| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

                                                                                    السبت 1/5/ 2011



النفط مقابل سكوت رغد

مالوم ابو رغيف

أنقطع تدفق الغاز المصري المصدر إلى إسرائيل والأردن بعد أن هاجمت عصابة مسلحة خط أنابيب الغاز الناقل بالقرب من مدينة العريش. الحكومة الأردنية بشخص وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني خالد طوقان تبحث عن بدائل لسد النقص الحاصل في المحروقات جراء انقطاع تدفق الغاز المصري. ومن هذه البدائل النفط العراقي الذي يباع للأردن بأسعار تفضيلية، 10 آلاف برميل يوميا بواقع 18 دولار للبرميل الواحد. ولنلاحظ لغة الوزير الأردني غير الدبلوماسية عندما يتعلق الأمر بالعراق .

يقول الوزير :

""أرسلت رسالة لوزير النفط العراقي وطلبت زيادة كميات النفط العراقي من 10 آلاف برميل إلى 30 ألفا""

ثم يستمر بحديثة فيقول الوزير"" أن هناك حديثا مع الدول العربية المجاورة والتي لديها فائضا في إنتاج النفط مساعدتنا بجزء من منحة نفطية ' "

الوزير الأردني لا يسأل ولا يرجو ولا يناشد الوزير العراقي زيادة كمية النفط المصدر لبلده بل يطلب منه تنفيذ ذلك وكأن وزير النفط العراقي يعمل تحت إمرته وانه حر التصرف بزيادة الكمية أو إنقاصها دون الرجوع للحكومة ولا للبرلمان. لكن لغة الوزير الاردني تتغير وتأخذ صورة التوسل والاستغاثة عندما يتحدث عن الدول النفطية العربية التي تملك فائضا نفطيا فيرجوها المساعدة بمنحة نفطية فائضة.

ليس بالمستغرب استخدام الوزير الأردني لغة الأمر وليس لغة المناشدة حين يخاطب المسئولين العراقيين فان صفقة النفط بأسعار تفضيلية التي عقدها المالكي مع ملك الأردن عبد الله لم تكن من دون مقابل.

بعد سقوط النظام ألصدامي أصبح الأردن ملاذا ومقرا لتجمعات البعثيين والإرهابيين، أصبح قبلتهم وكعبتهم فحجوا إليه وأدوا فروض الطاعة للملك ولدوائر تصدير الإرهاب في المملكة، التي ، مثل غيرها من الدول العربية، أطلقت سراح اغلب مسلميها المتطرفين من سلفيين ووهابيين ومن طالبي الموت والشهادة من المأزومين جنسيا ودينيا وإيمانيا فقدموا للعراق وكأنهم وحوش هائجة تقتل وتفجر وتذبح وتغتصب. كما سمحت الحكومة الأردنية لرغد بنت المقبور صدام بالعمل العدائي ضد العراق فأكثرت من تصريحاتها ومقابلاتها الصحفية وركز الإعلام العربي، الخليجي بالتحديد، على تحركاتها وحركاتها المتصابية فهام بها الشباب العربي المسعور جنسيا وزاد أعداد الإرهابيين والأغبياء طلاب الشهادة ونكاح حور العين من اجل نيل رضا الله ورضا رغد بنت المقبور صدام.

الحكومة العراقية ممثلة بأحزابها المسيطرة على السلطة، لم تكن لا حازمة ولا جازمة لا بمواجهة الإرهاب ولا بمواجهة الدول العربية التي لم يسرها التغيير في العراق. لقد اتبعت الحكومة العراقية إسلوب الخائف المضطر الذي ينشد أمانا مدفوع الثمن، أمان يمس بالسيادة وبكرامة الشعب. فرفعت شعار النفط والاقتصاد مقابل الأمن، فراح رئيس الحكومة يعقد الاتفاقيات والمشاريع أينما يحط رحاله أكان في سوريا أو في مصر أو في الأردن الخ. فتحول العراق إلى سوق لكل رديء ومنتهي الصلاحية من السلع المصدرة من الدول العربية المجاورة وبقيت المعامل والمصانع العراقية أنقاضا ينعق فيه الطير.

ومن جملة هذه الاتفاقيات هي اتفاقية النفط مقابل سكوت رغد..

عندما طالبت الحكومة العراقية ذات مرة الحكومة الأردنية بتسليم رغد صدام حسين لأنها مطلوبة جنائيا بتهمة سرقة مليارات الدولارات، صرح الملك عبد الله إن رغد هي ضيفة الملك ولا يمكن الحديث عن تسليمها.

هي ليست ضيفة الملك إنما هي والبعثيين والسلفيين والارهابيين أوراق ضغط يشهرها الأردن بوجه كبار المسئولين العراقيين إذا ما صرحوا أو لوحوا بإجراء مضاد أو حتى رد فعل، فما يراها المسئولون العراقيون حتى يكشون ويفشون ويقعدون لا يهشون ولا يبشون.







 

free web counter