| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأحد 22/10/ 2006

 

 


للشيعة لثام ايضا

 

مالوم ابو رغيف

اذا كان القتل والموت فجأة اصبح روتينا يوميا وظاهرة لم تعد تستدع الاستغراب ولا الدهشة، واذا كان من يعد من يناصر الارهاب بحجة المقاومة، لم يعد يخف نفسه او يتستر على شخصيته، بل يفتخر بذلك ويطالب الحكومة بالاعتراف بهذه القطعان المتوحشة الهمجية، واذا كانت المليشيات والزمر والمجاميع الدينية لها من يمثلها في الحكومة وفي البرلمان، ولها جرائدها وفضائياتها ، منابرها ومقراتها ، معسكراتها وساحات تدريبها، اذا كانت لم تستح من فضائحها ولا من موبقاتها ولا من جرائمها وتعتبر ذلك جهدا يصب في مقاومة المحتل، فما الذي يستوجبها ستر وجوه ازلامها.؟

الا اذا كانت الوجوه والشخصيات والاسماء هي اسوء من افعالها الساقطة نفسها.

ترى اي ملامح تخفي هذا الالثمة خلف عتمتها ؟

وجوه للقتلة، الساديين ، شذاذ الافاق، مهربين ومارقين ، ملفوضين من المجتمع ، ملوثين في وحل الفسق والفساد والرذيلة.

اعتدنا ان نرى قاطعي الرؤوس من الحثالات السلفية والوهابية، لوطيون وزناة يبحثون عن المتعة مع اوهام الغلمان والحوريات في جنة تشع منها روائح الجنس ، وهم يخفون دمامتهم وقبح نياتهم خلف لثام الدناءة . اعتدنا ان نشاهد مجرمين بعثيين، كشف احدهم عن لثامه في معركة الفلوجة واذا به جلاد وضيع يعمل في احد مراكز التعذيب في مدينة الكاظمية ايام التافه صدام يدعى ابو درع . اعتدنا التساءل عن هذه المقاومة المحجبة المنقبة، التي يطبل لها العرب، وهل للعرب غير التطبيل، والتي يناصرها علماء المسلمين وكبارهم مثل القرضاوي ونصر الله وفضل الله وطنطاوي واللحيدان وسلمان العودة ومقتدى الصدر والبغدادي والخالصي والضاري والصرخي وجميع المفتين في البلدان الاسلامية عربها وعجمها، مع انهم لم يروا وجه هذه المقاومة وان فاحت قمامتها وملأت الافاق والارجاء روائح غير طاهرة، ولم يشاهدوا فعلا الا فعلا منكرا قبيحا. لم نجد جوابا لتساؤلنا واستمر رجال الدين المطبلون للمقاومة في تأييدها وفي حثها على الاستمرار في منكر اعمالها ودعموها في فتاويهم الطائفية والسياسية والمصلحية الحاقدة على الناس العراقيين وكأن لهم ثارا مبيتا معهم وبغضا مجهولا يجد في اجساد الاطفال العراقيين المذبوحين لذة وشبقا دينيا وتقربا الى إله صنعوه من احقادهم الدفينة على العراق وعلى العراقيين.

كان البعض يخرج على الفضائيات ويشيد بمقاومة مقتدى الصدر، لانها لا تضع لثاما، سافرة غير محجبة، وان كان شخوصها ورجال دينها معروفين بالاسماء والانتماءات وبماضي الحملة الايمانية سيئة الصيت كونهم من جزئها الشيعي المتأقلم مع الوهابية الجديدة، البعثية الدينية.

ما يعرف بالتيار الصدري كان بؤرة لتجمع البعثيين الشيعة ، فدائين وجلادين ورجال امن واستخبارات، فشاعت اسماء لم تكن غريبة ولا مجهولة، لو صدقت بما تطرحه من عدائها للصدام وناضلت ضده ، لكانت في عداد الاموات ، اسماء البهادلي والفرطوسي والزرقاني والدراجي واوس الخزرجي ، اسماء ارتبطت بهيئة علماء المسلمين الارهابية، فنفذت برامج الهيئة التخريبية، واستلمت امولا طائلة لاحداث الشغب والفوضى وتسهيل تسلل الارهابيين الى مناطق الشيعة والتحالف مع البعث والوهابيين ضد الكورد في كركوك.

