| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

                                                                                    الخميس 26/5/ 2011



قنابل موقوتة وبهائم مفخخة

مالوم ابو رغيف

من شاهد استعراض مليشيا جيش المهدي الذي نقلته فضائية السومرية مباشرة من مدينة الثورة لا يفوته ملاحظة التنظيم والتقسيم والمشية العسكرية لآلاف الشباب الذين لا بد وإنهم قد تدربوا على هذا الاستعراض في معسكرات أعدت وهيأت لهذا الغرض، في العراق أو في إيران، منذ زمن طويل ليس له علاقة بانسحاب القوات الأمريكية.

كما لا يخطا المشاهد ملاحظة أوجه التشابه الكبير بين مليشيا جيش المهدي وبين مليشيا حزب الله اللبناني، ولا يفوته أيضا ملاحظة محاولات مقتدى الصدر العقيمة في التشبه بالسيد حسن ناصر اللبناني من حيث المظهر فقط ، فمقتدى الصدر العراقي ليس باستطاعته التفوه بجملتين دون إن ترتبك أفكاره وتختلط كلماته فيبدو كالمتعثر بأذيال ثوبه عكس حسن نصر الله المفوه، الذي يجيد إثارة المحتشدين ولا يثير ضحكهم عليه مثل مقتدى الصدر.

إن هذا التشابه بين جيش مقتدى الصدر وبين جيش حسن نصر الله ومحاولة مقتدى الخائبة بتقمص شخصية نصرا لله هو في جوهره تهديد وابتزاز للحكومة بمظهرها القانوني والدستوري وإظهار صاحبها نوري المالكي بمظهر العاجز الذي لا يملك إلا الاستجابة والانصياع لرغبات جيش المهدي وصاحبه مقتدى الصدر.

حزب الله اللبناني استطاع إن يحتل بيروت ويسيطر عليها في ظرف ساعتين فقط وهكذا يلوح مقتدى الصدر وأمراء حربه للأمريكان أو للسياسيين العراقيين الذين يرتعون في الفساد مثلما ترتع الجواميس في المياه، بأنهم قادرون على إسقاط الحكومة واحتلال المنطقة الخضراء بظرف ساعات فلهم ذراع طويلة ضاربة في كل مفاصل ومحاور الدولة.

ومن هنا نستطيع فهم صياح حازم الاعرجي إن هذه الآلاف من جيش المهدي قنابل موقوتة بيد مقتدى الصدر وبيد الحوزة الناطقة، وكذلك نفهم مدلول مهلة الستة اشهر التي أمهلها مقتدى الصدر لنوري المالكي قبل التظاهر لإسقاط الحكومة.

لكن هل لنا إن نتساءل عن وجود أي اختلاف بين البهائم المفخخة والقنابل الموقوتة.؟

فهم بالمحصلة الأخيرة متشابهون بالغباء والبلاهة، يستغنون عن عقولهم ويسلموا قيادهم لمن يسوقهم إلى حيث يلقون حتفهم غير مأسوف عليهم.

استجابة الحكومة العراقية وإعطائها إجازة لتظاهر ألاف مؤلفة من مليشيا جيش المهدي، وان جرى من دون حمل سلاح، لكن ما يحمله من تهديد ووعيد وما يظهره من قوة لابتزاز القوى السياسية الأخرى المختلفة مع الصدرين بالرأي والموقف، يشير بشكل جلي إلى نية العنف المبطنة والى مضامير الاعتداء واستخدام السلاح ضد من يقف بالضد من هذا الجيش المليشياويي، يدل على إن الحكومة ليس لها من الحكم إلا سمعته ومن السلطة إلا صيتها ومن القرار إلا هزاله وإنها اعجز من إن تواجه مليشيا جيش المهدي فكل اهتمامها ومشغولياتها تتركز على تلميع صورة نوري المالكي وطز بالوطن.

إن هذا الحراك السياسي والمليشياوي والتهديدي للصدرين مرتبط ارتباطا وثيقا بالنوايا والمخططات الإيرانية التي تستعرض من خلاله ما تملك من قوة وتأثير على الملالي ورجال الدين في العراق وعلى مجريات السياسة والاستقرار.

إن الخطر الذي يحمله تظاهر مليشيات جيش المهدي والإعلان الرسمي عن وجودها التنظيمي هو حقيقة كونها مليشيا مذهبية تعرف الوطن وفق أيدلوجية دينية تزدهر وتنتعش كلما زاد الاحتراب الطائفي واشتدت حدته، الأمر الذي يحفز المليشيات الطائفية الأخرى على إعادة تنظيم نفسها وتكثيف تثقيف طائفتها بأيدلوجيتها الخاصة التي تحمل الخصومة والتصادم والإرهاب، وكذلك بالطلب من دول الجوار التدخل بما يخدم مصلحتها الطائفية.

إن ما يحصل عليه العراقيون في ظل تساهل الحكومة مع المليشيات، زيادة في البهائم البشرية أكان من صنف بهائم مفخخة أو بهائم لقنابل موقوتة.








 

 

free web counter