| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

 

الخميس 19/10/ 2006

 


 

من يوقظ النائمين بالعسل

 

مالوم ابو رغيف

مثل ما انعقد مؤتمر العشائر البعثية، انفض بأمان وسلام ، لم يشكل تحدي ولا مجازفة ولا مخاطرة على حياة من حضره، ولم يتعرض احد منهم و لو الى خمس دقائق من مساءلة قانونية او استجواب امني ، انفضوا مثل ما جاؤوا، مكشوفين الوجوه غير ملثمين ولا محجبين، معلنين اسماء حثالات العشائروالشخصيات، رفعوا شعاراتهم وصور رقيعهم صدام وطالبوا بإطلاق سراحه. فيا له من استخفاف واستهانة بحكومة المالكي التي تعد الناس بوحدة وطنية سوف لن تتم كما قال الشيوخ في ديمقراطية الاصابع الطويلة والاذرع القصيرة وبرلمان قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، الا بعودة البعث وعلى رأسه الرقيع صدام.

ولكي يكتمل سيناريو الاستخفاف والاستهانة بما يقوله المالكي وما يهذر به السياسيون العاجزون عن الفعل، النائمين في غرفهم المحصنة، الحالمين بالدولارات والقصور، انطلقت مواكب الارهابيين في شوراع الرمادي، سيارات وموتورسكلات، بنادق ورشاشات وقاذفات، جالوا شوارع الرمادي، لم يكونوا مسرعين ولا مرتبكين، وكأنهم عائدون من نزهة دموية معتادة مارسوا خلالها هوايتهم في سفك الدماء وقطع الانسان الى اشلاء.

لم تهاجمهم طائرة امريكية، ولا دورية شرطة عراقية، ولا سرية جيش، ولا تجمع لعشائر النخوة الانبارية..وكأن الرمادي فقدت اي تواجد للقوى الامنية او المسلحة. وكأن كل القوات العراقية والامريكية والحراسات الامنية تغط في نوم وتخلد في سبات عميق يشبه سبات اهل الكهف.

اعتقدنا لفترة ان حكومة المحصن بالله المالكي، هي حكومة ردود أفعال مثل حكومة الجعفري، فخاب اعتقادنا، فحكومة المالكي لا فعل ولا ردة فعل، لا وعد ولا وعيد، حكومة راكدة مهملة كالجواريب المثقوبة الملقية بتكاسل في زوايا البيت.

ولربما نكون خاطئين، لا نفهم الديمقراطية الجديدة، ديمقراطية الخيال والابتذال، ديمقراطية سوق الهرج السياسي، حيث شيوخ العشائر وانصاف شيوخ العشائر هم الاعمدة الاساسية في خيمة الديمقراطية والوحدة الوطنية، وحيث رجال الدين هم وعاظ الديمقراطية وكتبة القوانين، وحيث القوانين هي فتاوى اسلامية، وحيث الحجاب واللحى هي الزي الديمقراطي الجديد، ربما نكون مخطئين، لان الديمقراطية الجديدة مثل بضائع الشركات الاسلامية، مغلفة بأسماء الله وآيات القرآن، بينما ابليس يقبع في علبها، اما ديمقراطيتنا فهي سكندهاند، لم تختبر صلاحيتها، ولا يُعرف مدة بقائها قبل فسادها، ربما فسدت؟!!

تجربة تبيح للقتلة والارهابيين حرية الذبح والتخريب، وتدعوهم بعدها الى طاولة المفاوضات، بصفتهم احد اركان البيت الوطني ، فلا يهم مئات الاف الضحايا، ولا يهم ان يسرق الوطن، ولا يهم ان تسرح القطط السمان وتمرح وتلقي قذارتها في كل مكان طاهر، لان التجربة تجري في بلد اعتاد المنافقون فيه على الرقص على قبور الضحايا طمعا وجشعا وخنوعا.

بالطبع اجتماع حثالات العشائر ورؤسائها لم يكن هو الاول من نوعه، ففي عهد من صرح ان كرسي في البرلمان بين اخوته البرلمانيين هو شرف له، ولم نعد نراه بعدها في البرلمان ابدا، لربما اعتقد انه اكبر من هذا الشأن ، في عهد الاسلامي سابقا اللبرالي حاليا، في عهد السيد الجعفري ، اجتمعت حثالات تكريت ايضا، حملوا صور الاعوج بن العوجة وطالبوا بفك اسره. كان رد الجعفري مضحكا، فقد صرح بأنه سمح لهؤلاء الحثالات بالتظاهر ورفع صور الرقيع الهمجي صدام لكي يعرف العرب ديمقراطية العراق الجديد.

ترى ما كان رد المالكي ورد حكومته ؟.

لا شئ بالطبع ، فهؤلاء نائمون بالعسل، او بالشمس، لا ينتظرون قرصة زنبور او وخزة نحلة ، يتأملون ان يدركهم الظل والفيئ دون ان يتحملوا عناء النهوض..لا يفيقوا الا ان يُستفاقوا بضربة شمس او صعقة عبوة ناسفة.

الحمد لله.. لقد استفاق سيدنا ومولانا البولاني وزير داخليتنا الاغر، واتحفنا بتصريح بولاني اصيل ، فأوصى القوى الامنية ان لا تسمح مرة اخرى بمثل هذه الاجتماعات والمؤتمرات وانه سوف لن تأخذه بالحق لومة لائم.

لكه لم يجيب بالطبع على تساؤلات الناس عن دور اجهزة الشرطة والامن في منع مثل هكذا مؤتمرات وانعقادها من دون تصريح ، ولم يعطي سببا لغياب الشرطة و عدم محاولتها منع مثل هذا التجمع البعثي القذر.

اذا سمعنا لوزير الداخلية صوتا، فأن وزير الدفاع ساموط لاموط ، لا من فمه ولا من كمه ، لا صوت ولا نحنحة، وكأن شراذم القاعدة وحثالاتهم لم يحتلوا مدينة الرمادي ، ولم يستعرضوا بها قوتهم وعضلاتهم ومقدرتهم على اثارة الفزع والرعب بين الناس. او ان وزير الدفاع لا ينتمي الى تكتل التوافق الطائفي ، حيث اغلب اصواته من هذه المناطق ، وحيث يرفع وزير الدفاع شعار المقاومة وضرورة الاعتراف بها، ويصرحون ان البعض يحاول تشويه صورة المقاومة وخلطها مع الارهاب. فأين مقاومتكم عن مسيرة الشر هذه ، عن مهرجان الارهاب هذا..؟ لماذا لم يتصدى شرف مقاومتكم لانحطاط وسقوط هذه القوى الارهابية التي كما تدعون تشوه اسم المقاومة.؟ ام ترى هذه هي مقاومتكم التي تريدون العراقيين ان يعتفروا بها ويمجدوا شرفها بينما هي لا تستحي ان تكشف عن عورتها وسوؤتها علنا وامام الناس.؟

لو كان هناك املا ان يستفيق هؤلاء من نومهم وغفوتهم وغفلتهم ، لفاقوا منذ زمان طويل ، او لتململوا ولو قليلا. لكن لا فائدة ترجى من هؤلاء، من هذا الخليط غير المتجانس، غير النقي ، لا فائدة ترجى منهم ، فهم نائمون بالعسل، ومهما علا صراخ الناس لن يستيقضوا ولن يفيقوا.

لكن هل يستطيع احد ان ينام وسط مهرجانات الدماء والصراخ والعويل والحزن والالام، الا اذا كان مبتذلا او عاجزا.؟!!!!

اذن ليعلنوا عن ذلك..فيستحقون الشكر بدلا عن التقريع.