غير ان هذه المجاميع المسماة بجيش المهدي نالت بعض التعاطف الشعبي ، عندما تسلم صقر التصريحات سابقا وزرزور الافعال حاليا بعد ان اصبح رئيسا للوزراء، المالكي ، فتخلت الحكومة في عهده عن كل مهماتها ومسؤلياتها في مطاردة الارهابيين والمجرمين وتركت الناس لاقدارهم ولسكاكين الاسلاميين الوهابيين المنطلقين من قرى ومدن تحيط ببغداد المدعومة من هيئة علماء المسلمين ومن الحزب الاخونجي الاسلامي المنافق، واشغلت نفسها في مشروع مصالحة مع الاشباح والمقنعين والوهابيين والسلفيين وشذاذ الافاق..تركت الناس لمصيرهم المحتوم ليكونوا في عداد شهداء تخلى حبيب الصدر مالك الفضائية العراقية الاوحد عن ذكر اسمائهم واعدادهم والاشارة اليهم . انتظم الناس في مجاميع شعبية للدفاع عن احيائهم وعن ابنائهم ، فما كان منهم الا الانظمام الى جبش المهدي لاخذ السلاح منه ومواجهة المتطرفين السنة. كان الوهابيون يدخلون الى البيوت في ابودشير ومناطق بغداد الشعبية الاخرى، يذبحون الناس من الوريد الى الوريد ، يصطادون الناس بمدافع الهاون بمهل وترو، كمن يشغل وقته بهواية صيد الطيور المقصوصة الاجنحة. بينما المالكي وحكومته تتصنع الطرش والخرس والعمى عن هذه المذابح .

هي الحالة نفسها، في الشق السني او الشيعي، عندما تكون الحكومة ضعيفة هزيلة متخاذلة جبانة، يلجأ الناس الى من يدعي حمايتهم والدفاع عن حياتهم ، فتلتحق بصفوفه وتنظيماته ، ليس ايمانا بأفكاره ولا بخزعبلاته وخرافاته ، بل طلبا للسلامة والامن او موت مؤجل، قد يكون على يد جيش المهدي نفسه او على يد الجماعات الارهابية السنية.

عندما يهجم جيش المهدي على الاحياء السنية، فأنه يزيد في شعبية وعدد زمر الارهاب التكفيرية والصدامية، وعندما يهجم الارهابيون على الاحياء الشيعية فأنهم يقوون ويدعمون شوكة جيش المهدي وباقي المليشيات..

ومن المسؤول عن ذلك!!

هو المالكي وتخاذله وحكومته الكارتونية الغبية.

اذا كانت لجيش المهدي بعض الشعبية في مناطق التماس السنية الشيعية ، فأن جيش المهدي في جنوب العراق لا يختلف عن مفارز السلطة الصدامية . مكاتب الشهيد الصدر تحولت الى مراكز للاستجواب والاستنطاق تحت التعذيب، ومفارز جيش المهدي اصبحت مثل مفارز اصدقاء وفدائي صدام . وخوف الناس من جيش المهدي هو تماما مثل الخوف من الامن الصدامي البعثي الاجرب. فتهمة شتم الشهيد الصدر حاليا هي مثل تهمة شتم صدام سابقا عقابها الموت تعذيبا.

وها نحن نراهم في العمارة ، متقنعين متلثمين ، مرتدين الزي الاسود الذي اشاع الرعب في نفوس العراقيين سابقا ولاحقا، فهو لا يختلف عن زي الفدائيين الصداميين ولا عن زي الوهابيين والسلفيين والذباحين..

ومثل ما للسنة ملثمينهم ، اصبح للشيعة ايضا ملثمين.. فسوء النية والاجرام لا يعرف لا مذهبا ولا طائفة..