| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الثلاثاء 28/7/ 2009



ثلاث حقائق عن تكتيكات زمر المقاومة

مالوم ابو رغيف

الحقيقة الاولى
ما يميز زمر القتل والاجرام المتمردة والتي اطلقت على نفسها لقب المقاومة العراقية هي ان زخمها وقوامها ومناطقها سنية وقادتها سنة، والسنة هنا لا نعني به الانتماء المذهبي، بل الانتماء الطائفي الذي ليس بالضرورة ان يمتاز بالمعرفة الدينية او تقديس رموز طائفته، بل نسبة لما يمتاز به من كره وحقد وبغض للاخر، احكام مسبقة تكون اساسا لاتهامات ظالمة تنتقص من انتماء الشيعي القومي ومن ولاءه الوطني واخلاقه وشرفه.

فالوهابيون مثلا لا يدخرون نعت وصفة منحطة الا ولصقوها بالشيعة على العموم والشيعة العراقيين على الخصوص، فيصفون الشيعة العراقيين بانهم اولاد متعة، رافضة ، كفرة فجرة، كذابين نصابين مخادعين خونة من احفاد العلقمي. لقد تعدى الموقف الوهابي ضد الشيعة العراقيين ان يكون فعلا حاقدا واصبح رأيأ وهابيا سائدا اثر على رأي العربان بحيث ان الرئيس المصري لم يجد حرجا وهو يتهم الشيعة بان ولائهم ليس لاوطانهم بل لايران، قالها وكأنها حقيقة مفروغ منها ومسلمة معروفة لا تستدعي التردد ولا التريث عند قولها.

لقد اصبح قتل الشيعي العراقي عند الوهابيين، بغض النظر عن الوسيلة او الطريقة، عملا يدخل مرتكبه جنات النعيم.

لذلك فان اكثر قتلة العراقيين الشيعة هم وهابيون سعوديون او عراقيون من معتنقي المذهب الوهابي او وهابيون عرب ولا ننسى بالطبع البعثيين.

هذه الحقيقة يعرفها الامريكيون ووضعوها نصاب اعينهم عندما قرروا دخول المباحثات مع المقاومة السنية او بما يعرف بالمقاومة العراقية المشكوك بشرفها وعفتها ووطنيتها لذلك لم يشيروا اليها بالمقاومة العراقية حسب ما جاء ببروتوكول التفاوض في البند العاشر منه:

""يلتزم الجانب الامريكي بان لا يتفاوض مع اي مجموعات مقاومة سنية اخرى اثناء فترة التفاوض من اجل فسح المجال للمجلس السياسي لتوسيع التفاوض معهم ( وسيتم تأكيد من قبل الوفد الامريكي بعد استشارة الحكومة الامريكية)""

وبغض النظر عن اجرامها ومجازرها ونذالتها وهمجية ودموية قادتها، لا يمكن لزمر طائفية قذرة حاقدة كتلك التي توحدت تحت رايات البعث واجتمعت في خيمة الحقد الوهابية ان تمثل شعبا او وطنا او انتماء للعراق و تعرف به. فشعاراتها ومصالحها ومطالبها واعمالها ومشاريعها طائفية خالصة ولا يمكن لطائفة ان تمثل وطنا او تنيب عن شعب فالاوطان اكبر من الطوائف والعشائر والاحزاب.. فكيف لهذه المجاميع الاجرامية ان تجلس للتباحث مع الامريكيي باسم المقاومة العراقية.؟

انه حلم المومس بالجنة، وقد يمكن للمومس ان تدخل الجنة، لكن هؤلاء، مجرمو الحقد الطائفي والبعثي الصدامي لا يمكن ان يكونوا ممثلين للشعب العراقي ولا للوطن العراقي .

الحقيقة الثانية
لقد توصل الامريكيون الى حقيقة كون ان بعض قادة الطائفة السنية المتنفذين، وهم جميعهم من البعثيين الطائفيين او شيوخ العشائر الذين يرتبطون بالقبيلة والعشيرة التي تجد مضاربها فيما وراء الحدود الجغرافية للعراق، ان هؤلاء وبحكم طائفيتهم وتعصبهم، لا يرتضون حاكما ذو انحدار شيعي حتى لو كان شيوعيا او علمانيا او ملحدا، لذلك وعند تشكيل مجلس الحكم ولضمان الموازنة والمحاصصة الطائفية فيه، تم احتساب السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي العراقي على نسبة الشيعة في التمثيل الطائفي.

