| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الثلاثاء 22/1/ 2008



علم مجلس النواب

مالوم ابو رغيف

تمخض الجبل فولد فأرا، فبعد التي والتيا، واحتداد الجدال والنقاش ومرور خمس سنوات من المحنة، رفع المؤمنون اياديهم تأييدا للعلم البعثي الذي قالوا عنه انه علم جديد مع انه قد عتق وبلى حتى سقطت منه نجومه فأصبح خرقة قديمة لا تمثل شعب ولا تاريخ ولا قوميات ولا اماني ولا طموحات اللهم الا طموحات المؤمنين والمؤمنات بتحويل العراق الى جمهورية اسلامية ظلامية يتناصفها ويحكمها اسلاميو الشيعة والسنة بما يملأ بطونهم وجيوبهم والى حيث القت رحلها بالشعب الجوعان العريان المقتول.

اكثر ما يغيض في العلم الجديد القديم هو الابقاء على العبارة التي كتبها صدام على العلم، الله اكبر، ليست العبارة بذاتها، او لمعناها ، فالجميع يؤمن ان الله اكبر من كل كبير، لكنها النية الصدامية الخبيثة، والرمز البعثي الذي يشير الى الهدف الشرير بتبرير العدوان والقتل باسم الله، واعطاء قدسية لمعارك صدام الخاسرة. لم يكن صدام ليقدس الله او يعترف بانه اكبر من كل كبير او ان منطلقه كان منطلق دينيا بحتا او ايمانيا خالصا، لقد كان الهدف امتهانا للدين من اجل تحقيق غايات لئيمة.

لقد كان العلم بعثيا فنجومه الثلاث رمزت الى مبادئ البعث المزيفة، واصبح العلم صداميا بعثيا عندما كتب المشنوق صدام عليه عبارة الله اكبر. العبارة لوحدها من دون العلم، ان كُتبـت على حائط على شعار، لافته، ، او كتبها المسلم بقطعة قماش ربطها على جبينه، او حملها في قلبه ستحتفظ بمعناها القدسي، لكن ستذهب كل قدسيتها، ستتلاشى وتحمل الاثم والعدوان معنى وايحاء ان كُتبت او خُطت على العلم، ولا يهم لونها اكان ازرق او اصفر ، واياً كان شكل الكتابة كوفيا او مسماريا حتى، فالمهم الاصل، واصل فكرة الكتابة على الراية يشير ويدل على المشنوق صدام وعلى لعنة ابدية لكل الايادي التي قررت ابقائها.

فاذا ما اراد باحث او مؤرخ شرح علم النواب الاسلاميين، الوانه ومعانيه وتاريخه، فلا بد له ان يتطرق الى اصل العلم، كونه علم بعثي بالوانه وتاريخه وتأسيسه، ثم لابد له ان يؤرخ لعبارة الله اكبر، متى وكيف ومن صاحب الفكرة والمقترح،من هو الاول الذي كتبها وخطها على العلم. فهل يوجد غير بطل الغازات الكيمياوية والمقابر الجماعية صدام.؟!! سيقول ايضا ان جماعة نواب الاسلام السياسي الشيعي والسني والنواب البعثيين اتفقوا مع بعضهم وقرروا الاحتفاظ بأرث المشنوق صدام.

لا احد يجهل ان هؤلاء النواب لا يهمهم الله ولا ديانات الله، فجل جهودهم مبذولة على المنصب والاحتفاظ فيه وتكديس الاموال والخروج من المولد بأكياس مكدسة من الحمص المنقول وغير المنقول. ولا احد يجهل ان هؤلاء قد حولوا تعاليم الله من تعاليم لعبادته وطاعته الى طرق ووسائط ووسائل للسجود في محراب الطمع والجشع والانانية والكسب غير المشروع، ولا احد يجهل ان دين الله قد تحول على يد هؤلاء الى سياسة كلها كذب وتشهير ولصوصية وتآمر وأثام، ولا احد يجهل ان عبارة الله اكبر الصدامية المخطوطة على العلم حق يراد به باطل، وان الله لا يحتاج الى كتابة اسمه على علم متهرئ ليكون كبيرا، ولا يحتاج الى تصويت كي يكون شرعيا، ولا يحتاج الى كم نائب اسلامي نائم على كراسي المنصب او غائب في احلامه الوردية ليكون حاضرا، وان الله كبير في النفوس وليس على خرق العلم وخاصة ان كان علما اصله صدامي بغيض.






 


 

Counters