| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الثلاثاء 26/2/ 2008



انت كوردي! اذن لا يحق لك ان تحلم

مالوم ابو رغيف

الامم التي تضطهد امة اخرى، تستعمرها وتصادر ارضها وتنصب من نفسها وصية عليها، لها حق القيمومة والقرار، تصادر كل شئ اللغة الفكلور، تصادر حتى الحلم، مثل هذه الامة مهما كانت عظمة تاريخها هي ليست امة حرة على الاطلاق.

بعيدا عن السياسات وعن النظريات وعن الاتكيتات والدبلوماسيات التي ما هي الا كذب ممكيج او نفاق تغلب عليه طابع التقية السياسية فوق ما يلزم الامر، اقول بعيدا عن كل هذه العلاقات التي اصبحنا لا ننظر الى الواقع الا من خلالها متناسيين اننا ناس، لنا عواطفنا واحلامنا وامالنا، وان كل هذه النظريات التي ان لم يكن الهدف منها خدمة الناس، فعليها وعلى واضعيها والمبشرين بها اللعنة الابدية، بعيدا عن الثرثرة الفارغة حول المخططات الاستعمارية والصهيونية والامبريالية، نسأل:

هل يمتلك الاتراك او العرب او الفرس حق القيمومة والوصاية على الشعوب الكوردية.؟

هل يحق لهم مصادرة رغبات الشعوب الكوردية وقتل احلامها وقطع اوصال امالها؟

الا يحق للكوردي النضال من اجل الانعتاق من هذه الوصايات السخيفة التي - على احسن احوالها - لا ترى المصلحة الا من خلال كبريائها وغرورها واستصغار قرارت وخيارات الكورد كما بينت الازمة الحاصلة بين وزير نفط الحكومة العراقية وبين الحكومة الكوردستانية حول الاستثمارات النفطية في المنطقة الكوردستانية.؟

الا يحق لنا التساؤل كوننا ناس، فقط، بعيدا عن الاهواء والعواطف القومية اللعينة:

ترى ما هو سر هذه السيطرة الكاملة على الشعوب الكوردية في ايران وتركيا وسوريا والعراق.؟ بماذا تمتاز هذه الشعوب عن الشعب الكوردي، وماضيها وحاضرها ومستقبلها القريب لا يبشر الا بوابل من الفقر والاملاق والتدهور والمسير باتجاه لجج الظلام الديني الكالح.؟

اردوغان وهو يخاطب جنوده ويخصهم بالشهادة والجنة ويستثني كل الكورد اكانوا من حزب العمال الكوردستاني او من الذي يجهلون اسمه ناهيك عن برنامجه واهدافه او كونه موجودا، بدا كأي وهابي شرير يحول الجنة الى ماخور يرتاده الجند، و يفرز للنبي محمد مهمة خاصة هي استقبال الجنود الترك الذين يشهرون بنادقهم لقتل الابرياء، اردوغان ينادي كما ينادي اي شيخ وهابي ارعن وهو يحث الوهابيين الجهلة على الانتحار، بان النبي محمد قد وقف على اهبة الاستعداد ليحتضن الجنود القتلى الاتراك وليقبلهم في جبينهم وليعطيهم مفاتيح الجنة ويعين لهم حصتهم من حور العين وليرسل الكورد الى الجحيم.

هل تنفع سياسات المطالبات او الكفاح السلمي مع المنطوقات العنصرية والتسليمات الدينية.؟

هل يمكن الوصول الى نتيجة مرضية للطرفين بين معسكرين مختلفين، معسكر اهل الجنة ومعسكر الذين كتبوا عليهم الجحيم حسب المنطق العنصري الديني.؟

هل يؤخذ الحق دون نضال، دون اجبار، فالحرية تؤخذ ولا تعطى مجانا.

لكي نفهم المشكلة، مشكلة الشعوب الكوردية، ما علينا الا مشاهدة ردة الفعل اذا اعرب كوردي ما عن حلمه القومي وتمنى ان يكون له وطن، دولة، امة حرة مستقلة لا ترتبط مع الدول الاخرى الا بعلاقات التكافئ والمساواة!

سنسمع من اغلب ادعياء الديمقراطية وحرية الانسان بان هذا الحلم ما هو الا مؤامرة صهيونية تهدف الى التقسيم والتفتيت وغرز خنجر في خاصرة الامة العربية او الفارسية او التركية.

لكن الاتراك الذين يأخذون على ملايين الكورد في كوردستان تركيا احلامهم وتطلعاتهم الانسانية، انشأوا دولة في قبرص لبضعة انفار من الاتراك وقسموا الجزيرة التي نزلوا فيها ليس الا غرباء الى قسمين لا زال سكان قسمها التركي يتمنون العيش في القسم اليوناني فحكم الجندرمة التركية لا يمكن ان يكون ديمقراطيا او حرا.

نفس هذه الامة التركية التي تضطهد الشعب الكوردي وتحرم عليه لغته القومية ومدارسه وزيه الشعبي والحانه واغانيه وفلكلوره، تنصّب نفسها قاضيا وحاكما في مسألة لا تخصها هي مسألة كركوك بحجة الدفاع عن التركمان، مع ان في تركيا اذا ما ارادوا الانتقاص من اصالة التركي قالوا عنه تركماني مثل ما يوصمون العلويين الاتراك بذلك، لانهم شيعة والشيعة في عرف الاخرين، اكانوا عربا او اتراكا مشكوك باصلهم مطعون بقوميتهم، فامة تتنكر حتى لابناء قوميتها مثل الامة التركية او امة العربان هل لها الحق ان تنعق بان لا للتقسيم؟.

افليس من باب اولى ان تتنازل الامة التركية ولو قليلا من غرورها وعنجهيتها وتعترف بحقوق الاخرين.

ان الواجب الانساني يحتم على كل انسان ذو ضمير حي ان يقف موقفا شجاعا ويدعم قضية الشعب الكوردي العادلة في تركيا وفي سوريا والعراق وايران. علينا ان نقر باننا لسنا باوصياء ولا هم قاصريين.

اطرش من لا يسمع احلام الشعوب الكوردية يرويها الاطفال والنساء والشباب والشيوخ بالهجات الكوردية، قل بلغاتهم الكوردية المختلفة.

اطرش من لا يسمع اغاني الانعتاق والحرية الكوردية.

اعمى من لا يرى ان الكورد يشقون طريقهم عبر الصعوبات والمشقات والاحباطات والتضحيات نحو تحقيق هدفهم الازلي بتأسيس دولتهم القومية المستقلة وانهم لواصلون!







 


 

Counters