| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الأحد 1/10/ 2006

 

 


حدث واحد وثلاثة سياسيين

 

مالوم ابو رغيف

خرج علينا السيد موفق الربيعي كعادته عندما يتم القاء القبض على احد ما، وعندما تحاول الحكومة اعطائه اهمية استثنائية ، وتبني الامال الجسام على رمال الاوهام وتعلل نفسها ان يخف الذبح ولو قليلا ويتوقف الارهاب ولو يوما، فتروح تنسج حوله روايات عن امكانيته الواسعة في التفخيخ والقتل والذبح والسلخ، وعن مكانته المهمة في النسيح الارهابي الوسخ، فاما ان يكون المقبوض عليه الرجل الاول او الثاني، امير ذباحين، او امير لمنطقة ارهابية مثل تكريت او الفلوجة او المقدادية. في عين الشعب مهما كانت مكانته ومهما تعددت صفاته الارهابية يبقى مجرد وضيع وقاتل خسيس لا يتسحق كل هذه الهالة من الاضواء ولا من الدعايات الفارغة التي يحاول الربيعي بصفته مسشار الامن المنعدم القومي ، ان يحيكها ويعظمها، معظما من خلال ذلك نفسه، ومحسنا صورته، ومثنيا على قدرته، بينما الجميع يعرفون ان السيد الربيعي كحال بقية الوزراء قعيدوا المنطقة الخضراء،عاطلين عن العمل، لا يهمهم ان جاع او مات او قتل الشعب او هربت ثروة البلاد واعتدى على اراضيها ودخلت العصابات وزمر القتلة اليها.
لا يهمنا ما يقوله السيد موفق الربيعي حول القاء القبض على هذا او ذاك من زعران وساقطين وخسيسين، فعهد البعث تكاثرت فيه هذه الاصناف من الشاذين والمنحرفين الى درجة يصعب تصورها، اضافة الى ان حظنا التعس جعلنا جيرانا لدول السوء والظلام ، سوريا السعودية ايران.
ما يهمنا هو اقواله التي اتت كتعليقات على حدث ليس بالقليل ولا بالهامشي، انما يتعلق ليس بأمن الشعب فقط ، بل بأمن الدولة التي السيد موفق الربيعي مستشار امنها القومي. هذا الحدث هو القاء القبض على الحارس الشخصي لعدنان الدليمي واعترافه بتفخيخ السيارات والتخطيط وقيادة الاعمال الارهابية الى جانب انه عضوا فاعلا في القاعدة وربما امير امراء الذباحين.
رغم ان الحدث ليس بالقليل الاهمية، لا من الناحية السياسية ولا من الناحية الامنية والمعنوية ، ورغم الاحراج الكبير الذي شعرت به كتلة التوافق التي اعتادت اكالة التهم والصاقها بالاخرين من طائفية واجرام ، بينما درجت على تصوير نفسها بأنها الوحيدة الحريصة على العراق وعلى وحدته، ورغم حالة الدليمي الذي لا يحسده عليها احد، الا ان السيد الربيعي اكال المديح والتعظيم لعدنان الدليمي وكان هذا الخرف هو الذي قاد عملية القاء القبض، او هو الذي ابلغ عن هذا المجرم.. فأسبغ عليه لقب الاستاذ الدكتور عدنان الدليمي كلما ورد ذكره كعادة المسلمين المؤمنين بتخصيص النبي بالصلاة والسلام كلما ذُكر.
الربيعي وبأسلوب المعتذر الذي يحاول التنصل من اي مسؤولية، قال بأن القوات الامريكية هي التي قادت عملية مداهمة بيت عدنان الدليمي وهي التي القت القبض على الحارس ومن له سؤال فليسأل القوات الامريكية.
وكأن الحدث لم يكن في العراق ولم يكن في العاصمة ولم يكن في بيت سياسي مرموق وكأن السيد الربيعي ليس مسؤول الامن القومي. فهل حقا لا يعرف الربيعي بالتفاصيل وليس له اي اطلاع على العملية ولا على فحواها ولا اي المام بتفاصيلها لا سيما وقد فُرض منع التجول لاكثر من يوم جرائها.؟
هو يعرف اشياء واشياء، لكن امرا ما يمنعه من الكلام ، اما قرصة اذن بيد امريكية او نكتة المحافظةعلى الوحدة الوطنية او مهزلة دفع العملية السياسية ولا نقول شيئا اخر.
