| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأربعاء 22/7/ 2009



قتل العراقيين اقصر الطرق للتفاوض مع الامريكين.

مالوم ابو رغيف

على ما يبدو ان بعض من الهدوء الذي شهده العراق خلال ترأس السيد نوري المالكي لرئاسة مجلس الوزراء كان هدوء مدفوع الثمن. لقد اشترى الامريكان من مجاميع الاجرام والارهاب او ما يعرف بالمقاومة، اشتروا صمت اسلحتهم وغمد سكاكين زمر المقاومة. لقد كان على الامريكان الانسحاب من مراكز المدن حسب الاتفاق مع الحكومة العراقية، ولا يمكن الانسحاب وبغداد تخيم عليها غيوم دخان تفجيرات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ويسيل الدم العراقي على شوارعها ويرعب عصافيرها المتبقية دوي الرصاص.

الامريكان يعرفون قبل غيرهم من العراقيين البسطاء، ان بنادق المقاومة هي بنادق غادرة مؤجرة لمن يدفع اكثر، وان اهدافها يمكن ان تكون اي شئ الا ان تكون اهدافا وطنية، وان قادة زمرها المتعددة ليسوا سوى ازلام البعث الاجرامي من امن واستخبارات ومخابرات، لم يجدوا وسيلة اخرى لكي تكون لهم كلمة وصوتا، ولم يجدوا طريقا افضل لتحقيق اهدافهم الرذيلة الا الايغال بسفك دماء العراقيين والتدمير والاجهاز على العراق بالكامل والتأمر عليه مع دول الجوار الحاقدة لكي يصبح بيابي خراب تزدحم صحاريه بشواهد القبور وتعصف بكثبانه النواعي والعويل، يلفه اليأس والقنوط، تجف انهاره، تموت اشجاره وتهجره الطيور.

الهدف الثاني من عملية شراء سكوت المقاومة ووقف بعض من عمليات فتكها بالعراقيين الابرياء، هو ان الامريكان رأوا بشخص المالكي نفس صورة الجنرال الذي تتدلى النياشين والمداليات على صدره دون ان تكون له مأثرة ولا بطولة ولا دور، كل ما يملكه الجنرال - المالكي - هو كثرة الكلام في المؤتمرات ...خطب وثرثرة دون نتيجة ولا عمل . اي ان عملية قتل الانسان العراقي سوف لن يوقفها التغني بالوطنيات والا بادعاء التفاهمات الطائفية ولا برشوة هنا ورشوة هناك.. لقد رأوا عجز الأسلام السياسي الشيعي عن ايقاف قتل العراقيين واختزال الديمقراطية على عملية الانتخابات والتحضير لبناء دولة الاسلام السياسي حسب التصور الاخونجي الشيعي الذي لا يختلف عن تصورات الاخونجية السنة.

كما ان الطرف الاخر اي المقاومة العراقية الاجرامية لا تعدل عن الايغال بقتل العراقيين وتخريب كل مظاهر الحياة فكان لابد وان يتدخل الامريكان ليشتروا هدوء القتلة لحين من الوقت فهم ان لم يجيئوا من اجل سواد عيون العراقيين، فبلتأكيد سوف لن يوقفوا مشاريعهم من اجل سواد عيون الاسلام السياسي ايضا.

المشكلة مع من يتفاوض الامريكان.
من له السلطة على هذه الزمر.؟
من هو عراب الارهاب في العراق.؟

من يمثل ومن يتحدث باسم قطعان وزمر قتلة جمعتهم كلمة المقاومة التي لم تعد مشرفة بعد جرائمها وخسة ونذالة واجرام ازلامها وحقارة وسفالة اهدافها، حتى لو اطلقت على فصيل من الملائكة يقاتل من اجل كلمة الله .

سارع حارث الضاري عراب المقاومة الاجرامية الى الاعلان عن ان ثلاثة عشر فصيلا اختارته ليكون المتحدث الرسمي لها.

ولان حارث الضاري لا هو ولا مجاميع القتلة والارهاب التي يتزعمها ولا هيئة علماء المسلمين الارهابية وان كانوا من القتلة ومن عتاة الارهابيين، الا ان ليس لهم مقاما ولا يتمتعون باحترام عند مجاميع الاجرام الاخرى التي اختارت شخصا اخر، نكرة اسمه علي الجبوري قدمه المؤذن السابق احمد منصور من قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود على انه المتحدث الرسمي باسم المقاومة.

علي الجبوري مثله مثل حارث الضاري وان كانت ايديهما ملطخة بدماء العراقيين، وان كان لهما ما يشهد على اجرامهما في قتل العراقيين، الا انهما لا يمثلان كل مجاميع وزمر الاجرام.. فالاجرام في العراق اوسع دائرة واشرس واعتى من يقتصر على مجرمين فقط ، مراكزه ليست العراق انما كل دول الجوار الغادرة.

وعلى ما يبدو ان الزمر الاسلامية والبعثية استنتجت ان اقرب طريق الى السلطة او الى التفاوض مع الامريكان والحصول على الغنيمة هو قتل العراقيين.

فالامريكان على استعداد للدفع والتفاوض مع الزمر التي تقتل اكثر ثم تبدى استعدادها لالقاء اسلحتها لقاء مشاركة في سلطة او غنمية او مناصب او ملايين.

والحكومة مستعدة على دفع الملايين واصدار عفوا خاصا وعاما واستحداث مناصب لاعتى الاجراميين لشراء وضمان سكوتهم ثم التباهي بانه بفضل السيد المهيب المالكي وبفضل قيادته الفذة وعبقرية رجال حزب الدعوة استمتع العراقيون بالهدوء والسكينة وخاصة اوقات احياء الشعائر الدينية.

ان ما يحدث الان من تفجيرات اجتاحت بغداد وباقي المدن العراقية هو ان المقاومة غير الممثلة بالضاري ولا بالجبوري، او تلك التي لا تخوض مفاوضات مع الامريكان تستعرض قوتها وتعرض بضاعتها الاجرامية التي ليست سوى سيارات مفخخة وعبوات ناسفة واغتيالات جبانة وتسميم اطعمة ومياه وقتل على الهوية والترصد لزوار العتبات المقدسة وذبحهم على الطرقات.

واذا استمرت الحال على ما هي عليه، واستمرت حكومة اوباما بالتفاوض مع زمر القتلة واستمر الاسلام السياسي بنفس نهج الحكم المبني على السرقة والتهريب ومصادرة الحريات العامة واهمال الشعب وافقاره واهمال كل شئ ما عدا بناء الحسينيات والجوامع والاكثار من الشعائر الدينية وتبذير ميزانية الدول على الدعايات الحزبية والفضائيات الدينية، فان العراق سوف يشهد حكومة غريبة من نوعها هي اردأ من حكومة كان وزير ثقافتها الاسلامي اسعد الهاشمي جزاراً وقاتلاً ووزير تربيتها الاسلامي ملا خضير الخزاعي كابوي اسلامي حوّل ساحة الامتحانات الى ساحة حرب، كل ما يطمح اليه ويسعى الى تحقيقه هو جعل النقاب والحجاب زياً مدرسياً لجميع مراحل الدراسة.

 


 

free web counter