نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأربعاء 24 /5/ 2006

 


 
 

لكل ساقط لاقط ..

 

مالوم ابو رغيف

هل يعتقد المحامون العرب ببراءة صدام وقد شاهدوا كل جرائمه ومجازره باعينهم ليس في مرحلة بعد سقوط النظام الهمجي انما قبل ذلك ايضا؟

صدام نفسه يعترف بهذه الجرائم والمجازر ويعتبرها جزء من انتصاراته وفلسفة حكمه في السيطرة والتحكم، ويعيب على الاخرين عدم لجؤوهم الى استخدام اساليبه الوحشية اللانسانية. وهو اذ يعترف بهذه الجرائم، يعتبر نفسه المسؤول الاول، وربما الوحيد، مفتخرا بان احدا لا يجرء على نقل حجر من مكانه الا بامره، لكنه بنفس الوقت، يحاول تصوير الامر على انه من صلاحياته كما تنص قوانيه التي يمكن ان يصدرها او يلغيها بجرة قلم كما يقول.

الجرائم التي اقترفها صدام ونظامه تفوق الوصف وتعصى على التصور و لا يفقها عاقل ولا يفهمها حتى المتخصيصين بعلم الاجرام، فقد دفن مئات الابرياء في المقابر الجماعية وهم احياء، اباد الاف المواطنين الابرياء بالمواد الكمياوية، استخدم مكائن ضخمة لفرم لحوم البشر، قتل وعذب الاف مؤلفة من الاطفال والنساء بسادية ووحشية تفوق تلك التي رافقت جرائم الهلوكوست، اغتصب جلاوزته وانتهكوا الاعراض، ودنسوا المقدسات وهدموها، جرفوا الاراضي الزراعية وحرقوها، جزروا اعناق النخيل واعناق زراعها، جففوا الاهوار والصدور والحناجر. سمموا الينابيع وردموها من من الاعماق بالاسمنت المسلح. حرقوا الارض وجعلوا منها سياسة دائمة، هجروا قسريا واجباريا ملايين العراقيين عبر حقول الالغام، ابادوا قسما منهم في رحيلهم الاخير. حروب انتهت مثل ما ابتدات الى لا شئ بعد ان كلفت ملايين الضحايا ومليارات الدولار، وجعلت العراق مديونا لا تكفي حتى ثروات باطن ارضه على التسديد. جعلوا من ارض المعرفة ومهد الحضارة وكرا للجرائم والمؤامرات والاغتيالات. جرائم وبشاعات وكوارث وسقوط اخلاقي وسفالة وحقارة اجتمع حولها كل السفلة المنحطين من عربان وجربان ووهابين وسلفيين.كانت مجرد رغبة شاذة وميول اجرامية لسفك الدماء والقتل والتدمير واشاعة الخراب. جرائم لا يمكن تبريرها ولا حتى مجرد التروي او التفكير لمعرفة اسبابها فكيف بالدفاع عنها. فالخسائر والكوارث والمجازر لم تقتصر على العراق فقط وان كان العراق هو اكثر من عانى منها، لكنها طالت ايضا بقبحها وبشاعتها بلدانا اخرى، وضعت على كواهل شعوبها احمالا واوزارا لا زالت تنوخ باثقالها. ليس القتل والخراب ووجه الحروب البشع هو ما الحقه صدام بالعراق فقط، بل هو خراب النفوس والضمائر واشاعة ثقافة الاجرام وقطع الرؤوس وتقطيع الاوصال. كانت جرائم صدام ونظامه حريق مستعر التهم كل شئ جميل بنيرانه وافسد كل شئ نافع بسموم دخانه.

لا ضير في الدفاع عن المتهمين والمجرمين حسب المبادئ والصيغ القانونية والاعراف الانسانية. فالدفاع حقا يكفله القانون، لكنه يبقى داخل حدوده، لا ينفلت خارج قيوده، ولا يحاول خرقه او الالتفاف عليه وتحويله من اداة لتطبيق العادلة الى اداة لتغليب الباطل. وان كان واجب محامي الدفاع دفع التهمة غير المسنودة بقرائن لا ظرفية ولا مادية عن موكله، فان من واجبه ايضا العمل على تحقيق العدالة والمساهمة في تثبيت حكم القانون والتقيد به. عكس ذلك ينقلب المحامي من رجل حقوق وقانون الى رجل عصابات، يروج للرذيلة ويبرر الاجرام، ويمكن المجرم الافلات من ما اقترفته اياديه من رزايا لم تخوز ضميره الاجرب ولا تعذب روحه السوداء.

على المحامي ان ان يقسم قبل ان يسمح له بمزاولة المهمنة على ان يكون باحثا عن الحقيقة، مدافعا عن الحق، عاملا وفق القانون محافظا عليه، على ان تكون الحقائق والوقائع ولاثباتات هي السيف الفصل في الدفاع وفي الحكم.

