| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأحد 24/9/ 2006

 

 

هدايا رمضانية على الطريقة السلفية


مالوم ابو رغيف

رمضان كريم، اعتاد الناس على سماع هذه العبارة وقولها، كثرة التكرار ولدت في انفسهم املا ان يروا كرما الهيا او بشريا. في كل مرة يخيب الامل ويبقى الاسى عاصفا والالم جارفا. لكن في رمضان هذا، وبعد ان اعتلى رجال الدين منابرهم ، واجتمع الوقف السني والوقف الشيعي، وتحدثوا عن حرمة هذا الشهر واحترامه، وليس حرمة دماء الانسان، فناشدوا وتظلموا ونفوا تهمة القتل عن المسلمين، وطالبوا بهدنة لوقف القتل والذبح طول شهر رمضان، لم يكونوا كرماء او غفلاء ليطالبوا بتحريم الدم وادانة التخريب الى الابد وتحت اي مبرر، فهم يعرفون، ربما كانوا من عشاق السيدة ام كلثوم في ايام ما قبل الورع والتقوى وما قبل العمامة والجلباب، بأن"" ما نيل المطالب بالتمني.... لكن تؤخذ الدنيا غلابا "" ومع هذا تأمل الناس خيرا.

رمضان كريم، اعتقد الناس انه سيكون في هذا المرة، اقنعوا انفسهم بان القاتل والمقتول كلاهما مسلمان، والقتلة سيكونون بالتاكيد مشغولين بعبادة الرحمن، وسيكونون عطاشى جوعى متعبين، وسيعوقهم ذلك عن حز الرؤوس والغام السيارات وزرع العبوات، سيشغلون انفسهم بصلاة التراويح او صلاة النوافل، يقيمون الليل بالتبعد وذكر الله وليس بتدبير خطط القتل والاجرام كعادتهم.

رمضان كريم ، اعتقد ولي الامر منا، من حكومة الى جيش الى وزراء الى برلمانيون، تبادلوا رسائل التهنئة فيها شفويا او تحريريا واعدوا واستعدوا وعشموا انفسهم بولائم وعزائم الافطار الشهية التي سيقيمها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء، بينما الناس مشغولة بحر القيض وقرص الذباب وانعدام الكهرباء والماء والنفط والغاز وغلاء الاسعار. وارسل (دولة) رئيس الوزراء المالكي، رسائل الدولة مهنيا شعوبا وحكومات بهذا الشهر الفضيل، لكنه غفل ان في بلاده يتبادل البعض الجثث والرؤوس والاشلاء.

في اول خطبة رمضانية اعتلى احد اعضاء هيئة علماء المسلمين منبره في مدينة تكريت، وبعد ان اوصى بتقوى الله وطاعته وتبيان فضل هذا الشهر على بقية الشهور، وكيف ان رائحة فم صائم اطيب عند الله من رائحة المسك، ختم خطبته ليس بالمطالبة بأحلال السلام و الوئام والكف عن القتل والذبح والاغتصاب، بل ليطالب بأسم الشهر الكريم الفضيل ، الذي لم نرى فضله ولا كرمه منذ ان اختلطت السياسة بأحكام الدين ، ليطالب بأطلاق سراح الرئيس الاسير الرقيع صدام.

امتلأ جمهور الحاضرين حماسة وعنجهية ، فكيف بدولة يحكمها من يسوق الرقيع صدام الى المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية تسمح وتتغاضى عن مثل هؤلاء الذين يخطبون علنا ومن على المنابر وينادون بأطلاق سراح القاتل السادي!!!

اذن طز بمثل هذه الدولة ، رفعوا صور صدام وشعارت صدام وسجلوا مطالباتهم على لافتات وخرجوا متظاهرين.

ولكي يكمل العرس، وتتعزز المطالب، وينتهك عرض الدولة المنتهك من كل الجهات، سارع المسلمون، الصائمون، الموحدون، الوهابيون، السلفيون الى اوكارهم وحفرهم ومجاريهم وذبحوا 10 قرابين بشرية والقوها في شوارع تكريت كي تكتمل البهجة ويعم الفرح الهمجي الرمضاني.

لكنهم ومع همجيتهم وتوحشهم وكنباليتهم ، حرصوا على ان يتم التوزيع بشكل عادل، فأن القوا الجثث المقطوعة الرؤوس في شوارع تكريت، رموا رؤوسها في شوارع بيجي. قد يتسائل البعض، هل كانت مخاطرة او مجازفة ان يكتشف امرهم وتنفضح مجازرهم ويقبض عليهم بالجرم المشهود وهم يقطعون تلك المسافة بين تكريت وبيجي لا لشئ الا ليلقوا رؤوس ضحايا تخلصوا من جثثها ولم يكتشفهم احد!!

الامر واحد من اثنينن فأما ان يكونوا يعتمرون طاقية الاخفاء، او ان دولة ( دولة) رئيس الوزراء مجرد اسم على ورق. مجرد خيال مأته لا تخافها الغربان.

الا تستاهل مثل هذه الحكومة التي تفصل الرؤوس فيها عن الجثث وتوزع اشلائها في اماكن متفرقة من دون خشية، الا تستاهل العفاط.

ولكي يكون رمضان اكثر كرما، وازيد فضلا وهدى ارسلوا هدياهم الى مدينة الفقر والنكبة، مدينة الثورة . فقتلوا العشرات وشوهوا العشرات وعوقوا العشرات..ورمضان كريم...

ولكي لا ينسوا احدا من هداياهم النجسة، ولا من كرمهم المخزي، هجموا على كنائس بغداد واراقوا دما مسالما لا يشترك بلعبة الاطماع الدينية الاسلامية.

اما كان الاجدر بالبولاني وزير الداخلية، الذي يريد ان يثبت للناس انه التقي الورع المسلم الصابر الامر بالمعروف الناهي عن المنكرـ ان يضبط حركة المجرمين بدلا ان يراقب افواه المفطرين..؟

واين اصبحت خطط المالكي الفتاكة المحبوكة التي لا يخر منها الماء.؟

ها هو الدم يُغرق شوارع وازقة محلات ومدن..فما هو فاعل !!!