| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الجمعة 24/12/ 2010



وزراء وألقاب

مالوم ابو رغيف

بالطبع لا يوجد في قاموس التخاطب الوظيفي العراقي لقب دولت الرئيس، فهو لقب غريب على الإذن العراقية، لا يناسب الديمقراطية ولا النظام البرلماني. هذا اللقب عثماني الأصل والمعنى, يشير إلى إن الدولة تابعة للرئيس او للوالي، وهذا غير صحيح في الحالة العراقية، ليس لأننا في العصر الذهبي للديمقراطية فلا زلنا لم نبلغ مرحلة الحبو ، لكن لأن عندنا حكومة وليس دولة، دولتنا في طور التشكيل في عملية مستمرة من البناء والتهدم والتفليش والتفليس عناها الشاعر بقوله :

متى يبلغ البنيان يوما تمامه..... إذا كنت تبني وغيرك يهدم

من الأصح مخاطبة المالكي بصاحب الحكومة مثلما يقال صاحب الشرطة أو صاحب الدرك أو صاحب السقاية أو صاحب خان جغان الخ.
الدولة تعني الدستور والقوانين ومنظمات المجتمع المدني والنظم والأعراف السياسية التي لا يستطيع رئيس الوزراء ولا رئيس الجمهورية تغييرها ولا التلاعب فيها ناهيك عن طلفاح الاول وطلفاح الثاني.

الدستور والقوانين والنظم ، خارجة عن تأثير الإرادات الشخصية وعن ميول المسؤولين الدينية أو السياسية، تقتصر مسؤوليتهم على الإدارة والتنفيذ بكفاءة، بينما دولتنا تتغير قوانينها وأنظمتها حسب الرغبات والنزوات والفتاوى الدينية فالبصرة شلتاغية وبغداد زيديه طلفاحية وهلم جرا.

ومهما كبرت المبالغة في ألقاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلا إن شعوب العالم الثالث الغافية فوق بساط الأحلام، قد اعتادت واستمرأت هذه الألقاب فلو خوطب رئيس الوزراء بـ دولت رئيس الوزراء ابو إسراء الحاج نوري المالكي، فإنها لا تعتقد إن ذلك من باب التملق إنما من باب التحذلق!!

كما إن شعوب العالم الثالث حفظها الله من لسعات البعوض ومن طنين الذباب ومن عواصف التراب تعتقد إن تقدمها ورخاءها وسعادتها مرتبطة بالألقاب، فعربان الخليج مترفين لان وزرائهم يلقبون بـ (طويل العمر) وبـ (يا محفوظ) بـ (لأمير المفدى) وبالشيخ فلان، فلو عندنا مثل ألقابهم لما كانت هذه حالنا ، يرثي لحالنا فقراء شوارع الهند وبنغلادش.

لذلك ومن اجل تجميل الصورة انبرى بعض الفطاحل الكتاب الى تلقيب نوري السعيد بنوري باشا السعيد لتحسين سمعته وتعظيم صورته في اذهان الناس التي لم ولن تراه إلا جلادا حتى لو كان لقبه الرحمن الرحيم.

مخاطبة أصحاب الوزارات الفاعلة، خدمية أو سيادية بـ أصحاب المعالي الوزراء لا يثير لغطا وان كانت مستويات الفهم والعلم والإبداع عندهم في أسفل السافلين، اللقب هنا للوزارة، للمنصب وليس لفلان ولا علان.

لكن اذا كان الوزير بدون وزارة، بدون مهمة، بدون حقيبة
لا فضائية تستضيفه في مقابلة
لا تُسلّط عليه الأضواء
ولا تذكره الإنباء
مثل وزراء الدولة
هل هم أصحاب معالي أيضا.؟
وهل لهم حمايات ونثريات.؟
وأي خطر يتهدد وزير على الهامش من وزارة المامش.؟
حتى المواطن البسيط لن يوافق إن يكون وزير الدولة واسطة له.
مهمة وزير الدولة الوحيدة هي استلام الراتب وبس..
يعني وزير طفيلي.


 

 

 

free web counter