| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

السبت 21/10/ 2006

 


 

ايران وجمع العربان والاهداف الخبيثة

 

مالوم ابو رغيف

بين فترة واخرى تطالعنا الاخبار وتصريحات المسؤولين الايرانيين وبعض المسؤولين العراقيين بأن ايران مستعدة لمساعدة العراق وحريصة على استقراره وعلى دعم العملية السياسية الجارية فيه، كما انها مثل ما يصرح المسؤولون في الاحزاب الاسلامية، تعمل على تقوية وحدة الصف الوطني العراقي وعلى سيادة العراق.

الوحدة الوطنية والاستقرار والسيادة ونجاح العملية السياسية والديمقراطية وفق المفاهيم الايرانية، تختلف عن المعانى السياسية والحقوقية والانسانية لها. فأستقرار العراق بالنسبة للايرانيين يعني خروج القوات المتعددة الجنسية الان الان وليس غدا، حتى لو كان ذلك يعني نزول كل ملائكة الخراب والحريق وترك مهماتهم في اشعال نار جهنم الموعودة، ونجاح العملية السياسية تعني السير في المدار الايراني ، حتى لو كان هذا المدار يعني الخروج من دائرة الحضارة والمدنية ، والديمقراطية تعني ان امرهم شورى بينهم ، اما من هم الذين امرهم شورى بينهم ، هم بالطبع جمع الاسلام السياسي ورجال الدين الشيعة والسنة والفقهاء والمعممين واهل الجلابيب، ووحدة الصف الوطني تعني وحدة الاسلام السياسي على اختلاف مذاهبه، والعمل المشترك مع المقاومة السافلة للسيطرة على مقادير الناس ومقاليد الامور وادارة البلد حسب الرؤى الاسلامية السياسية التي اثبتت فشلها اينما ومتى ما حكمت.

ليست سوء النية بإيران هي التي قادت الى هذا التحليل والى هذه الاراء، بل هو تصرفات وسياسات الايرانيين قبل وبعد سقوط النظام الهمجي.

ولعل التكرار هنا يفيد لا سيما وقد درج المسؤولون على نسيان الدور والمحاولات الايرانية التي ارادت اطالة بقاء الرعاع الهمج من ال العوجة على سدة الحكم، وتلك العلاقات الايرانية البعثية قبيل الحرب التي شهدت تطورا ملحوظا تكللت بزيارة فائزة رفسنجاني الى العراق وزيارتها للمقبور عدى والمساهمات الايرانية الكبيرة في تهريب نفط العراق بالاتفاق مع الحكومة العراقية البعثية، والجهد الايراني المبذول على جميع المستويات لاسناد النظام البعثي، ويكفي دلالة على هذا التعاون والثقة المتبادلة بينهم وبين البعثيين، ارسال صدام للطائرات العراقية الى ايران لحمايتها من القصف الامريكي.

لقد ساهمت ايران منذ سقوط النظام الهمجي على يد قوات التحالف على اثارة العراقيين ضدهم، وخلق انواع من الفتن التي كلفت العراقيين دماء وخرابا ودمارا، فما ان تنتهي فتنة حتى تثير ايران فتنة اخرى ، سلسلة خبيثة قادتها طوابير عملاء الاستخبارات الايرانية، ودعمها وساندها اعلامهم الخبيث عبر فضائيات العالم وسحر والمنار اللبنانية التابعة الى حزب الله، وجرائدهم الصادرة باللغة العربية، وخطب رجال الدين المرتبطين بأطلاعات والدائرين بفلكهم المظلم.

ورغم ما يحصل في العراق الان من مذابح غاية بالبشاعة، و تخريب ودمار يفوق الكارثة، لا زال الاعلام الايراني يشيد بالمقاومة العراقية المزعومة ويطبل لها عبر وسائل اعلامه وفتاوى رجال دينه.

