| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

                                                                                    الخميس 24/2/ 2011



تحذيرات حكومية يائسة وبائسة

مالوم ابو رغيف

وكأنهم كانوا في غفوة، حتى إذا ما رأوا أفعال الشعوب بطغاتها وفسادها، وعرفوا حجم استهتارهم واستخفافهم باسم الديمقراطية والشرعية بالشعب، استشعروا بأنهم في خطر.

العراقيون ليسوا باستثناء، سوف لن ينفضوا حتى يجلوا الغبار عن وجوه الفاسدين ليعرفوا بالاسم والموقع وحجم السرقات والاختلاسات، سوف لن يرفعوا أعمدة المأتم حتى يدفن الفساد ويحاسب الفاسدون وينشر غسيلهم القذر.

استيقظ قادة أحزاب السلطة من نوم العسل ليواجهوا الشعب الغاضب فانبروا يلوكون الكلام ويكيلون الوعود ويستجدون من الشعب الصبر، فأزمة الكهرباء ستحل بظرف سنة ونصف وبطون الجياع ستملأ باللوز والموز والفستق والبندق بأذن الله، والشوارع ستعبد وستكون انعم من الزبد والشعب سيعيش بثبات ونبات ويخالف صبيان وبنات، وكل ذلك مرهون بالطبع بزيادة إنتاج النفط وارتفاع أسعاره، فان لم يزد الإنتاج وانخفضت أسعار النفط سيبقى الوضع كما هو عليه وعلى العراقيين ندبة حظهم العاثر.

عندما تكون مطالب الشعب هي نفسها، تتكرر وليس من مستمع، أكثر من سبع سنوات هي هي لم تتغير، فان كلام المالكي وغيره عن الانجازات ما هو إلا كذب ونفاق.

يتساءل المواطنون ماذا كان يفعل المالكي ورهطه طيلة هذه السنوات الطويلة التي مرت على الشعب العراقي مثقلة بالهموم والألأم والخوف، ولماذا لم ينجز ما هو مطلوب منه؟

لقد كان مثالا لموظف كسول يتهرب مما هو مناط به، يتذرع بالحجج والأعذار عن أدائه السيئ. ولا زال كما هو، لا يعترف بأسباب الواقع المزري، بل يبحث عن خدع وحيل أخرى لتبريرات لم تعد مقنعة، متناسيا إن الشعب لم تنطل عليه يوما حيلة حاكم.

على المالكي أن يعيد قراءة التاريخ كي يعيد حساباته ويزن كلماته عندما يكون في حضرة الشعب العظيم.

ليس من جديد في تعامل أحزاب السلطة مع الأزمة، نفس معسول الكلام ونفس الوعود، التي خبر الشعب العراقي زيفها منذ اليوم الأول الذي احتل فيه هذا النفر الكئيب كراسي السلطة واستحوذ على ثروات العراق فتصرف بها تصرف الوارث الأحمق بالورث وتعامل مع الشعب معاملة السيد لعبده.

المظاهرات ضد الفساد ومن اجل تحسين الوضع ألمعاشي والمطالبة بالخدمات الضرورية للحياة الإنسانية ليست بالجديدة ، لقد تظاهر الناس في كل محافظات العراق، في البصرة والناصرية والديوانية وبابل والكوت والسماوة وغيرها، مطالبين بحقوقهم وتوفير الخدمات لهم، وفي كل مرة يُجابه المتظاهرون بالرصاص وبالهراوات وبالعصي والاتهامات. ورغم تكرر المظاهرات واتساع نطاقها لم يتغير شيء، بل استشرى الفساد وزاد جشع اللصوص وكثرت امتيازات أصحاب العملية السياسية وعلت رواتبهم واستكلبت حماياتهم وحق لهم الدوس على القوانين بأحذيتهم.

لكن هذه المرة، وبعد إن شعر قادة أحزاب السلطة إن الجميع غاضب عليهم وان فسادهم كبير لا تبرره الحجج ولا تغطيه الأعذار، أكان حجة الدين أو حجة الإرهاب أو حجة البعث، وبعد إن رأوا إن الشعوب الثائرة ليس عندها ما تخسره إلا أغلالها وإنها تملك مفاتيح التغير والقضاء على الفساد ارتعبوا هلعا وفزعا وهرع بعض كبارهم إلى المطارات مثقلة قلوبهم بالخوف وحقائبهم بالأموال لتهريبها خارج العراق، بينما راح البعض الآخر يناشد المرجعيات الدينية والعشائرية والنقابات والمنظمات وغيرها لإصدار الفتاوى والأوامر لحث الناس على القعود عن التظاهر والانتظار إلى إن يأتي الربيع الذي سوف لن يراه احد طالما بقى هذا النفر الفاسد ممسكا بالسلطة.

وأطلقت الحكومة وحبربشها من كتاب وصحفيين وإعلاميين حملة من التحذيرات البائسة تدعي الخوف على حياة الناس وتحثهم على عدم إعطاء البعث والإسلاميين المتطرفين فرصة للاندساس وحرف المظاهرة عن أهدافها واستغلالها لإسقاط النظام الديمقراطي!!

نحن نعرف بان لا الحكومة ولا أحزاب الحكومة مكترثون بسلامة الناس، لو كانوا كذلك لما عقدوا الصفقات السياسية مع من اتهموهم بالأمس بالإرهاب وتمويله والتنسيق معه.

لو كانوا مهتمين بسلامة الناس لما ضربوا بكل المحاذير عرض الحائط وشجعوا الملايين على الذهاب سيرا على الأقدام في أربعينية الإمام الحسين وفي المناسبات الدينية الأخرى ليقتل العشرات والمئات من الزوار على يد الإرهاب الذي يقتنصهم كما تقتنص الثعالب الدجاج.

لو كانوا مهتمين بسلامة الناس لفضحوا الفاسدين الذين يستوردون الأدوية الفاسدة والأغذية الفاسدة والأسلحة الفاسدة وأجهزة كشف المتفجرات الفاسدة.

لو كانوا مهتمين بسلامة الناس فعلا لما تركوهم فريسة للجوع والمرض والجراثيم والبيئة الملوثة والألغام المزروعة بكل أنحاء العراق.

ابو قاسم ألشابي الذي قال :

إذا الشعب يوما أراد الحياة    فلا بد أن يستجيب القدر

قد قال أيضا :

ومن يتهيب صعود الجبال      يعيش ابد الدهر بين الحفر

العراقيون ليس من طباعهم العيش لا بالحفر ولا بالظلام ولا بتحكم الرعاع والجهلة القادمون من تخوم العصور الغابرة بهم.



 

free web counter