موقع الناس     http://al-nnas.com/

الخيبة الكبرى

 

مالوم ابو رغيف

الأربعاء 22 /3/ 2006

انها ليست الفتنة مثل ما يقول ضعاف العقول، سياسيو المناصب والكراسي، اصحاب الكروش الممتلئة والعقول الفارغة الا من احلام مريضة، اصحاب الابتسامات الغبية البلهاء، برؤاهم الساذجة وحلولهم المقرفة، واشكالهم المضحكة. انها الخيبة الكبرى التي لم يشهدها بلد ولا شعب من قبل، انه العجز الكامل والشلل التام، شلل العقول والافعال.

نعم انها الخيبة الكبرى التي ما بعدها خيبة، افي كل يوم لنا قتلى وجرحى وخراب ودمار، افي كل يوم تُفجع الامهات والاباء والزوجات باعزائهم. وانتم ايها الطرش البكم الخرس لا نسمع منكم سوى كلمات معسولة وجمل مبتورة واكاذيب تكشفها الحقائق وانجازات تدحضها الوقائع. نعم لقد خاب الظن فيكم وخاب الامل والرجاء، فلا انتم ثوار ولا انتم احرار. لا جرأة لكم ولا عزيمة لديكم، انتم مجرد اصفار على شمال الشمال، ليس لكم من قيمة وليس فيكم من سمة ولا صفة حميدة ولا بسالة ولا كرامة ولا عزة ولا اعتزاز، مهزوزين خائفين ترتعشون، الا تستحون من انفسكم والجبناء اشجع واجرأ منكم. يحيط بكم الحرس كما يحيط الخاتم الضيق بالاصبع الغليظ فيبدوا منتفخا شحما او ورما لا يعرف الناظر الا حين يرى علامات الخوف على محياكم وارتسام الغباء على ملامحكم وقلة الوعي والثرثرة الفارغة واكاذيب وحماقات ما انزل بها من سلطان تنطلق من افواهكم، عندها يلعن الساعة التي قال حرف مدح لكم وعقد الامل عليكم. لا انتم طائفيون على وجه ولا ديمقراطيون على وجه ولا متدينون على وجه ولا علمانيون على وجه، انتم انصاف من هذا وذاك، خليط من سذاجة وبلادة وعجز وغباء وطمع لا يملك شجاعة المقاتلين انما اماني الخائرين.

يا عبيد الذات والملذات، ما معنى ان يقتل زوار الامام الحسين العائدين من مهرجان الاحزان، اناس اغريتموهم بالذهاب بعد الاعلان عن خطط امنية ومفارز وكتائب تحمي الدروب والمواكب، يقتلون هكذا في وضح النهار، في احياء معروفة معلومة، تهرب الناس منها خوفا على حياتها وعلى حياة اطفالها، تترك كل شيئ وراءها فالسكاكين التي ذبحت الحسين لا زالت تشحذ في ايران وسوريا والسعودية او في مواقع لا تطأها اقدامكم خوفا وفزعا وهلعا. ما معنى ان تتركوا الناس فريسة لسكاكين الغدر ثم تطالعونا في بيانات كاذبة سخيفة عن القاء القبض على عدد سيطلق سراحهم بعد حين.

لم يرى العالم ولم يشهد اناسا مثلكم على مر العصور، سوى خلفاء كانت تسمل اعينهم ويُتركون في الطرقات مضحكة للآيب والذاهب لانهم مثلكم بلا امل ولا عمل ولا قوة ولا مقدرة ولا حيلة. مجرد هياكل خاوية ذاوية منتفخة بالكلمات الكبيرة عن الوطن والوحدة الوطنية وعن الاخوة الاسلامية واذا بحفنة او فلول على قلتها تهزمكم وتجبركم على الجلوس الدائم في مقاعدكم معوقين فكرا واعضاءا، حتى دفعات الدول الاجنبية لا تستطيع تحريككم. هل يكفي ان ننشد اغاني الوحدة الوطني والوطن وناسه يذبحون كل يوم.؟

نذرتم نفوسكم ليس لخدمة الناس بل لغشها وخداعها والضحك على ذقونها. اوعدتموها بالحرية والديمقراطية وبالحماية والرفاه فاين اصبحت وعودكم ولماذا احنثتم بايمانكم ولاي سبب تمسكتم بمناصبكم وتركتم الناس تعيش في زرائبها وحفرها.؟ ورثتم القصور ملكا حلالا لكم بينما الفقراء واهل الشهداء والمناضلين هم احق منكم الاف المرات بها، اصبح لديكم الحسابات البنكية والفلل في الدول الاجنبية وانتم لم تشاركوا في معركة ولم ترتعشوا من برد او تعرقوا من حر او تصعدوا جبلا او تناموا على الطوى، كنتم منعمين مترفين بينما المناضلين كانوا يرفعون السلاح لقتال البعث تاركين زوجاتهم واطفالهم، يسقطون شهيدا اثر شهيد..

وانت ايها الجعفري الذي يرضى ان ينتف ريشه وتقص اجنحته حتى لا يقوى على الطيران لكنه فرحان لانه سيبقى رئيس وزراء بالاسم فقط. الا ترى مام جلال لا يوافق على منصب الرئيس ان لم تكن له صلاحيات كاملة، لا يرضى بان يكون ديكورا فقط في مسرح الكوميديا السياسية العراقية ويعلن انه سوف لن يرشح نفسه ان لم يصدر قانونا لذلك احتراما لماضيه ولحاضره، اما انت فتوافق بان تقلم اضفارك ويُنتف ريشك وتُقيد يداك ورجلاك فلا تستطيع حتى حك جلدك ، لكن فرح جذل لكونك مجرد رئيس وزارء، يا لخيبتك الكبرى.

نعم انها الخيبة الكبرى والامل المفقود والخراب، فالعنف لا يُقابل الا بالعنف، والقوة لا تُغلب الا بالقوة، والارهاب لا تنهيه رحمة، والجريمة لا بُد ان تكشف من دون مجاملة، والجاني لا يمكن الا ان يشار اليه، ليس من نوايا حسنة ولا امال كاذبة بمواجهة الارهاب...فاما ان يؤكد الشعب نفسه واما ان يرضى بالذل والقتل اليومي. اما هؤلاء السياسيون الذين نراهم امامنا فقد صفعوهم مئات المرات على الخد الايسر فيعطوهم وبكل دماثة الخائف الخد الايمن...لا زلت اتذكر قول الجعفري في خطاب له وهو يزور الحرس الوطني بالحلة بعد مجزرة راح ضحيتها عشرات الابرياء مستشهدا بقول الشاعر

             الرأي قبل شجاعة الشجعان            له المحل الاول وهي المحل الثاني

وكان يجب ان يقول :

             السيف اصدق انباء من الكتب          في حده الحد بين الجد واللعب

فها هم الارهابيون يستخدمون السيف...والحكومة لا تملك الا الكلام

الم اقل انها الخيبة الكبرى....