فأي استقرار يريده النظام الايراني اذن.؟ واين دعم يقدمه ملالي ايران وهم يثنون على المقاومة الارهابية السافلة.؟ واي مساعدة وهم ما انفكوا يطالبون بتعويضات هائلة.؟ واي سلام ووئام وهم بين فترة واخرى يثيرون اتباعهم ليخلقوا مشاكل ومصاعب يقع كل ثقلها على الناس الابرياء.؟ واي نظام ديمقراطي يحثون الناس عليهم وهم من اخترع ولاية الفقيه الذي لا يفقه.؟

مهما كان رأينا مختلفا حول القوات الامريكية، حول اهدافها ومواقفها وتذبذب وتبدل سياستها التي تحكمها البراغماتية ، لكن اي هزيمة لها في العراق تعني هزيمة للقوى الوطنية والديمقراطية والعلمانية واللبرالية والعقلانية، لان هزيمتها تعني انتصار العهر على يد من يمثله، الارهاب ومقاومته، العربان وخططهم الحاقدة، الخفافيش الاسلاميين وظلامهم الذي يودون ان يخيم على الوطن، القوميين العنصريين واحقادهم على التسامح والحريات والتكفير الانساني. وهذا ما تعمل عليه سوريا وايران والسعودية والوهابية وهيئة علماء المسلمين الارهابية ومؤتمرات المرتزقة العروبية. وهذا ما يعمل عليه نظام الملالي الايراني وما اليه، وما يجند له مرتزقته ومن يقف بصفه وان اختلف معه مذهبيا او دينيا او سياسيا. فمثل ما يجتمع الشرفاء والوطنيون المخلصون في معسكر الانسانية، يجتمع الظلاميون والارهابيون والمتخلفون والسلفيون والوهابيون في معسكر معاد اخر.

ما يلفت النظر هو كثرة الكتابات في الاونة الاخيرة التي تصب في هدف النظام الايراني، وتحمل القوات المتعددة الجنسية الاحتراب الطائفي والفتن المذهبية والغل الوهابي السلفي والاجرام البعثي ، وتصور بأن بالامكان النهوض بكل تلك الاعباء والوقوف امام كل هذه الجرائم واعاقة اي حرب اهلية التي ستكون اشرس مما نراها الان، ان انسحبت القوات المتعددة الجنسية.

ليست الكتابات فقط هو ما يميز الخطة الايرانية الجديدة ومؤامرات العربان والحاقدين، بل الفتاوى والخطب والتوجيهات الدينية، ناسين ان من يحاربهم الامريكان الان، هم نفسهم من يجب على كافة القوى الوطنية والشعبية محاربتهم ومحصارتهم والقضاء عليهم ، فلقد اثبتت الاحداث خطل الاراء التي تقول بالمقاومة الشريفة وحماقة من يدعوا الى التمييز بين الشريفة والعاهرة، فلا توجد مقاومة انما يوجد ارهاب فقط.

هؤلاء، من يحاولون وضع التدهور والارهاب والخراب على عاتق الامريكان، لا يهمهم ان احترق العراق بأرضه وثرواته وناسه واصبح اثر بعد عين، كلما ما يهمهم هو مصالحهم الخاصة التي كانت ولا زالت على حساب عموم الناس.

ولكي يكون الامر واضحا غير مشوشا ، علينا الانتباه للاتهامات العنصرية والمذهبية الحاقدة التي تتهم الايرانيين كشعب وناس، وتصور ان الامر هو صراع بين الفرس والعرب، كما يروج لذلك اعلام القوميين والطائفيين والسلفيين والوهابيين والاسلاميين المتطرفين. ان من يسعى الى خراب العملية السياسية في العراق وقتل اي محاولة لارساء الديمقراطية ليس الشعب الايراني الذي يحاول التحرر والانعتاق من ربقة ولاية الفقية، بل هو نظام الملالي الايراني المنطلق من ايدلوجية اسلامية لا ترى العالم الا من خلال منظار الاسلام السياسي ومن خلال مفاهيم الجنة والنار.