| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

                                                                                    الأثنين 27/2/ 2012



برلمان الـ 325 طنبور وطنبورة

مالوم ابو رغيف

إذا كان تصرف طنبورة وهي تستلقي على الفراش استعدادا للمعاشرة الجنسية في وقت احتدام المعركة، تصرف قبيح وشاذ، فأن تصويت أعضاء مجلس النواب على شراء سيارات مصفحة ، لهو أقبح آلف مرة من فعلة طنبورة.

قد يشفع لطنبورة زلتها إنها طرشاء وخرساء، لا تعرف ما يدور حولها، فما الذي يشفع لطنابير وطنبورات مجلس النواب وكلهم ألسن وأفواه ، وذرعان وكرعان ، ورؤوس تلفها عمائم الزهد والورع ، وجبهات ممهورة بأثر السجود ، يفتتحون الجلسات بتلاوة آيات من القرآن ويرفعونها بالصلاة على محمد وآل محمد ولا يبدأون كلامهم إلا بالبسملة ولا ينهونه إلا بالحوقلة ؟

ما بالهم يهملون الشعب الذي يقتل ويحترق ويموت بخرائب الطين والصفيح ، ما بالهم لا يفكرون إلا بأمور سلامتهم ومتعتهم وراحتهم فيشترون المصفحات ويقتنون أنواع متطورة من السلاح لحماياتهم.؟

طنبورة التي أصبحت سالوفة بين الطوايف حسب أغنية الفنان الشجي حسين نعمة ، وأصبحت مثلا يضرب للدلالة على الهبالة والغباء والتصرف الأحمق لفعلة واحدة ، كانت امرأة بسيطة على قد حالها ، فما بال الدكاترة والدكتورات ، والملتحين والمحجبات ، والمعممين ومكوي الجباه والمنقبات ، ، ما بال أصحاب الكروش الوطنية والثرثرة السياسية والتصريحات الطائفية ، المندوبين لتمثيل مصالح الشعب ، إن يكونوا مثالا للحماقة والبلادة والغباء المركب المصحوب بأنانية مفرطة وحب للذات يثير الاشمئزاز والتقزز ، يعيدون الفعلة وراء الفعلة، والعمل الشائن وراء العمل الشائن ، لا يصلحون أخطائهم ولا يكبحون جماح جشعهم ولا يضعون حدا لتنبلتهم ولا يستحون من طنبرتهم ؟

إن مجازر يوم الخميس الدامي ، واللوعة والحزن العميق الذي شهده العراقيون ، لو شهدته طنبورة لتركت عادتها إلى الأبد ، اما طنابير وطنبورات البرلمان فقد صوّتوا وبدم بارد مع سبق الإصرار على شراء المصفحات بينما أشلاء العراقيين تتطاير من فعل انفجار السيارات المفخخة ودمائهم تسيل حارة على تراب أرضهم المقدسة .

إن برلماننا (المبنجل) يتكون من تنابلة لا يحضرون الجلسات ، وكسالى متمارضين ، وطنابير وطنبورات همهم استغلال وجودهم في البرلمان للإثراء والتمتع بالامتيازات وعقد الصفقات دون إن يكون لهم دورا ملموسا أو محسوسا في تسيير شؤون البلاد ومراقبة تنفيذ القوانين والدفاع عن مصالح الشعب ، إن لفيف الطنابرة البرلماني وبكل تصرفاته السابقة والحاضرة واللاحقة ، لم يكن يوما ممثلا حقيقيا لا للشعب ولا حتى للطوائف ، برلمان لا يمثل ولا يحرص إلا على مصلحة طنابرته .

ألا يفهم هؤلاء 325 طنبور وطنبورة ، والحكومة قد أرسلت دعواتها إلى الدول العربية لحضور قمة بغداد ، بان شراء سيارات مصفحة لهم يعني إن الأمن غير مستتب وان بغداد وبعد تسع سنوات على الإطاحة بالنظام السابق لم تزل غير أمنة ، وان كل ما يقال عن توفر الأمن والأمان ما هو إلا كذب وخداع مفضوح ، وأن أي دولة تستطيع التحجج بعدم الحضور لعدم توفر السلامة بدلالة إن خوف النواب على حياتهم ، فلا يحضرون إلى البرلمان إلا بسيارات مصفحة وحمايات مدججة بالسلاح؟

في كل دول العالم لا يحضر مندوبو الشعب بعربات مصفحة ومدرعة ، حتى إثناء اشد الحروب الأهلية المحتدمة أكان في لبنان او باكستان او الجزائر ودول أمريكا اللاتينية كان البرلمانيون يحضرون بعرباتهم الشخصية مع بعض أنفار للحماية.؟

ما حاجة النواب لـ 30 حارسا إذا كان النائب يستقل سيارة مدرعة مصفحة لا يخترقها لا حر ولا برد ولا رصاص ، ما حاجتهم لعشرين قطعة متطورة من السلاح.؟

احد أعضاء مجلس النواب أراد إن يجد عذرا لفعلتهم الشنعاء فقال مبررا بإن الأضواء لا تسلط إلا على أعضاء مجلس النواب بينما الوزراء والمدراء العامون والمحافظون ورؤساء مجالس المحافظات لا ينتقلون إلا بسيارات مصفحة ومع هذا لا تتناولهم الصحافة ولا السنة العامة.

وإذا صح كلام النائب فان هذا يعني إن ليس البرلمان وحده هو عش للتنابلة ، بل إن المناصب العليا في الحكومة بقضها وقضيضها مشغولة بأناس لا يجيدون إلا الكرف واللغف ولا يهتمون إلا بالحفاظ على حياتهم.









 

 

free web counter