نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأربعاء 25 /1/ 2006

 

 

 

لا تقول ما افتهمت.. ترى عيب

 

مالوم ابو رغيف

في احد رسوم الكاراكتير للراحل مؤيد نعمة يتحاور جمع من الناس يقف امام احد اللوحات التي تشبه خطابات بعض السياسيين العراقيين ان سمعتها وان لم تسمعها فالامر سيان،فليس من كلمة ستثبت في ذاكرتك،مثلها مثل قصائد بعض الشعراء المحدثيين الذين يتغنون بليالي جزر القمر وعشق العصافير في الليالي الباردة وظلال القبعات المكسيكية.في حين ينهمك جمع من الزوار بمناقشة لطخات الالوان وكومات الخطوط المتشابكة وابداء الاعجاب بعبقرية الفنان، يهمس احد الزوار في اذن صديقه المذهول من عدم رؤية ما يراه الاخرون وعدم فهم ما يفهمونه:

لا تكول ما افتهمت ترى عيب.

ساشذ عن هذه القاعدة واقول لم افهم شيئا..ساقولها وباعلى صوتي ولن يحمر وجهي خجلا ولا استحي من جماعة الدالات ولا خبراء الاقتصاد ولا حذلقات ومفهويات الاساتذة الكبار.

تقول الانباء ان معرضا لاعمار العراق سيقام في الاردن وستشترك فيه اكثر من الف مؤسسة وشركة وتكتل اقتصادي لعرض احسن ما لديها للمساهمة باعمار العراق الذي لن يبلغ تمامه كما يقول الشاعر

                     متى يبلغ البنيان يوما تمامه                  اذا كنت تبني وغيرك يهدم

ومن بين البلدان التي ستشارك باعمار العراق المدللة الاردن ،والعملاقة لبنان ،وامنا مصر، ولا تنسى اليمن السعيد، ولا جيبوتي بالطبع، ولا بنغلادش، ولا شعيط ومعيط وجرار الخيط.

الذي لا افهمه هو ان هذه المعارض ستبرز احسن ما لديها من امكانات وانجازات وتقنيات ومكائن والات كي تختار الحكومة العراقية ممثله بوزاراتها ووزراءها الاكفاء جدا!!الافضل والاجود والقادر على تنفيذ التعاقد،وستقوم ايضا بشراء ما ينقص العراق من اللوازم والمعدات للنهوض بالاقتصاد العراقي الذي يعاني من مرض الحصبة والجدري والامراض المستوطنة كالمحسوبية والمنسوبية والفساد المالي والاداري وبيع الشركات الحكومية الى سعداء الحظ بأبخس الاثمان، واذا كان ما يمنع أقامة هذه المعارض في العراق هو الوضع الامني،فكيف ستقدم هذه الشركات الى العراق لبناءه.؟وهل يحتاج العراق الى ارز لبنان او قات اليمن او فول مصر،لا مصر تستورد حتى الفول من اثيوبيا،ام طائرات من الاردن.؟ ولمذا لا الم تشتري الحكومة العراقية طائرات مصنوعة بالاردن للسيطرة على الحدود.!!!

وكم من الوفود الحكومية العراقية ستغادرنا الى الميمونة الاردن للتفرج وقضاء وقتا ممتعا في فنادق عمان وكم من الصفقات ستعقد خلف الكواليس.؟وكم من رشاوى ستوضع تحت البساط!!!

والسؤال الاخر الذي يحير حقا، نحن نتباكى على وحدة العراق شعبا وارضا ونذرفع الدموع ونجر الحسرات ونندب حظنا العاثر بان الخطة الاستعمارية هي تقسيم العراق،وتفتيته فلماذا لا تقام هذه المعارض في كردستان للتاكيد على الاخوة العربية الكوردية واجبار هذه الشركات للقدوم الى العراق .؟

اليست هي مكان آمن.؟ اليست هي جزء من العراق المستقر.؟ الم ينجح الكورد في اقامة معرض مشابه لم يحظى حتى بتغطية اعلامية مناسبة تعكس حتى ولو قليلا من الجهد المبذول في انجاحه.؟

اتسائل والمعرض سيقام في الاردن

هل لا زال الملك عبد الله يخاف رؤية الهلال.؟

وهل لا زال المحامون الارادنة يعملون على اخراج صدام بريئا مثل اخراج الشعرة من العجينة.؟

وهل لا زالت الصحف الاردنية تتغنى بالمقاومة واسود البعث وسواعد المجاهدين.؟

لو كنت انا الحكومة لما بعثت اي وفدا او مندوب وزارة او بنكا للادرن،ولما استعنت باي دولة عربية،بالوجه مرايا وفي القفا سلاية،ولما خصصت اي خبراو تغطية اعلامية عن هذا المعرض البائس الذي لا يودي ولا يجيب،ولما انفقت دينارا واحدا للمساهمة في تغطية تكاليفه...

لكن الحكومة هي مثل الجمع امام اللوحة التي جسدها الراحل مؤيد نعمة في كاراكتيره، لا يفهمون شيئا ويبدون المعرفة والاستيعاب.