| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

السبت 27/3/ 2010



سنة أم عرب

مالوم ابو رغيف

لعب الإعلام العربي دورا قذرا في إشاعة العديد من المصطلحات والأفكار والتسميات الطائفية والعنصرية بغرض إثارة الحقد والفتن الاجتماعية والمذهبية لتفكيك الشعب العراقي إلى مكونات متناقضة متناحرة لا تجد في الوطن مرجعا وملاذا إنما عند أعراب النفاق والشقاق وسوء الأخلاق.

امتلأت كبرى الجرائد في اغلب الدول العربية، صغيرها وكبيرها بمقالات وتحليلات تحريضية تصور العراق بإنه ارث سني موشك على الضياع بين الكورد والشيعة إذا لم تتلاحقه أحفاد السلف الصالح وتنقذه من بين أيدي أحفاد الصوفيين والكورد العملاء.

في حين كرست الفضائيات العربية برامجها وجنّدت كبار مراسليها لنشر الكره والحنق وروح التمرد الإرهابي بحجة المقاومة.

لم تكن جهود العرب الخبيثة دون صدى، لقد كان صداها ومردودها مذابح راح ضحيتها آلاف مؤلفة من أرواح الضحايا الأبرياء وخراب يحاكي خراب الحرب العالمية الثانية وخسائر بمليارات الدولارات وانشقاقات كادت إن تعصف بالعراق ليضيع شذرا مذرا، ولولا جهود الأصدقاء والخيرين وصمود العراقيين على الشدائد وتفويت الفرصة على أبواق الشر مثل الطائفي المعتق المعوق عدنان الدليمي والإرهابي ناصر الجنابي والمجرم الهارب سعد الهاشمي أبن أخت طارق الهاشمي ومحمد الدايني وخلف العليان ومقتدى الصدر، لانحدر العراق إلى هوّة الحرب الأهلية العميقة التي لا يمكن الخروج منها إلا بتقسيم العراق إلى دويلات وإمارات متصارعة فيما بينها إلى يوم يبعثون.

كان يشار إلى الشيعة بأحفاد العلقمي تارة والصفويين تارة أخرى أو يتهمون بأنهم إيرانيين حالهم حال الكورد غرباء على العراق وعملاء للاحتلال، ليس من هدف لهم سوى الإجهاز على السنة العرب ورثة العراق الشرعيين وتهميشهم ثم إلحاق العراق بإيران وتكوين دولة كوردية تكون كالرمح تدمي وتوجع خاصرة العروبة.

ولما كان المذهب السني في العراق ليس حكرا على العرب، فالكورد في أغلبيتهم سنة كما إن التركمان سنة أيضا، لذلك اخترعوا مصطلحا متناقضا طائفيا عنصريا هو مصطلح السنة العرب. ورغم إن المذهب الشيعي مثل المذهب السني ليس مقتصرا على العرب، إنما هناك شيعة من الكورد ومن التركمان أيضا إلا إن العرب ومهما كانت قومية الشيعي ظل بنظرهم صفويا وحفيد من أحفاد العلقمي وخائن ينبغي إنزال القصاص فيه، لذلك فأن مذابح الشيعة التي أقامها ألزرقاوي وجماعات الذبح الوهابية لهم، بقيت مهملة لم يتحرك لها ضمير ولا وجدان عربي واحد ولم تذرف لها عين امرأة عربية قطرة دمع، على العكس من هذا أقام العرب مأتما وتعازي للمجرم ألزرقاوي مثلما أقاموا للمجرم المقبور صدام حسين مقترف مجازر الإبادة والمقابر الجماعية.

لا احد يجهل التناقض الواضح بين الإسلام والعروبة، بين الدين والقومية، فالإسلام كدين لا يؤمن بالقومية، لان الإيمان بالقومية يعني القضاء على الفكرة الأساسية في الإسلام، فكرة إن المسلمين إخوة رغم اختلاف الانتماءات والحاكمية لله وأكرمكم عند الله اتقاكم، كما تقضي على تاريخ وارث الدولة الإسلامية التي يتباهى بها الإسلاميون والعرب، كونهم حكموا أمما أخرى باسم الإسلام.

فإذا كان يهم الدول العربية المذهب السني، فهل المذهب السني مقتصر على العرب، هل هو مذهب مغلق على العرب ولا يحق للقوميات الأخرى الدخول فيه.؟ ولماذا لا يشيرون إلى السنة بشكل عام ولا يحصرونه ويقتصرون أتباعه على العرب فقط.؟ أليس أغلبية الكورد سنة.؟

وماذا عن التركمان؟
وإذا كانوا حريصين على القومية العربية، فلماذا يجنحون نحو التمييز الطائفي ولا يتحدثون عن العرب بشكل عام وهم سنة وشيعة، إلا إذا كانوا يعتبرون إن الشيعة ليس عربا وهذا ما يؤكده مجمل تصرفاتهم وتحركاتهم السياسية. وهنا يعني إن السنة العرب هو مصطلح لتمييز العرب عن غيرهم من السنة كالكورد والتركمان، وليس لتمييزهم عن الشيعة،مصطلحا عدائيا يسلب انتماء العراقيين ويطعنهم في قوميتهم العربية، مع إن لغة العراقيين العربية ومخارج أصواتهم هي الأفضل من كل المتحدثين بها الذين قرضوا حرفوها فلم يعد يعرف الفرق بين الثاء والتاء والضاد والزاء والقاف والغاء والذال والزاء.

 

 

free web counter