| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأثنين 23 /1/ 2006

 

 
 


الكورد الفيلية..معاناة داخل الوطن وخارجه

 

مالوم ابو رغيف

الكورد الفيلية أُُجبروا على الهجرة، صودرت اموالهم ومبانيهم ومنازلهم وتجارتهم ، سُحبت وثائقهم ، وزُج بألوف من شبابهم في زنازين الاعدام ، تركوا كل شئ ورائهم لكنهم حملوا شيئا واحداً معهم ، لم يستطع احد على سلبه منهم ، ولا اجبارهم على التخلي عنه ، شيئا لا يملكه من ارتكب جريمة ابعادهم وقتلهم والاساءة اليهم ، حملوا معهم العراق، حملوه حبا في القلب واملا في الخيال ونضال في اليد والقلم والفعل.

ورغم كل المعاناة ، بكل صنوفها ، تهجيرا وتقتيلا وتنكرا واهمالا، لم يبغضوا احد ولم يسئوا الى احد ولم يقعدوا عن فعل فيه وفاء للوطن وللناس الطيبين ، استشهدوا فوق جبال كردستان وفي زنازين التعذيب وفي المنافي الباردة البعيدة وبقوا يورثون حب العراق الى اطفالهم وابنائهم وبناتهم من بعدهم فيا لهم من شعب رائع طيب وفي.

كنا نظن ان الوفاء سيقابل بالوفاء ، والتضحيات ترد شكرا واعترافا بالجهد وتقديرا لجسامة العطاء ، كنا نعتقد ان الكورد الفيلية هم اول من يُنصفون واول من يُثابون وأول من يُكافئون ، فقد وقع عليهم من الظلم والاضطهاد ما لم يقع على غيرهم وان كان الظلم شاملا عاما ، يكفي ظلما ان تُسلب الوثائق ، بما فيها شهادة التخرج من الجامعات العراقية ودفاتر الخدمةالعسكرية والهويات المدنية ويُترك الانسان من دون هوية ولا ورقة ثبوتية ، هائما في وطنه ، غريبا بين اهله ، مهددا في منطقته ، لا يعرف ماذا يخبأ له غد او بعد ساعة او اول ما تتعدى قدمه عتبة البيت.

يكفي لهم فخرا ونبلا وعراقة واصلا ان تكون مقاومتهم البطولية ضد الهمجية البعثية في 63 مذكورة في كل كتب التاريخ ، ومرسومة في وجدان العراقيين الشرفاء ، كانوا مثل بقية العراقيين عيشة وعملا واعتقادا ، شيوعيون ويساريون وناس بسطاء التحق اليهم من ينوي مقاومة الباطل ونصرة الحق عربا سنة وشيعة فكان حي الاكراد وهج المقاومة وشمعتها ، فحملوا عصيهم وسلاحهم وقادهم تصميمهم الى المواجهه ضد الطغاة ، ضد سفلة البعث ومجرميه ، فبقى حقد البعث ضد الكورد الفيلية مدفونا في ضمائرهم السوداء ، حتى ان تمكنوا ردوا لهم ما كرهوه منهم انتقاما اسودا وغل مسموم ودناءة في النفس وخسة في المعاملة.

واذا كان البعث قد جسد حقده فعلا منكرا ضد الكورد الفيلية ، فلماذا لا تجسد الحكومة العراقية رد فعلها وفاء وحقا وشكرا يتناسب مع التضحيات الجسام التي قدمتها هذه الشريحة الرائعة من العراقيين وترد لهم بعض مما قدموه بل من الذي سُلب منهم ظلما وعدوانا.؟ لماذا تصمت الحكومة والاحزاب والشخصيات العراقية الوطنية عن هذه المعانات الانسانية التي لا يمكن تصورها في ظل حكومة تدعى تمثيلها للطبقات المحرومة وللمكونات المضطهدة وتعمل من اجل انصاف الضحايا وردد حقوقهم اليهم.؟

لماذا تجبرهم على كتابة بيانات الاستغاثة وطلب النجدة ومناشدة الوجدان والضمائر.؟

لماذا.؟

مشكلة الكورد الفيلية لا تكمن فقط بمن يقطن بمعسكر ازنا والتي تكرمت الاخت بيان الاعرجي بمناشدتها بتسليط الضوء على المنسيين فيه ، بل انها مشكلة استعصائها على الحل يكمن بأهمال المسؤولين لها وتركهم حقوق الكورد وتظلماتهم ومعاناتهم وجراحاتهم المستمرة منذ عقود من السنيين للمناسبات ، تتأتي مجرد كلمات بخطاب هذا السياسي او ذاك.

