعاقبة التي مرت على العراق، لم ينس الشيوعيون العراقيون يوم تاسيس حزبهم المجيد، يحتفلون به على طريقتهم الخاصة، ومهما اختلفت طرق الاحتفال، الا ان هناك ما يميزها مثل ما يتميز هذا اليوم الاذاري الخالد عن بقية الايام، فهو ليس مناسبة للفرح فقط، بل لتجديد عهد قطعوه على انفسهم ان يستمروا في تقديم القرابين والتضحيات ويبذلوا كل جهودهم من اجل مستقبل افضل للعراقيين، ليس كلاما وعهودا فقط، بل عملا ونضالا ونكرانا للذات.

وكان الشاعر قد عنى الشيوعي عندما انشد بيته :

             يجود بالنفس ان ظن الجواد بها      والجود بالنفس اقصى غاية الجود

لم يبخل الشيوعيون بارواحهم لا من اجل سبيل منصب ولا ثروة ولا حظوة، بل قدمها كبارهم وصغارهم، شبابهم وشيوخهم، نسائهم ورجالهم في سبيل سعادة هذا الوطن وحرية هذا الشعب.

31 اذار يوم تخلد في تاريخ العراق، لا يُذكر التاريخ العراقي الا مقترنا به، بتألجه، بعطره، بفرحه ومجده، يصبح التاريخ مشوها ناقصا مقتطعا مجتزءا ان تجاوز نضال الشيوعيين العراقيين، ان غض الطرف عن كفاحهم وماثرهم واخلاصهم للناس والوطن. فالحزب لا يستمد شعبيته وتميزه عن بقية الاحزاب بسبب النظرية الماركسية فقط، بل لانه حزب شعبي، يلتصق بالناس، بعامتهم، عمالهم، فلاحيهم، طلابهم، مثقفيهم، شعرائهم، فتجد صدا الحزب في دواخل الناس وفي ضمائرهم مهما كان توجههم وانتمائهم الفكري او الديني وانحدارهم الطبقي منعكسا في ابداعاتهم واخلاقهم وسلوكهم الوطني.

الحزب الشيوعي العراقي، منبثق من الناس، لم يكن يوما بعيد عنهم، عن مشاكلهم وعن معاناتهم وعن ماسيهم، ولا عن احلامهم وامالهم وتطلعاتهم، فهو منهم وهم الذين صنعوه، فقدموا خيرة الشباب من اجل سعادة هذا الوطن، ومن اجل كرامة هذا الانسان، العراقي، ومن اجل حلم لم يقطعه يأس ولا قنوط، فقلب الشيوعي العراقي مزدهر دائما بالامل والثقة بانتصار الناس على الشر والدكتاتورية وسياط الجلادين.

اذار ترى كيف يكون شكل يومه الحادي والثلاثين لو لم يكن يوما لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، هل سيكون بمثل هذا الجمال، هل يكون بمثل هذه الروعة، هل ستعوض مناسبة، اي مناسبة عنه، هل ستجتمع هذه القوى الخيرة لتنشد قسم الاخلاص للوطن وللفقراء وحرية الانسان وتحرره.؟

واذا كان اذار يؤشر لبداية الربيع، فإن اليوم الاخير منه يكلل الربيع بحلة مزهوة مطرزة بكل جمال العراق، بكل تكويناته وطوائفه وقومياته حلة انبثاق الحزب الشيوعي العراقي من لدن الشعب، يؤشر الى مرحلة جديدة حافلة بالعزم والتصميم والاصرار للمضي بطريق ابتدأت خطواته الاولى قبل 73 سنة، ثلاثة وسبعون شمعة لا تنطفي، فشموع ميلاد الحزب هن مآثره وتضحياته، ستبقى شموع الحزب مضيئة، لن تنطفئ ابدا مهما حاوال النافخون في كوانين الحقد ناشروا الظلام، فظلام العالم كله لا يستطيع اطفاء شمعة واحدة، فما بالك بشمعة الحزب الشيوعي العراقي الخالد.