| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الخميس 26/7/ 2007

 

 


قضية الكورد الفيلية في برلمان الملا خالد عطية


مالوم ابو رغيف

لا اعرف ما الذي حدث بالضبط فعندما اعتلت السيدة سامية عزيز المنصة لتطرح قضية الكورد الفيلية ، فجاة ومن دون مقدمات رأينا اسرابا من العمائم المهتزة تتحرك بإتجاه ابواب الخروج وخفقانا للعباءات والشيلات والعصابات وكأنها كومة غربان تتعرج مسرعة للحاق بسرب العمائم المتأرجحة ، افندية بربطات عنق ومن دون ربطات عنق بدأوا بالزحف بعيدا عن كراسي نوم الهنا البرلمانية. هرج ومرج، وخروج جماعي للشيعة والسنة، لتفرغ مقاعد البرلمان الا من بعض من اختار ان ينشغل بالحديث مع مجاوره ليحدث ضوضاء وجلبة تعطي انطباعا بأن هذا المكان ليس برلمانا انما سوق للصفافير، وزاد في الضوضاء كبير الصفارين او البرلمانيين ملا خالد العطية الذي ملأ القاعة بصوته الاجش مشوشا على صوت سامية عزيز الناعم، الامر الذي دعاها لمنادته بيا سيادة الرئيس!!

لكن من دون فائدة فقد استمر الملا المعمم بنقاش عالي النبرات مع زميل له على مسألة خارج الموضوع.

النائبة سامية عزيز التي ربما تفاجأت بموقف النواب وتصرفاتهم غير المنضبطة وعدم رغبتهم بالاستماع الى مشكلة الكورد الفيلية، طلبت منهم الاصغاء والاستماع الى مداخلتها لفهم ابعاد المشكلة، لكن هؤلاء لم يأبهوا لها واستمروا في لغوهم وهذرهم المعتاد، هذرا ولغوا يتقاضون عنه الاف الدولارات ويحضون بإمتيازات تذكرنا بالانظمة الدكتاتورية التي تحاول شراء الذمم والضمائر.

الاغرب ان المسؤول عن ضبط الصوت في البرلمان تصرف تصرفا يثير العجب والاستغراب، فكلما ورد اسم مجلس قيادة الثورة المنحل يقوم هذا الكنترول بقطع الصوت، وكلما ورد اسم البعث يقطع الصوت ايضا، وكأنه لا يريد الاساءة الى البعث ونظامه. لقد تعمد مراقب الصوت وضابطه بقطع جمل كاملة من مداخلة السيدة النائبة، وشوش على مداخلتها بشكل واضح لا يتبعه الا الذين يعادون الحقيقة والحرية والديمقراطية، ثم قررت الفضائية العراقية قطع الارسال جملة وتفصيلا دون ان يكون هناك نشرة للاخبار او موعدا للاذان او خبرا عاجل او مؤتمرا صحفيا، بل ولعدم وجود برامج معدة اضطرت فضائية الـ الصدر لبث بعض الاغاني عن الفريق العراقي لكرة القدم.

لا نعرف اذا كانت السيدة سامية عزيز قد استمرت في مداخلتها عن محنة الكورد الفيلية او انها نجحت في الحصول على موافقة او وعد بدراسة امر شهادة الجنسية العراقية للكورد المسجلين في نفوس ،1957 ام ان الملا خالد العطية استمر في تشويشه وهذرته والجالسين قد استمروا في احاديثهم الاخوانية او غادروا القاعة لاداء الصلاة التي لن يقبلها الله ، فالله لا يقبل صلاة المراوغين . لا نعرف ان كان قد تحقق للسيدة النائبة ما كانت ترجوه من هذه الشخوص وهذه الهياكل التي اثبتت مسيرة السياسة في العراق انهم ليسوا مؤهلين لقيادة البلد فقط، بل يستغلون مراكزهم ونفوذهم في الحصول على اجور وامتيازات من غير تقديم شئ يذكر، فنواب البرلمان العراقي بين غائب جسديا لا يحضر نهائيا وبين غائب روحيا وفكريا وحاضر جسديا كأي دمية حديثة تتحرك بالريموت كونترول .

فلقد كان على الملا خالد العطية ان يستخدم سلطته الرئاسية ويطلب من الحاضرين عدم مغادرة القاعة او ان يطلب من الجالسين السكوت، وان يحرص على ان تنقل مداخلة السيدة سامية عزيز عبر وسائل الاعلام، لانها تخص احد المكونات العراقية الاصيلة التي وقع عليها ظلم واجحاف واجرام لا يطاق، والى الان وبعد سقوط نظام البعث لم يحصل الكورد الفيلية على حقوقهم ومستحقاتهم ولم تعاد لهم ممتلكاتهم التي سلبت منهم.

كل الوعود الانتخابية، كل الشعارات السياسية، كل الافلام الوثائقية ، التي تخص محنة الكورد الفيلية والجرائم التي ارتكبت بحقهم وتهجيرهم وفرهدة اموالهم وبيوتهم وتجارتهم وسلب الجنسية العراقية منهم، كل مقولات وتعهدات الاحزاب العراقية كانت لغرض الدعاية والانتخاب فقط، اما الاحزاب الاسلامية فلقد تبين كذبها وغشها وخداعها ليس للكورد الفيلية فقط بل لجماهيرها الشيعية بشكل عام، الامر الذي يدعونا ان نطرح التساؤل التالي :

متى كان اصحاب العمائم والخواتم يحرصون على الشعب العراقي ليحرصوا على حقوق الشعب الان.؟

فلقد كانوا مع الاقطاع الظالم في اضطهاد الفلاحين ولم يصدروا فتوى واحدة ضد الممارسات الاقطاعية الظالمة، ولم يقودوا مسيرة او يطالبوا الحكومات العراقية بالاهتمام في المناطق الجنوبية ولا اعمار محافظاتها التي بالاضافة الى الناتج النفطي الكبير بصفته المورد المالي الاساسي للدولة، كانت ايضا سلة العراق الغذائية . على العكس من هذا كله، عندما جاء الزعيم عبد الكريم قاسم الرجل الذي خدم الناس بصدق فأغلب المشاريع التي نراها لحد الان هو الذي اسس لها وبناها، وقفت هذه المرجعيات الدينية بمرجعياتها وبمعمميها وفتاويها الظلامية ضده وضد الشعب وضد الاحزاب الوطنية وتآمروا مع البعث للانقلاب على ثورة تموز الخالدة ورغم المجازر التي احدثها البعثيون لم تدن اي مرجعية هذا الانقلاب الدموي ولم تنتقد نفسها وتبين خطل فتاويها الظلامية.

فهل نتأمل من هؤلاء ان ينصفوا الكورد الفيلية.؟ او ان ينصفوا المظلومين.. انه وهم كبير ايها السادة، فجل اهتمام هؤلاء هو في المساجد والجوامع والحسينيات والاخوة الاسلامية والمحاصصة الطائفية والحذو حذو السعودية او ايران ..