| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الجمعة 24 /11/ 2006

 

 

مدينة الثورة تسبح بدمائها


مالوم ابو رغيف

كلما تصاعد صراخ الطائفيين ، كان صدى نباحهم وقائعا دموية وتفجيرات كارثية لها بصمات الابادة البشرية. كان الصدى اليوم في مدينة الثورة، صدى مخيف بشع مرعب، صدى قاتل فتك بالمدينة واثكلها بأبنائها وبناتها واطفالها، اغرقها بالدم وبالدمع والبسها ثوب الفاجعة.
ستبقى ترزخ بثوب الحزن والفاجعة، فردود الفعل هي نفسها التي نعرفها وتلك التي نتوقعها من مراجع وآيات، لو صمتوا لكان افضل من اعادة الاسطوانة عن ضبط النفس ومسك الاعصاب والصبر على العذاب.
وماذا بمقدور الناس فعله غير الانزواء في بيوتهم والاحتراق بحسراتهم !!
هل للمكلومين والمجروحين والمقتولين يقال مثل هذا الكلام الذي ليس له من معنى سوى معنى واحد هو ان الناس تستقتل عشوائيا، ستنتقم من قاتل مجهول، او انسان برئ!! او من مجرم لا يعرف له وجها..
فإن كان الارهاب هو المقصود فهل ينبغي ضبط النفس معه.؟
حقا هل ينبغي ضبط النفس مع الارهاب وفصائل الاجرام.؟
ماذا جنت الحكومة من سياسة ضبط النفس مع الارهاب والمسلحين المجرمين غير فقدانها للاحترام الذي لا تستحقه.؟
وماذا جنى الناس غير الفتك بهم ليلا ونهارا سرا وعلانية.؟
وماذا يختلف هذا الكلام وهذه الدعوة عن دعوات من يقتل القتيل ويسير مشيعا لجنازته ويستنكر قتله وينسى بين ليلة وضحاها تهديداته ووعيده باللجوء الى السلاح ؟
هل يتوقع الناس غير هذا الكلام اكان من المراجع الدينية او من الحكومة الخائبة ووزير داخليتها النائم نوم اهل الكهف. وماذا نفعهم اعادة الكلام وتوجيه النصح والاشادة بالمراجع غير الاستمرار على دفع ضريبة الدم والدمع والعذاب من اجل ان يسكن احد ما في قصر او فيلا ويتضخم حسابه البنكي ويكبر كرشه ويكثر عدد نساءه ؟
هل يتوقع هؤلاء الايات والمراجع والسياسيون الخائبون بأن الناس ستأخذ سيوفها وبنادقها وتهجم على ... حقا على من!!!
هل تهجم على المنطقة الخضراء التي يقيم بها بعض من نبح عاليا وافرغ غله وحقده الطائفي في خطابات نارية فترجمها ازلامهم الى سيارات موت حاقدة والى قنابل هاون تنزل على رؤوس الناس من دون انذار.!!
النغمة المعتادة
استنكارات بلهاء، اعتدنا عليها مثل ما اعتدنا على مجازر الوهابيين والسلفيين والبعثيين..استنكارات تعاد وتتكرر حتى اصبحت محل استهزاء واستهجان الناس. ماذا يفيد الاستنكار من سياسيي الاسلام السياسي الذين لفرط خيبتهم وخطل ارائهم، في عز الفاجعة يعلنون عن مؤتمر سينعقد للفصائل المسلحة في اطار المصالحة الوطنية..
اي مصالحة واي وطنية واي حظ للعراقيين اذ تسلط عليهم الارهاب وحكومة الرخاوة والبلاهة والحماقة التي ليس لها دواء ابدأ.
الا يدرك جميع السياسيين الاسلاميين الذين تعودوا على ان يكون الحزن من اسباب معيشتهم، بأن التساهل مع هذه الحركات يعني قوتها وديمومتها والتحاق افواج اخرى من المراهقين بصفوفها.؟
الا يدرك هؤلاء ان مصالحتهم اصبحت دموية وليست وطنية كما يدعون.؟
قبل هذه التفجيرات وعندما كانت العبوات الناسفة تقتل كل يوم بحدود العشرة والعشرين وتختطف السيارات المزدحمة بزوار المراقد المقدسة، كان الخطاب الاسلامي السياسي يقول بعدم اعطاء الفرصة للتكفيريين لاحداث الفتنة الطائفية!! حتى في هذا تنقصهم الشجاعة او ربما التوجيهات الايرانية بعدم وضع النقاط على الحروف وتعريف من هم التكفيريين هم بالطبع الوهابيون والسلفيون لكن الحرص على العلاقة مع مملكة السوء يمنعهم من الاشارة الى ذلك.
اليوم اختلف الخطاب وقالوا بأن هدف التكفيريين والبعثيين" بالطبع الصداميين!!!" هو زعزعة الثقة بالقيادة الحكيمة والحكومة الرصينة وسلبها قاعدتها الشعبية.
الا يعرف هؤلاء بأن الحكومة وجميع وزرائها لم يعد لهم لا قيمة ولا وزن بعيون الشعب!! فأي قيمة لمن يعدهم بالضياء ويغرقهم بالظلام .!
واي قيمة لمن يوعدهم بالامان ويعيشهم بجرائم الانتقام والتساهل مع الاجرام!
واي قيمة لمن يوعدهم بالشبع ويبقي بطونهم خاوية واجسادهم ذاوية.؟!!
هذه الجريمة هي ليست اخر حلقة في سلسلة الجرائم الارهابية، سنبقى نشهد مثل هذه الجرائم بشكل مستمر، فما دام اصحاب الخواتم والعمائم يتربعون على السلطة ويودون الحفاظ على مناصبهم حتى بعقد صفقة مع الشيطان، ستبقى شياطين الوهابية والسلفية والبعثية تعيث بالارض فسادا وبالناس قتلا دون ان يعيقهم خوفا او تردعهم حكومة او يوخزهم ضمير. ومثل ما فشلت كل محاولات المالكي المضحكة لارساء مصالحة بين الطائفيين والارهابيين المسلمين، ستفشل كل محاولات الحد من الارهاب او اسكات اصحابه ومنظريه عن طريق الرشى اموالا ومناصبا.
العزاء لمدينة الثورة التي ثكلت بأبنائها وسلبت حتى اسمها واصبحت هدفا للطائفيين والمجرمين الارهابيين والبعثيين اكان قتلا او تشويه سمعة.