| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأحد 1/8/ 2010



عصا غلظة أو نبي مرسل

مالوم ابو رغيف

لو تدخل الله وأرسل رسولا أو نبيا في مهمة خاصة لتشكيل الحكومة العراقية وتعيين مرشحا يختلف عن معدن السياسيين العراقيين الصدئ ، فلن يصدق ولن يؤمن به سياسي عراقي واحد مهما كانت معجزات النبي أو الرسول الإلهي، سيهملونه ويهجرونه ويتآمرون عليه كما تآمرت قبائل قريش على النبي محمد ويخططون لقتله بعبوة ناسفة أو سيارة مفخخة أو مسدس كاتم للصوت. ليس نزعة التسلط وحدها هي التي تقود السياسيين العراقيين للتشبث بالسلطة أو الاستماتة في الوصول لها والاستيلاء عليها بكل الوسائط حتى لو كانت غير شرعية وغير وطنية، إنما نزعة الطمع والجشع التي ميزت السياسيين العراقيين عن غيرهم من سياسيي العالم المتخلف أو المتقدم.

السلطة في العراق ليست وسيلة للحكم والسيطرة فقط ، هي وسيلة للنهب والسلب وتكديس الثروات، لذلك، لا نرى صراعا بين رجال حكم بل اقتتالا بين طماعين وجشعين همهم الثروة والمال، ولنا إن نشير لنؤكد هذه الحقيقة إلى رئيس البرلمان السابق محمود المشهداني الذي وافق على إزاحته من منصبه بعد إن قرر له راتبا تقاعديا يبلغ 40 ألف دولار. ونشير أيضا إلا إن حيدر العبادي ومن على شاشة فضائية البغدادية صرح بأنه لا يعرف مقدار راتب رئيس الوزراء مع انه احد مستشاريه واستغرب من ضخامة راتب رئيس البرلمان الهائل في بلد تهدده المجاعة ويعتمد على النفط الذي لا يكتفون باهداءه إلى الملك الأردني بسعر 22 دولار للبرميل بل يهربونه ليلا ونهارا. يبدو إن تهريب النفط و رواتب القادة الكبار تبقى اسرارا مقدسة لا تطلع عليها الأفئدة مخافة هول الصدمة التي ستصيب قلوب الناس .

ولان الدافع هو الطمع والهدف هو وضع اليد على مليارات الدولارت والنموذج القدوة المرتسم في عقلية وذهنية السياسي العراقي هو الأمير الخليجي المترف السعيد على غبائه، لم يتمكن السياسيون العراقيون من تشكيل الحكومة او حل خلافاتهم فيما بينهم. لا جديدا في الأفق ولا ثمة نور في نهاية النفق. فالكلام هو نفس الكلام أعادوه وكرروه واجتروه ولو كان علفا لملته الأبقار وتقيأته وعافته لرداءته وسقامته وعدم فائدته.

إن الصراع على منصب رئيس الوزراء يوضح حقيقة أخرى غير التي تتعلق بنهب الأموال وتكيس الثروات التي ذكرناها في بداية المقالة، هي إن عقلية شيخ العشيرة أو الإقطاعي هي الراسخة وليست عقلية السياسي الذي يسير وفق القانون والدستور، عقلية المشيخة هي العقلية السائدة المتغلبة التي تميز تصرفات المسئولين الكبار، بينما الديمقراطية وحكم القانون والتمدن والتحضر صفات متنحية لا تستخدم إلا لتزيين الخطب والكلمات وإطالة وقت المناقشات الفضائية المملة. شيخ العشيرة إن أصاب أو أخطا يبقى هو المتسيد المتحكم، يصفق له أبناء العشيرة ويحنون له رقابهم ويخاطبونه بإجلال واحترام ويكنونه بطويل العمر أو ابو إسراء مثلا، ويبقى شيخ طول عمره وعندما يموت سيرث أبناء المشيخة من بعده مثلما ورث مقتدى وعمار ابويهما ومثلما ورث بشار عرش والده وسيرث جمال عرش مبارك وسيف الإسلام عرش القذافي واحمد عرش علي عبد الله صالح والعراق ليس استثناء.

لنا إن نتساءل وكل الطرق مسدودة والإنفاق مظلمة، ماذا ينتظر السياسيون العراقيون لتشكيل الحكومة؟

هل ينتظرون معجزة.؟

نبيا مرسلا.؟

أم عصا أمريكية غليظة تلهب مؤخراتهم مثلما جعلوا جلود العراقيين تلتهب حرا في هذا القيظ الجائر الذي يشابه جور حكمهم.



 

 

free web counter