موقع الناس     http://al-nnas.com/

البيشمركة اجل الف مرة من ان تكون مليشيا

 

مالوم ابو رغيف

الأحد 23 /4/ 2006

كلام حق يراد به باطل، اما كلام الحق فهو ضرورة حل المليشيات والتخلص منها، فسيادة الوطن معناها الامتثال للقانون والعمل بموجبه ، ومن ينفذ القانون هي السلطة التنفيذية بكل اجهزتها الامنية والدفاعية وليس المليشيات. اما كلام الباطل فهو المحاولة الرخيصة باضفاء صفة المليشيات على البيشمركة الكوردية.

خاض الشعب الكردي نضالا ضاريا ضد جميع سلطات القمع العراقية، نضالا انسانيا ومقاومة بطولية، هي التي اجازها القانون والشرائع السماوية ومنطق الشعوب التحرري، مقاومة ضد الظلم ومن اجل حق الانسان بالمساواة، ضد تهميش الانسان لكونه يبحث عن انسانيته ، هذه هي المقاومة المشروعة وليست المقاومة الارهابية البعثية والوهابية السلفية التي تقتل الانسان وتقطع الرؤوس وتفجر السيارات المفخخة وتغتصب النساء. مقاومة الكورد كانت شريفة بكل مقاييس النضال ومقايسس العدالة الانسانية ومقايس الحقوق، وما كانت البيشمركة الا تعبيرا صادقا عن تطلع الكورد لمجتمع يتصف بما تحلت به البيشمركة من شرف الغاية ونزاهة الوسيلة. البيشمركة الكردية سقت بدمائها وعرق سواعد ابناءها جميع حقول الامل الذي لا زال يورد زهورا في قلوب الشعوب الكردية كلما تحقق انجازا على طريق تكوين دولتهم المستقلة. لقد كفاهم ان يكونوا الشعب الوحيد المظلوم اينما وجد، الشعب الذي يُقتل ويُشرد ويُذبح ويُهجر وتسلب ارضه وتنهب ثرواته لا لشئ سوى لانه شعب يحلم بتحقيق الحق و يهب للكفاح ضد الباطل.

وفي كل سنوات نضال البيشمركة الكوردية، ولحظاتها الحرجة لم يسيؤوا الى معايير النضال ولا الى شرف الكفاح ، لقد كانوا قوة طليعية في نضال مثابر جابه اعتى اجهزة القمع والقتل والغدر والتعذيب الهمجية، لم ينجروا الى الاساليب البربرية التي جوبهوا بها، ولم ينساقوا الى نوازع الانتقام من الابرياء، ولم ياخذوا الجميع بجريرة الفرد. ولم يعتبروا الانتماء الى قومية الطاغي معيار وواعزا للحقد والبغض. لقد فرقوا بين الخير والشر، بين الظالم وبين المظلوم بين الجاني والمجنى عليه بين النضال وبين الانتقام، وهذا كان سر ديمومتهم وسر نجاحهم وسر انتصارهم.

البيشمركة الكوردية لا تنتمي الى حزب انما الى شعب، ولا ترتبط بدولة فكل الدول المحيطة تقتل الشعب الكوردي بشتى الوسائل، ولاتعمل خارج محيطها واراضيها، فهي التي تُهاجم في ارضها وتُحرق قراها ومزارعها، وتُسمم مياهها واشجارها وتُردم ينابيعها. البيشمركة لا ترفع سوطا دينيا لجلد الناس لمخالفتهم شريعة او قانون ديني، ولا تهرب ثروات بلدها الى الخارج، ولا تنشر الرعب والفزع في نفوس السكان. كانت ضمانة وحماية ودفاع يشعر الناس في كردستان بالامان والاطمئنان بوجودها وقربها منهم.

واذا كان لكل عمل اخطاء، فان بعض الاخطاء التي حصلت لا تخص التوجه العام التحرري النضالي لحركة التحرر الكوردية، بل تخص توجها فرديا، محصورا في فهم هذا الفرد او ذاك. والحكم على الهدف والوسيلة، فلم يكن هدف البيشمركة غير مشروع ولا الوسيلة غير جديرة بالاحترام بل محل افتخار وتبجيل وتكريم.

نعم انها محاولات رخيصة ان توصف حركة التحرر الكوردية وذراعها المسلح على انها مليشيات. محاولة للانتقاص من هذا السفر العظيم الذي يحوي الاف من قصص البطولة والفداء والشهداء والتضحيات والمعانات والالام. انها محاولات خائبة لتشويه التاريخ واساءة بالغة ليس للشعب الكوردي وحده بل لجميع الشعب العراقي، فقد اختلطت دماء طاهرة عربية وكوردية ومسيحية وازيدية ومندائية في ملاحم المعارك الشرسة ضد ماكنة الشر الهمجية للدفاع عن الانسانية.

لنسأل اولئك النفر الذين يتحدثون عن المليشيات بشكل عام ويحاولون حشر البيشمركة الكوردية في تصنيفاتهم الحاقدة على الشعب الكوردي وعلى نجاحه في تحقيق بعض مما يصبوا ويتطلع اليه..

هل طالب الشعب الكوردستاني بحل قوات البيشمركة.؟

هل شكى الشعب الكوردستاني من قوات البيشمركة كم يشكوا الشعب العراقي من مليشيات تدعي التدين .؟

هل قامت البيشمركة باعمال غدر وتسليب وتهجير وتفخيخ وذبح كما تفعل المليشيات الاثمة.؟

هل فجرت قوات البشمركة دورا للعبادة اوهدمت مواقعا تاريخية ونصبت كمائنا للجيش والشرطة وفتكت بهم .؟

هل تجوب قوات البيشمركة في الشوارع والمدن وتنشر الفزع والرعب وتجبر الناس للقيام باعمال غصبا على انفهم.؟

هل حدث اصطدام بين قوات حفظ النظام في كردستان وبين البيشمركة مثلما يحدث بين المليشيات في كل انحاء العراق وبين قوات الشرطة وقوات الجيش والقوات المتعددة الجنسية.؟

لم يحدث اي شئ من هذا ، اذن لماذا الاصطياد في المياه العكرة، ولماذا هذا التجني الظالم على الشعب الكوردي وعلى تاريخة النضالي والذي تشكل قوات البيشمركة اروع صفحاته.؟