| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

                                                                                    الجمعة 24/6/ 2011



وزارة خري مري

مالوم ابو رغيف

كان على السيد المالكي إن يزيد وزاراته واحدة فيصل بعدد وزراءه إلى 44 وزير، الأمر بالطبع ليس له علاقة بدودة أم الأربعة وأربعين رجل رغم ما لوزارة المالكي، لولا نقص الرجل اللعينة، من تشابه و تطابق في المظهر والجوهر معها، فهي إي الدودة، ورغم ما تملك من غابة سيقان، بطيئة كسولة ليس لها ولا لأرجلها من فائدة ولا نفع، ما إن يراها أو يسمع بها الواحد منا حتى تأخذه نوبة من القرف ومن لعبان النفس.

وزارة المالكي لها ثلاثة وأربعون وزيرا لا نعرفهم ولا نسمع عنهم ولا نقرأ إخبارهم، حتى عندما جمعهم أبو ثلاث وأربعين وزارة المالكي بدوا وكأنهم في ندوة صحفية لقناة الفيحاء الفضائية وليس وزراء وقادة لبلد تعبث في شؤونه الداخلية والخارجية أيادي الفساد والإرهاب ألاثمة.

الوزارة التي كان ينبغي على نوري المالكي تأسيسها وتأثيثها هي وزارة ليست زائدة عن الحاجة كوزارة الدولة لشؤون مجلس النواب، وزيرها ليس له شغل ولا مشغلة إلا الجلوس وسط النواب، يستمع تارة أو يغفو تارات ثم يقضي وقته متسكعا بين كافتريا البرلمان وسجادة الصلاة، فان حدثت مشادة واخذ احدهم بخوانيق الأخر أو سدد له لكمة أو ركلة في المنطقة المحرمة على اللمس، في مكان يهب الصيانة والحصانة لأعضائه، تقر فيه القوانين والمواثيق، يقوم الوزير لا بالتدخل لحل الاشتباك والنزاع، إنما لاجترار القيل والقال على مسامع رئيس الوزراء. هذا كل عمله وأسرار مهنته، مهنة يتقاضى عليها ملايين الدنانير مع إن إي حلاق يجيد استخدام الموسى والثرثرة يستطيع القيام بها على أتم وأكمل وجه ومن دون إن يتغيب ولو دقيقة واحدة عن الدوام وباجر يبلغ نصف ربع ما يتقاضاه الوزير.

الوزارة المقترحة التي تكتمل بها أرجل الحكومة فتزيل عنها شبهة تشابه الرتابة في المشي وفي انعدام الفائدة لدودة أم الأربعة والأربعين، وتجعلها، إي الحكومة تبدو وكأنها تركض في مارثون اولمبي أو تدور في مدار (الجدي) كصحن حشيش طائر، وزارة يكون اختصاصها في خري مري الحكومة، إي حركتها، ذهابها وإيابها بجميع رئاساتها وزرائها ونوابها وقادتها، وزارة لا اسم يناسبها إلا اسم خري مري المعروف في التراث الشعبي العراقي بوصف من يكثر سفراته وزياراته.

فرؤسائنا ووزرائنا ونوابنا الأكارم لا يلفون ولا يهجعون ولا يركدون في بيوتهم ولا في أماكن عملهم، لا يستقرون في مناطقهم الخضراء أو الحمراء، هم كالصبيان الصيع الذين لا يخشون محاسبة ولا معاقبة الوالد، هم في خري مري دائم وان سألتهم قالوا من اجل الله والوطن والشعب.

ما إن يأتوا من سفر حتى يحزمون حقائبهم ليغادروا في سفر أخر. وما أن يؤدوا مناسك حج حتى يحنوا ويونوا كالنعاج المبعدة عن أمهاتها قسرا في أيام الفطام حزنا على مفارقة بيت الرحمن، يمسك بتلابيبهم الحنين فيشمرهم للمرة العاشرة في مضايف الباري لصاحبها الحاج تقي المولى فيتركون كل شيء ويغوصون في مناسك العمرة سائحين تائهين بين الصفا والمرة.

وما هي بعد ذلك إلا أيام فتحل ذكرى وفاة أو ولادة أو مقتل إمام أو ولي فيذهبون زرافات ووحدانا ليؤدوا ما عليهم من شعائر وتعبدات وتعهدات آلوا واقسموا على ان لا يفرطوا بواحدة منها أبدا.
ما إن يعودوا من انشغالاتهم الإيمانية وطقوسهم التعبدية، وما إن تلامس عجيزاتهم مقاعدهم حتى يقفون وكأنهم قد لدغوا في أدبارهم ليطيروا مسارعين لمؤتمر في عمان أو لبنان أو مصر أو جزر القمر أو جزر الواق واق وليستفيدوا خبرة ويدرسوا المشاريع الخليجية في الدول الأجنبية مثلما فعل وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر الذي زار ملعب الإمارات الدولي في العاصمة البريطانية لندن، وذلك في إطار برنامج للاطلاع على الجوانب الفنية والتكميلية للمنشآت الرياضية البريطانية بهدف الاستفادة من الخبرات المتوفرة في إكمال مدينة البصرة الرياضية.( سفرة نموذجية للخري مري)

وبعد كل هذا الخري مري الجوي المدفوع التكاليف من جيب المواطن المسكين، سيغادر المسئولون أيضا لإجراء الفحوصات الطبية وتلقي العلاج وقضاء فترات النقاهة والاستجمام في مستنجعات لا يؤمها إلا الملوك والأمراء، فتنفق عليهم ملايين الدولارات بينما يصرف سبعة دولارات على 27 مليون مواطن سنويا في الجوانب الصحية وتخصص أربعة بالمائة فقط من موازنة العراق الضخمة للنهوض بالقطاع الصحي بينما تخصص 21 بالمائة من الميزانية لتغطية إنفاق بضعة أنفار من الرئاسات الثلاث .

ثم تحل إجازات المسئولين السنوية ينسون خلالها الله وأنبياءه وأوصياءه ولن تخطر في بالهم لا مناسك حج ولا مناسك عمرة ولا شعائر دينية، فهم لا يذكرون الله ولا يؤدون فروض طقوسه ولا شعائر عبادته إلا وقت الدوام الرسمي.

وزير الخري مري سيكون غارقا حد أرنبة انفه في العمل الدؤوب لتسجيل سفريات الحكومة وايفاداتها للدول البعيدة والدول القريبة ودول الجوار ودول لم يسمع بها احد من قبل ليقدمها كانجاز وعمل جبار يقوم به الوزراء والنواب والرئاسات الثلاث من اجل الشعب في المائة يوم القادمة من مئويات المالكي .










 

 

free web counter