السيد بهاء الاعرجي من التيار الصدري، التيار المسؤول عن خراب ليس بالقليل لحق بالعملية السياسية والحالة الامنية التي نعيش احداثها الان، فلقد تحالف هذا التيارمع هيئة علماء المسلمين الارهابية وزودوه بالاموال والخطط التخريبية، واثاروا زوابع ورعود عن مقاومة الاحتلال واتهام كل القوى السياسية بالعمالة، واصطفوا مع البعثيين في رفض الفدرالية، ورفعوا شعار كوردستان رجس من عمل الشيطان ، وتظاهروا مع البعثيين والارهابيين في كركوك وسط عشرات الصور للرقيع صدام ، حاربوا في الفلوجة مع سفلة الزرقاوي واشعلوها نارا في النجف وفي البصرة وفي العمارة والناصرية ولأن يصطفون مرة اخرى مع كتلة التوافق في تحالف سياسي لوضع العصي في عجلة تطبيق الفدرالية ، السيد بهاء الاعرجي جرأ على قول ما لم يجرأ على قوله مستشار الامن القومي الربيعي، واكال اتهامات من النوع الثقيل جدا والخطير جدا والمهم جدا، لا سيما وان السيد الاعرجي رافق العملية السياسية منذ بدايتها وكان عضوا برلمانيا منذ التشكيل وعلى احتكاك مع كتلة التوافق ، فأن اتهامته لا يجب ان تعزى فقط الى التنافس السياسي واستغلال الفرص وتصفية حسابات سياسية كما يقول الربيعي.
السيد بهاء الاعرجي اتهم سلام الزوبعي بأرسال سيارة مفخخة الى مجلس الوزراء وبالعلاقة السيئة مع نوري المالكي رئيس الوزراء وطارق الهاشمي كذلك غير ان طارق الهاشمي وحزبه الاسلامي لم يأتيه الاتهام من السيد بهاء الاعرجي فقط ، بل من المتحدث بأسم عشائر الانبار الشيخ عبد الستار بزيع شيخ عشيرة البو ريشة الذي وصف الحزب بالاداة الاولى للجريمة والفساد واللصوصية والاختطاف. وجاءت فضيحة الاستاذ الدكتور المخرف الدليمي تؤكد كل التهم المنسوبة الى هذا التكتل الطائفي الممسوخ ، ولتنهي كل مراهنة على دفع عربة العملية السياسية التي يؤكلها الصدأ ويضع ركابها العصي في عجلاتها.
عدنان الدليمي المفضوح الحانث بقسمة او المغفل الغبي باحسن الاحوال اذ سمح بتشغيل ارهابي لحمايته، لم يصدر منه سوى ما قدر عليه من الصياح لكن هذه المرة بصوت ناصي مثل امراة ضبطت متلبسة بالجرم المشهود، فردد اتهامه بانها مؤامرة تستهدف سمعته وان الحارس برئ مما اُتهم به وانه لم يمض شهرا على عمله. حسنا يا استاذنا الخرف، ماذا لو نجح هذا الحارس بالعمل عند احد زعماء الكتل الاخرى من غير كتلتكم، هل سيتردد ولو للحظة واحدة بافراغ مسدسه برأس من يحميه.؟ فلماذا لم يطلق ولو رصاصة واحدة على راسك الملئ بالطائفية والبغض.؟
ام انك لا تخاف من رجال القاعدة ولا من تنظيمها الخطير.؟ الم تقل انهم حاولوا اغتيالك.؟ ام انك كاذب اشر.؟
الجواب انت تعرفه ويعرفه اصدقائك المتكتلون معك البعثيون القدامى اليس كذلك.؟
ما نراه اليوم هو امر طبيعي لتخبط الاسلام السياسي وتهاونه بحياة الناس، فهذه الاحزاب التي تملك الاغلبية بالبرلمان وتسيطر على اغلب الوزرات وعلى اغلب الدوائر الامنية، لا تحفل بحالة الشعب ولا بامنه ولا بامانه، كل ما يهمها هو مصلحتها الشخصية حتى لو تحالفت مع الشيطان.
فلا نستغرب مثلا بان الربيعي يؤكد على وجود علاقات مع الدول التي تبعص المفخخات ويقصد بها سوريا بالطبع، وانهم سيحاولون اقناعهم بالعدول عن ارسال عجلات الموت الى العراق طبعا بعد ان تذهب الاف الضحايا. وهم ايضا لا يخففون علاقتهم مع الايرانين الذين يبذولون الجهود الكبيرة من اجل تخريب اي عمل ديمقراطي واعاقة اي تقدم عمراني واغراق السوق بالمخدرات ورجال اطلاعات وبث بذور الفتنة والاحتراب وخلق الفجوة بين الامركيين والشعب العراقي، من اجل مصالحهم الخاصة على حساب دماء العراقيين. وهذا هو سر عدم تحسين الظروف المعيشية للاماكن التي تشهد استقرار، مناطق الجنوب، وسر الفوضى والتهريب والاضطهاد المسلط على فقراء الجنوب الذين بقوا كما كانوا عليه من معاناة وشقاء..ايران لا توافق على اي تحسن واصدقائها ينفذون ما تامر به.
العملية السياسية في العراق تشهد منعطفا خطيرا بعد سقوط اوراق التوت عن عورات كان البعض يغمض عينيه ان لا يرى سؤتها، اما وان لم يعد الاغماض بكاف، فمن الجهالة ان يستمر الشعب على دفع الضحيا تلوا الضحيا في سبيل عملية سياسية يغدو فيها القتل روتينيا يوميا والتفرقة والمحاصصة الطائفية اساسا للبناء.
السكوت عن الباطل هو مساهمة في الباطل نفسه..خاصة اذا كان هذا الباطل يزهق ارواح الناس ويصادر ممتلكاتهم ويغتصب اعراضهم. تجهيل الشعب وعدم اطلاعه على الحقائق وعدم فضح الارهابيين واعلان اسمائهم ومحاسبة من له يد في مساعدتهم وتمويلهم وايوائهم والتستر عليهم، هو بحد ذاته تستر على الارهاب نفسه ومشاركة غير مباشرة فيه.