| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأحد 21/1/ 2007

 

 

ابطال الفاشوش


مالوم ابو رغيف

لا يضيع حقا وراءه مطالب، لذلك فإن حقوق العراقيين ضائعة، فالحكومة وتكتلاتها المشتركة بالحكم والبرلمان العراقي المتسيب لهم ما يشغلهم عن المطالبة بالحقوق، فهم منشغلون حتى اذانهم في اشغالهم الخاصة الشخصية. بالنسبة لهم هي فرصة لا تأتي الا مرة واحدة في العمر، يحملون ما يريدون، ويسرقون ما يريدون ثم يرحلون، او ربما يفصلون، او يقالون ، لا يهم، فلقد وصلوا الى هدفهم واصبحوا من اصحاب الملايين والاطيان وليس من مسائل ولا مستفسر فمثل هذه الامور تبرد سريعا مثل ما تبرد حرارة الدماء المراقة يوميا في شوراع بغداد بعد اصدار بيانات الادانة والاستنكار.

كل دعوات من اين لك هذا بقيت من دون جواب، تجاهلوها وضربوا بها عرض الحائط، لم يتطوع احد بصورة فردية بالكشف عن ثروته ومقدار دخله وممتلكاته ومصادرها، لا معمم برلماني سني او شيعي، ولا افندي برباط عنق او من دون رباط، بقوا صامتين، موحدين، نسوا خلافاتهم تماما مثل ما ينسون خلافاتهم دائما عندما يناقشون حقوقهم ورواتبهم وامتيازاتهم.

ترى كم من مختلس حمل حقائبه بالملايين ورحل.؟

الا تذكرون مليارات الدنانير المهربة الى بيروت بواسطة حزب الكتائب؟ّّ!! هل نسينا المليارات التي ظهرت فجاة في سوق التعامل المصرية.؟!!

هل نسينا الدقيق الملوث ببرادة الحديد.؟!!

ماذا عن المواد الطبية التي تسرق من المستشفيات ثم تباع في الاسواق السوداء او تهرب خارج العراق.؟!!

ماذا عن اساطيل شاحنات تهريب النفط التي تم القبض عليها في بغداد وفي الموصل وفي بيجي.؟ هل سمع احد نتائج التحقيقات.؟ ماذا عن المهربين.؟ اين هي هذه الشاحنات.؟ ما مصيرها؟

هل سرقت هي الاخرى وهي في قبضة الحكومة.؟ اين نتائج لجان التحقيق.؟

من هم الذين يهربون النفط.؟ اين هي سفن التهريب التي يتم القبض عليها.؟ من هم اصحابها.؟

ما سر هذا الارتفاع الكبير في اسعار العقارات مع ان الناس تغادر بالألاف الى حيث المجهول.؟

من يملك هذه الاموال الهائلة وله القدرة على الشراء.؟ اهي عملية مقصودة ان يستمر الارهاب وتهجر الناس مواطنها وتضطر الى بيع بيوتها فتشتريها جهات معينة.؟

بعد كل الجدل الذي اثير حول كابونات النفط، والضجة التي افتعلها عباد الله الصالحون حول لصوص الكوبونات، وحول النفط الذي يهبه صدام الى دول مجاورة وغير مجاورة، وبعد التهديدات التي اطلقها السياسيون المعممون باللجوء الى المحاكم واستعادة اموال العراق المسروقة او المصادرة او المجمدة واحالة لصوص الكابونات الى المحاكم الدولية، بعد كل المزايدات والبهلوانيات للاستهلاك المحلي والاستهلاك السياسي والاستهلاك الطائفي والديني والمذهبي، بعد كل ذلك تبين ان الامر مجرد رصاص خلب لا يميت ولا يجرح احد، فالجماعة تبينوا انهم ابطال الفاشوش.

في برنامج من الفضائية العراقية قدم للتنفيس عن غضب العراقيين بعد مجرزة الجامعة المستنصرية، او ربما لاظهار شريط الاخيار في اسفل الشاشة ليحمل وكالعادة استنكارات المسؤولين، قال السيد وجه عباس وكان ضيف البرنامج بوجوب رفع الشكوى ضد لصوص كابونات النفط واستعادة مليارات الدولارات منهم اجابه المذيع وبكل سلاسة ودون تفكير، اجابة من يعرف التوجه الحكومي للاسلاميين... يمعود ما نريد الفلوس بس خل يكفونا شرهم.!!!

وبالضبط هذا هو التوجه الحكومي الحالي، المحافضة على المناصب وعلى المصالح وعلى مجرى الاموال التي تصب في حساباتهم بأي ثمن، لا يهم ان فرطوا بأموال العراقيين، بأموال الدولة، بثروات العراق، بأرض العراق، بمستقبل العراق، المهم هو انهم باقون.

وإلا هل توجد حكومة في العالم تسكت على لصوص.؟

هل توجد حكومة في العالم لا تعمل على استرجاع ما سرق من وطنها.؟

نعم توجد مثل هذه الحكومات. انها الحكومات الفاسدة الى النخاع.

هذا التوجه الحكومي للاحزاب الاسلامية الحاكمة، وعلى ما يبدو اصبح تثقيفا للمنتمين من اتباعهم، فكتب احدهم متفلسفا بسذاجة متناهية بأن على العراقيين ان يشتروا حياتهم بأموالهم، فهم على اية حال لا يشربون النفط ولا يغمسون به خبزهم. اذا كان ذلك هو الحل شراء الحياة والعيش بالذل، فلماذا كل هذا النضال والتضحيات المريرة الكبيرة للخلاص من القمع ومن مصادرة الحريات والغضب على مضيعي ثروات العراق.؟

هذه السياسة اتبعها الجعفري عندما ترأس الوزارة ليبدأ مشوار الانتكاسات، فهو مبتدع اسلوب المضاريف المالية لشراء الاصوات، ومانح الاردن البترول بسعر يقل عن سعر كلفة استخراجه وتسويقه، ومستورد النفط من تركيا وايران، اليست هذه نكتة محزنه ان نكون بلدا للنفط ونستورد نفطا في زمن من يدعّون انهم احرص الناس على مصلحة البلد.؟

هؤلاء لا يهتمون لا بالناس ولا بمصيرهم ولا بمستقبلهم، كل ما يهمهم مصالحهم وايديولوجيتهم الدينية الخائبة التي تعد الناس بالجنة في السماء وتريهم جهنم على الارض.

مثل ما يقول الشاعر الانجليزي :

Long-haired preachers come out every night,
Try to tell you what's wrong and what's right;
But when asked how 'bout something to eat
They will answer with voices so sweet:
You will eat, bye and bye,
In that glorious land above the sky;
Work and pray, live on hay,
You'll get pie in the sky when you die

ولان الحق يضيع اذا لم يكن وراءه مطالب، تذهب حياة العراقيين هدرا فليس اموال وثروات الوطن لا يهتمون بها ولا يعاقبون اللصوص الذين يسرقونها فقط، انما لا تهمهم حتى حياة الناس.