ان هذه المواقف التي نجدها في تصريحات طارق الهاشمي قبل ان يحتل منصب نائب رئيس الجمهورية، الذي هدد متوعدا بأنهار من الدماء وتحويل العراق الى ارض خراب ان اسيئ او همشت طائفته، واشار الى الارقام الطائفية الصعبة.

او التصريحات المتكررة لعدنان الدليمي الذي هرب الى الاردن بعد ان وجد ان الجرم لابسه لا محالة، عندما صاح مفتخرا متباهيا بأنه طائفي للعظم، وان بغداد هي للسنة ويجب على العرب المساعدة على كنس الشيعة خارج العراق وترحيلهم الى ايران، ان هذه المواقف اضافة الى انها غير وطنية وغير انسانية، فإنها تعني ايضا تقسيم العراق فعليا الى اقاليم دينية طائفية حتى لو لم يتم ذلك بقانون. ولا يُخفي ان طارق الهاشمي وعدنان الدليمي وعموم جبهة التوافق من المغنين والمنشدين في كورس المقاومة.

فهل نصدق بعد الان ردح هذه الزمر والجماعات الطائفية وهي تلطم الصدور وتتباكى على وحدة العراق شبعا وترابا.؟

وبعد جلوس بما يُدعى بالمجلس السياسي للمقاومة مع الامريكيين او مع المحتلين كما دأبت دوائر العربان الاعلامية وابواق البعث الصدامية على وصفهم والافتخار بأعمال العبث الاجرامية على انها مقاومة دون مساومة، واذا كان شرف المقاومة حسب ما كانوا يدّعون هو عدم التحاور مع المحتلين، افلا يعني بأن هذه المقاومة قد سقطت ادعاءاتها بالشرف والعفة والوطنية وبالت على رايات الجهاد الوهابي وبصقت على وجوه مسوقيها وعلى وجوه الراقصين في محافلها الاعلامية واعلنت بكل وقاحة المومسات انها عاهرة وداعرة ولن تخشى في بذاءتها لومة لائم.؟

الحقيقة الثالثة
ان البعثيين وفي سبيل التخطيط لعودتهم المستحيلة لا يترددون عن التنكر لكل تعاهداتهم ولكل شعاراتهم ولكل عهودهم ولجميع وعودهم.. وهذا ليس بالشيئ الجديد عليهم فقد عرض المقبور صدام على امريكا اخذ كل شيئ مقابل ابقائه في منصبه.

فالمقاومة الطائفية السنية ما هي الا وسيلة من وسائل الاقتراب من الامريكان بعد تعذر الوسائل الاخرى نتيجة لسيطرة الاحزاب الشيعة والكوردية على الدولة عن طريق الانتخابات، وتأكد دوائر البعث بأن لا سبيل للوصول للسلطة والحكم بالطرق الشرعية، ولا يوجد افضل من الضغط على الحكومة العراقية والامريكية بالعمليات الاجرامية ضد الابرياء مستفيدة من فساد ذمة وانعدام ضمير المتحكمين الجدد وتذمر الناس من لصوصية رجال الاحزاب المتنفذه وطمع وجشع البعض واهمالهم للجوانب الامنية والخدمية والتربوية والثقافية.

وكذلك تفريط الاسلام السياسي الحاكم بالمصالح الوطنية التي تجد تطميناتها بالعلاقات مع دول العالم المتحضر المتدمن وليس بالعلاقات مع ملالي ايران ونظامهم القمعي المتخلف .

ان دوائر البعث ولغباء الاسلام السياسي الشيعي قد وجدت في فضح ومعاداة علاقة هذا الاخير الروحية مع ايران الظلامية، مصلحة تلتقي منافعها مع منافع المصلحة الامريكية خاصة وان ايران سادرة في مشاريعها النووية ومعاداتها لاسرائيل تشكل قاعدة انطلاق ونموذج اغبر للحكم الكهنوتي الديني.

العلاقات الرأسمالية مبنية على المصالح وليس على المبادئ... المبادئ متحجرة واقفة راكدة بينما المصالح متحركة متغيرة لا يستطيع تحويل سرعة تغيرها لصالحهم ولا يستطيع تسخيرها لخدمتهم الا الاذكياء ، بينما عقول الاسلام السياسي واقفة على مشارف زمن ولى وانتهى واصبح حكايات تبعث الملل والسأم والضجر.




 


 

free web counter