| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأربعاء 26/3/ 2008



نريد دولة القانون لا حكومة المحصاصات

مالوم ابو رغيف

لم تكن مفاجأة ابداً ان يلجأ الصدريون كعادتهم الى العنف ويرفعوا السلاح بوجه الحكومة، فمرجعيتهم الناطقة التي لم تنطق الا بعد سقوط البعث، وكان نطقها عبثا وصخبا وتدميرا، لا تمثل الا الغوغاء والضوضاء وصبيانة القول والفعل والافتاء. لم تكن مفاجأة ابداً والحكومة تسلك سلوك الخاضع الذليل فتسكت على الفساد والافساد وتغض الطرف عن عبث المليشيات والمجاميع المسلحة، مؤملة النفس بفسحة امن، ليس من اجل ان يلتقط الشعب بعض من انفاسه اللاهثة، بل من اجل ان يثني الكتاب المُشتًرون على رجالها ووزرائها الخاملين الا بجمع الثروات ، فهم دؤوبون كالنحل دائمي العمل والشغل. وامريكيون يبدو انهم مستعدون لعقد صفقات مع ابليس ومع سوابق المجرمين للتقليل من سطوة الاحزاب الدينية التي حوّلت العراق الى مسرح للاحزان المتواصلة غير المنقطعة فعصى علينا معرفة عويل من يبكي هل بكائه لأجل امام مقدس مقتول او قريب مذبوح او مخطوف او مغيب.

يخطأ من يظن ان الازمة وليدة اليوم والساعة، وان الصدريين هم السبب في وصولها الى مرحلة الانفجار، انها الحكومة نفسها التي لا زالت انفاسها وتصريحاتها تعبر عن ضعف ورضوخ لمجاميع الشعوذة والدجل الديني. فعلي الدباغ يعلن ان جيش المهدي بريئ وان قائد الهبالة والعبث مقتدى الصدر بريئ وان الصدريين ابرياء من كل هذا، بينما يصرح كل من يبرئهم الدكتور الدباغ بأنهم سيعلنونه عصيانا ابديا الا ان يصفى لهم الامر ويستلمون السلطة ويحكمون حكم الشريعة التي لم نرى يوما سماحتها.

فمن الصعب التصديق بأن هذه المجاميع المسلحة التي تحارب الجيش والشرطة والقوات الامريكية، هكذا بين ليلة وضحاها زادت اعدادها وانتظم وتحدث سلاحها وقوت تنظيماتها وتناسقت حركاتها، انه سكوت الحكومة وتساهلها المعيبان عن اهل الشعوذة الذي مكن ليس الصدريون بل الكثير من مجاميع الاجرام، حتى بلغ الامر ان تصر كل المدن السنية على ابقاء العلم القديم مع ان العلم الجديد عبر ايضا عن هزالة الحكومة ورجالها وعدم جرأتهم على اتخاذ القرارات الحازمة، فهم بالمحصلة الاخيرة يهدفون الى جعل الانسان عبداً للقدر، مشغول باقتراب الساعة او انتظار المهدي الذي كم نتمنى ان يسّهل الله مخرجه لكي يخلصنا من جيشه ومن عمائم السوء والشعوذة.

ما يحصل الان هي الصورة الحقيقة عن الاوضاع في ما يسمى العراق، فالمجاميع المسلحة السنية والشيعية تسيطر على احياء ومدن بكاملها وتفرض سيطرتها وسلطتها فيها، وتجبر الحكومة على الاذعان والقبول بشروطها، وفتح ابواب الجيش والشرطة لها، لتدخل بولاءات مسبقة ليس للوطن ولا للانسان بل لشيخ او طائفي او صحوي او صدري او ضابط بعثي سابق. حتى وان نشبت معركة ما انظم هؤلاء الاعباء، ماليا وتهديدا دائما غير مأمون الجانب، انظم هؤلاء الشرطة الى جهة الاعداء الذين هم منهم بالطبع، كما حصل ويحصل في البصرة وكما هو الحال في الموصل والانبار وتكريت وغيرها.

نريد دولة لا نريد حكومة، فقد كانت لنا على الدوام حكومة، حكومات فاسدة ، سرقتنا ونهبت ثرواتنا وقتلت ابائنا وابنائنا وهجرتنا، واغتنى افرادها وتمليروا وافقرنا واملقنا، وها هم افراد الحكومة الجديدة لا يستطيعون التنفس من كبر الكروش فكأن وعيهم الصحي البليد مثل وعيهم السياسي والديني ، معدوم او منقوص او مريض.

كل حكومات العراق سواء في الخراب، اللهم خلى تلك التي اسسها الشهيد عبد الكريم قاسم فقتله رجال الدين السنة والشيعة في مؤامرة لن ينسى التاريخ قذارتها ابداً.

نريد دولة قانون ليس لصدر او ظهر، لا لحكيم او احمق، لا لهاشمي او اموي ، لا لفضيلة او رذيلة قولا فيها، نريد قانونا مدنيا يضرب بكل هذا الدجل الديني، يضرب بكل هذه الاحاديث والروايات المزورة والنصائح الدينية البلهاء والطائفية الدموية هي واشخاصها عرض الحائط.

نريد دولة عراقية اصيلة لا حكومات عشائر ومجاميع صحوات تغفو اذا لم تلبى مصالحها واحزاب دينية اخوانجية مثل حزب صاحب نظرية الوطنية السكسية التصاهرية المباركة، ومرجعيات دينية ما انزل الله بها من سلطان فيختلط الحابل والنابل ولا نعرف سبيل الله من سبيل معمميه.

نريد دولة قوية بشعبها بنظامها بحريتها بديمقراطيتها بعدم تسامحها مع من يوجه بنادقه ضد الناس، لا نريد حكومة التحاصص المذهبي، فقد اثبتت الاحداث انه اذا كتب على بلد الخراب، حكمت وسيطرت فيه الاحزاب الدينية على مجاميع السلطة وانتشرت كأنتشار العث فتهوى الدول وتخوى الثقافة والابداع.
 


 

Counters