| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

                                                                                    الأثنين 26/12/ 2011



الهاشمي ابن للحكومة الفاسدة

مالوم ابو رغيف

إن سُويت قضية الهاشمي سياسيا أو حسمت قضائيا، فان الأمر سيان، فقد تجاوزت قضية هذا الرجل البعدين القضائي والسياسي و أصبحت قضية شعب.

شعب تسرق وتنهب ثرواته وأثاره وتباع كما تباع الخردة في سوق الهرج، شعب يرمى له بفتات الموائد ويُهمل ويُقتل وتُسفك دماءه رخيصة في الشوارع، لا احد يكترث ولا أحد يهتم ولا أحد يعير لها اعتبارا. وكأن المسئولين لم يكفهم إهمال الشعب ولا بحياة البذخ والترف والدعة والنغنغة والإسراف والتبذير التي يعيشونها ، ولا بنثرياتهم وسفرياتهم لخارج البلاد لعلاج لسعة بعوضة ، لقد سخروا واستأجروا حماياتهم لقتل الناس واستخدموها كوسيلة ضغط للابتزاز السياسي في فنون لعبة المحاصصة.

حمايات الرؤساء الثلاث وحمايات نوابهم اخطر من المليشيات، فقوامها العسكري ألوية وسرايا، تدين بالولاء لقادتها وليس للوطن، مؤلفة من جهلة وقتلة ممسوحة ممسوخة عقولهم لا يقيدهم قانون ولا يردعهم عرف أخلاقي أو اجتماعي، لا يعرفون غير لغة الرصاص ولغة القتل والاغتيال، مزودون بباجات خضراء وزرقاء تخولهم اجتياز كل سيطرات التفتيش والمراقبة المتعبة، يقتلون ويعتدون على الرائح والغادي ويهينون المواطنين ويصفعون الصحفيين ويصادرون ما بحوزتهم من أدوات تصوير. هم مثل المكلفين بحمايتهم، غير ملامين حتى لو اساءوا الأدب وخرقوا القانون والدستور، فأفراد الحمايات أما إخوة أو أولاد عم أو من عشيرة أو من قبيلة أو من حزب المسئول أو الرأس الكبير.

الحمايات حتى لو اعترفت بجرائمها ودلت الشواهد على تورطها، تبقى بريئة غير مذنبة، لان أي اتهام أو إدانة لها هي إدانة للمسئول، حتى صحت القول حماياتنا منا أهل الحكم.

فلكي يكون الهاشمي بريئا يجب إن تعلن براءة المجرمين ويطلق سراحهم ويعوضون على المساس بسمعتهم، وعلى أهل الضحايا الاعتذار.

حمايات المسئولين كانت دائما في ذهن المواطنين محل ريبة وشكوك، مثلها مثل مسئوليها الذين كانوا بالأمس القريب يتوعدون ويتهددون ويعلنون أنهم حماة الطائفة ودرعها الحصين وزعمائها الاوحدين! زعماء كانت لهم فرق إرهابية وجيوش إسلامية مارست قتل وتهجير المواطنين تحت ذريعة مقاومة الاحتلال.

ماضيهم مثل حاضرهم غير ناصع، فليقولوا لنا أي مأثرة وأي مفخرة وأي بطولة تنسب إليهم. لقد كانوا ولا يزالون أبطالا للفساد وللفرهود.

إن ما يؤخذ على العملية السياسية التي أدارها الأمريكيون بروح من عدم الحرص على حياة وثروات ومستقبل العراقيين، هو إن المنظمين تحت لوائها جمع لا يهتم لا بالوطن ولا بالمواطنين، كل اهتمامه منصب على الاستحواذ على السلطة والبقاء على كرسيها مهما كان الثمن ومهما كانت الأساليب، أكانت طائفية أو إرهابية.

لقد غدا الساسة طبقة خاصة لها حماياتها وأماكن سكناها ومناطق راحتها واستجمامها التي لا يدخلها الطير إلا بجواز مرور، اقتسمت الدولة العراقية فيما بينها ووزعتها على شيوخ عشائرها وعلى رؤساء أحزابها وعلى كبار رجال دينها. ورغم الامتيازات الكبرى والرواتب الفلكية، فان طمعهم وجشعهم لم يقف عند حد، فاغتالوا العراقيين بالكواتم والمفخخات و بالأغذية والأدوية المنتهية الصلاحية وبفسادهم وانعدام ذمتهم وموت ضمائرهم. وعندما تدخل المفخخات في مناطقهم المحصنة والتي لا يدخلها احد غيرهم والمحاطة من كل مكان بكاميرات المراقبة والتصوير، يحتارون بالأمر وكان الأشباح والعفاريت هي التي أدخلت المفخخات وليس هم بنية اغتيال احدهم للأخر.

يخطئ من يعتقد إن المتهم الهاشمي كان نائب للرئيس، لقد كانت نشاطاته وتحركاته وأوامره وقراراته لها طابع يوحي كأنه هوي الرئيس، أو كأنه لا يهتم بالرئيس، ورئيسنا المبجل لا يهتم بالمنصب، فلقد بلغ من العمر ما جعله ينام واقفا على عكازته أو جالسا على الكرسي، فلا يعرف أو لا يهمه إن يعرف ما يفعل نائبه الهاشمي ولا يكلف نفسه بالسؤال ولا بالاستفسار، فالرئيس له مشاغله الخاصة التي ليس من بينها مهام الرئاسة.

إن من يقف ضد الهاشمي لا يعني انه مع المالكي أو مع الحكومة ، فالهاشمي ابن العملية السياسية، ورث غالبية جيناتها الفاسدة. إجرام ونفاق وتآمر وحمايات إرهابية.

إن مصلحة الوطن تقتضي اصطياد هؤلاء الأوباش مثل الهاشمي ومثل عبد الفلاح السوداني، الذين أضاعوا حياة العراقيين دون تأنيب ضمير لا الدفاع عنهم واعتبارهم خطوطا حمراء، فكل محاكمة لوزير فاسد، أو لمسئول قاتل، أو لمدير مختلس أو مزور هي محاكمة للحكومة وطاقمها، هي وصمة عار على جبين مقترف الجريمة وكذلك على جبين الحكومة نفسها. فلا الحكومة ولا الرؤساء ولا نوابهم ولا أفراد عوائلهم يهتمون بالوطن ولا بالمواطن.

الوطن بالنسبة لهؤلاء مجرد فرصة عمل تدر عليهم بالثروات والامتيازات وتجعلهم مصونين غير مسئولين أن أخطئوا أو أن أصابوا ترقص الناس له انتصارا. الوطن بالنسبة لطبقة الحكام العرب مبغى يمارسون فيه شذوذهم وسقوطهم الأخلاقي ولا يستحون ولا يخجلون عندما تخفق أعلام الفضيحة.








 

 

free web counter