فاذا كانت التهمة والجناية هي جرائم بحق الانسانية، اعترف المتهم بارتكابها ، لكنه يبررها بأدعات تتناقض مع كل الاعراف الاجتماعية والدينية ومع القوانين الارضية والسماوية، فهل من واجب المحامي ان يكون بوقا رخيصا لموكله، متعاطفا مع جرائمه، ام على اقل تقدير، لا يكون متحمسا ولا متعاطفا مع هذه الجرائم التي تقشعر لها الابدان.؟

وان حنث المحامي بقسمه وساعد مجرما على الافلات من طائلة العقاب وبرر له جرائمه، واستمر على تكريمه وتبجيله، عندها، الا يكون هذا المحامي ساقطا، سافلا ، شاذا، يستحق البصاق على جبهته.؟

الا يعتبر هذا النوع من المحاميين، مدلسين ومزورين للحقائق ومضللين للعدالة؟ الا يعاقب القانون المحامي ان هو اخفى ما يعرفه وقدم ما يخالف الحقائق كادلة واثباتات مزورة لتبرئة موكله.؟

صحيح ان امتهان القانون هو حرفة ومهنة، لكن هذه المهنة لا تخضع للاجتهاد ولا للتفسير ولا للتغيير بل هي التزام نصي حرفي بالقانون و بتطبيقه.

هل يحق لمحامي، اي محامي، ان يخاطب متهما بسيادة رئيس الجمهورية وهو متهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية قد اعترف بها وافتخر باقترافاها، هل يحق له مزاولة المهنة.؟ وهل يستحق صرف اموال طائلة لحمايته.؟

اليس حماية من يدافع عن السقوط هو سقوط ايضا.؟

المحامي الذي يجد الجرأة على تحدي ملايين البشر، الذي ينشر الملح على جروح الضحايا، الذي يدافع عن الخسة والسقوط والنذالة، المحامي اذي يتحدى شعبا بكامله لا يستحق الا الاحتقار وليس الحماية وتوفير كافة الشروط لراحته.

ولان هؤلاء المحامين، عرب وعراقيين، لهم ما يربطهم مع شلل الاجرام والسفالة الزرقاوية والسلفية وشذوذ البعثية، فلا يخامرهم ادنى خوف وتوجس، بل تحل عليهم السكينة والاطمئنان، وهم يسلكون طريقا خطرا يمر عبر اوكار الجريمة والغدر، من دون حماية ولا وقاية ولا حذر. فهؤلاء المحامون مشتركون وعلى علم كامل بالاجرام وعصاباته.

واذا كان ما يجمع خليل الدليمي وبقية القطيع من المحاميين العراقيين اواصر العلاقات البعثية الساقطة، وتبعية الغلمان لمالكهم، فما الذي يجمع بين حثالات العربان من محاميين وحقوقيين وبين صدام ونظامه وقد سقط بالاحذية الدولية والانعل العراقية.؟

الم يشاهدوا كيف احتفل الشعب العراقي بسقوط تمثال الهزالة الاخلاقية الصدامية، وكيف هرب شجاعهم لا يلوي على شئ وحشر نفسه في اعماق الارض كحشرة تخاف ان تسحق بالاقدام.؟

اليس موقفهم هذا هو موقف المعاداة للشعب باكمله لا يبرره قانون ولا اخلاق ولا سجايا ولا ضمير مهما كان سواده.؟

اليس لنا الحق ان نحتقر دول سكتت عن مشاركة محاميها بالدفاع عن القاتل، ونقابة انتسوا اليها ولم تفصلهم، وفضائيات ساقطة تتلقط اخبارهم..؟

لقد صدق المثل ان لكل ساقط لاقط...وعلى ما يبدوا ان الساقطين ولا قطيهم في عالم العربان لا يعدون ولا يحصون، وليس على الشعب العراقي الا احتقارهم والهزؤ بالسياسين العراقيين الذين يخرجون على فضائياتهم من اجل شهرة تجعلهم مسخرة ومضحكة وطلة باردة فاشلة.

هذا الحماس المنقطع النظير للدفاع عن الزمرة الصدامية الساقطة، وكل هذا الصياح وقلة الادب التي ابدوها المحامون العرب والعراقيين البعثيين، هذا العدد الكبير من رجال النفاق وانعدام الاخلاق وسقط المتاع، امثال المصري والاردني والفلسطيني والدليمي والعجوز المتصابية الممحونة بشرى خليل بلهجتها الشارعية المبتذلة، ان كل هذا يطرح سؤال اذا كان ينبغي السماح لهؤلاء الاوغاد الاستمرار في الاساءة للشعب العراقي بعربه واكراده، بسياسية واحزابه، بطوائفه ومذاهبه، باديانه ومعتقداته، دون ايقافهم عند حدهم واتباع اسلوب يكشف نواياهم وصفاقتهم واهدافهم الخبيثة.. من يتبنى الدفاع عن السقوط فهو ساقط ومن يدافع عن السفالة فهو سافل ومن يدافع عن الانحطاط فهو منحط وقد اجتمعت كل هذه الصفات في الذين يقبعون في اقفاصهم يجللهم العار والخزي وبالذين يدافعون عنهم.