بدرة وزرباطية وورامازيار تلك المناطق الكردية الجميلة ببساتينها ونخيلها وبيادرها الذهبية واهلها البسطاء الطيبون ،ذُبحت نخيلها ، وانتشرت الالغام في جلد ارضها كالبثور المتقيحة ، وأُتلفت بيادرها الذهبيية وهجرتها الطيور والناس والاغاني والحكايات . وهاهم اهلها الكورد كالغرباء في مدينة الشعب او الثورة او المنافي البعيدة ، لا نسمع عنها حتى في نشرات الاخبار او برامج الحكومة او مواعيد عرقوب الحكومية اوالكلام المعسول من رجال واحزاب قالت يوما انها ستعيد الامور الى نصابها.

الا يحق لنا نتسائل عن هذا الاهمال ، هل لانها منطقة كوردية فيلية ام ماذا.؟

اليس ما يدعوا الى العجب والاستغراب ان تكون الاحزاب الاسلامية الشيعية هي من يملك نصيب الاسد في الحكومة العراقية منذ الاطاحة بنظام الهمج البعثي ، وان هذه الاحزاب على علاقة جيدة بالحانب بايران ، وان شخصياتها وممثليها الحزبيون في سفرات دائمة الى هناك ، الى حيث يجلس عراقيون منسيون محتاجون الى ابسط الاشياء ، ولا يزوروهم ولا يخففوا من معاناتهم ولا يعملون من اجل تهوين فترة الانتظار عليهم اذا كان هناك من برنامج لاعادتهم.؟

هل تنقص الحكومة الموارد ام الامكانيات ام التأثير على الطرف الايراني بتحسين شروط العيش في هذا المعسكر.؟

الم يكن اجدى بالسيد الجعفري والسيد الحكيم وبقية المتنفذين زيارة هذه العوائل التي تتلظى من نار الظلم والجور ليحي فيها املا مشرفا على الموت بعد ان لامس اليأس الروح .؟

اليس حقا للعراقيين الموجودين في هذه المناطق ان تكون الحكومة العراقية هي المسؤول الاول عنهم وعن مستقبل اطفالهم وعن حياتهم.؟

تكفل حل مشكلة الكورد الفيليين ليست مهمة انسانية ودينية ووطنية فقط بل هو واجب قانوني وحقوقي قبل اي شئ، هو حق ان لم ينفذ سيكون للباطل مكان في العراق الجديد.

واي وزارة حقوق الانسان التي منذ تأسيسها لا نقرأ عنها سوى زياراتها المتكررة لزنازين المجرميين وكتابة التقارير عن احوالهم وصحتهم ورغباتهم وطلباتهم والتطمينات عن حسن معاملتهم وراحتهم ، اين هذه الوزارة التي أُسست لكي لا يُظلم العراقيون ولا يغبن حقهم ، اين هي عن هذه المعاناة الانسانية ، ام ترى ان وزراة حقوق الانسان هي وزارة حقوق البعثيين والارهابيين.؟

وماذا عن وزارة الهجرة والمهجريين لماذا تسكت ولا تحرك لا يدا ولا رجلا ، هل تنقص الوزيرة الجرأة على المطالبة ام تراها منشغلة هي الاخرى بالهجرة والمهاجرين اكثر من المهجرين والمبعدين رغم انوفهم.؟

لماذا لا تنتقد الحكومة ولا الدوائر المسؤولة ولا موقف الحكومة الايرانية ولا السعودية على سوء معاملة اللاجئين.؟ فان بقت الوزيرة المحترمة ساكتة ، صامته ، ليس لها ما صار ولا ما يصير فما جدوى الوزارة اذن.؟

نحن لا نناشد بل نطالب ، ونضع الحكومة امام مسؤلياتها ، فلقد ولى عصر البكائيات وحان وقت العمل والتنفيذ ، ففي معسكر ازنا عوائل بكاملها اجبرتوها على الصراخ ، هل تسمعون صراخها ام ان هناك وقرا في اذانكم؟!!

هل تتحرك ضمائركم ام ترى الترف والطموح ان لم نقل الطمع قد اماتها.؟