موقع الناس     http://al-nnas.com/

منطق جبهة التوافق الطائفي

 

مالوم ابو رغيف

الخميس 20 /4/ 2006

رفضت جبهة التوافق ترشيح السيد اياد علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية لانه شيعي!!
فالمحاصصة الطائفية في حكومة الوحدة الوطنية المقترحة تفترض ان يكون المنصب محجوزا للسنة. السنة العرب تمييزا لهم عن باقي المتسننين.

يبدو ان جبهة التوافق العراقية لديها تعريفا خاصا لمن هو شيعي، لا يستند على اساس ديني انما على اساس تاريخي اجتماعي يتقارب الى حد ان يكون مفهوما قوميا.

وظفت دوائر الاعلام العربي كل طاقاتها ولم تدخر فضائياتها جهدا في تسويق المفاهيم الطائفية والعنصرية لتكون احد المزايا المهمة للسياسة العراقية الجديدة. وحُشرت الاحزاب السياسية في مضامين الطائفة الضيقة وأهُملت التعريفات السياسية والوطنية، سياسة جعلت الناخب العراقي مدفوعا من غير ارادة منه للوقوف مع احزاب تدعي تمثيل الطائفة رغم التناقضات الفكرية مع هذه الاحزاب. هذه السياسة الاعلامية العربية التي لا تُعرًف الانسان الا من خلال طائفته وتهمل فكره وميوله وانسانيته، حُظيت بتشجيع من الاحزاب السنية والاحزاب الشيعية على السواء. فهي لا تسلط الاضواء على البرامج والأهداف والخطط والغايات السياسية، ولا تعيير اعتبارا لقدرات الانسان وابداعاته وكفائته ونزاهته، فكل ما يهمها هوالانتماء والتشدد الطائفي، فاكثرهم عداء هو اكثرهم شهرة وشعبية.

لنسأل جبهة التوافق عن كيفية معرفتها لتشيع السيد اياد علاوي.

فهل الدليمي او طارق الهاشمي رأى علاوي يصلي وهو مسبلا يديه على جانبه في حسنية مثلا.؟

ام هل سُمع وهو يخوض غمار مجادلة دينية عن احقية الامام علي بالخلافة.؟

ام ان حزب علاوي كل اعضاءه شيعة فقط ولا يوجد فيه اي سني.؟

وهل دعى علاوي الى تاسيس لحكومة اسلامية شيعية المذهب.؟

واذا كان كل هذا لم يحدث فما هو مقياس التشيع اذن.؟ الا يعني انهم يعاملون العراقيين حسب مقايسهم الطائفية الرعناء.؟

المبدا التي استندت عليه جبهة التوافق برفضها ترشيح علاوي لمنصب نائب الرئيس هو نفس المبدأ الذي يستند عليه الارهابيون في قتل العراقيين الشيعة، مبدا لا يتم فرز الناس وفقه استنادا على مدى الألتزام باحكام الطائفة وتوصياتها المذهبية، انما بتطبيق مبدا من ليس منا فهو علينا.

ولنسأل مرة اخرى عن تسنن ظافر العاني مثلا او خلف العليان الذين يؤمنون بامة عربية واحدة ذات رسالة خالدة اكثر من بـ لا اله الا الله محمد رسول الله، وبمبادئ البعث اكثر من مبادئ الامام ابو حنيفة، ولربما، هؤلاء النفر، لا يحسنون الصلاة ولم يصوموا يوما في حياتهم فكيف تم احتسابهم على السنة.؟

واذا افترضنا ان التكتل السني لا يمثل الناحية الايمانية او المذهبية لمن يدعي تمثيلهم، فعلى اي اساس تم حشر السيد علاوي وقبلها الاستاذ حميد مجيد موسى في جلباب الطوائف ، ام ان السنة قد اصبحت قومية لها معاييرها الخاصة بغض النظر عن الايمان الديني، او لربما غدت انحدارا طبقيا جديدا لم يفطن له علماء الاجتماع ولا خبراء السياسة.؟

وهل اصبح الشيعة ، بنظر التكتل السني، قومية لنفس المقاييس السابقة.؟

حكومة الوحدة الوطنية حسب المفهوم الذي تعزف حوله اناشيد الايمان والاخوة هي بحقيقتها حكومة محاصصة طائفية، فالوحدة الوطنية تعني اشراك الاحزاب والكتل السياسية وفق الانتماءات السياسية وليس الدينية.

كما ان ما يجري الترويج له يقضي على روح المواطنة العراقية ويستبدلها بروح طائفية مقيته. يقضي على السياسة ويستبدلها بقوالب عشائرية ودينة وقبلية متخلفة. يزيد ويذكي روح العداء بين الطوائف ويعمق روح الهزيمة والتهميش لدى الناس، الرابح الوحيد هم رجال السياسة الطائفيون من كلا المعسكرين.