| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الجمعة 18/7/ 2008



هل يتجه الشيعة نحو الهاوية؟!

مالوم ابو رغيف

بينما تسعى الوهابية السعودية جاهدة لابعاد تهمة الارهاب عنها، ، وتحاول تحسين سمعتها وتلميع صورتها الصدئة وذلك باتباع خط سياسي عقلاني بابعاد تابو المحرمات الاسلامية عن العلاقات الدولية وتغليب العقل على الدين وترجيح كفة المصلحة السياسية على المصلحة الاسلامية فتلمح وتعرب عن استعدادها للاعتراف باسرائيل ومقايضة حل المشكلة الفلسطينية بالتطبيع الكامل والشامل مع الدولة العبرية بعد ان اصبح الاعتراف باسرائيل مسألة وقت ليس الا، ويعرب الملك عبد الله عن استيائه من ارتفاع اسعار النفط وعن تصميم السعودية على زيادة الانتاج النفطي لخفض اسعار النفط ، ثم تعقد مؤتمرا للحوار بين الاديان برعاية الملك شخصيا، فان الشيعة يندفعون بكل عنفوانهم الغوغائي الى نفس المنزلقات الوهابية القديمة التي تحاول السعودية التخفيف من ضررها مهما كان الثمن حتى لو كان بتغيير نهجها ومنهجها الديني رغم انهما يمثلان القاعدة والاساس التي استندت وتستند عليهما في الحكم وفي الملك وفي السيطرة.

واذا كانت القاعدة وسواها من الحركات الاسلامية المتطرفة التي تتخذ من النهج الوهابي المتطرف، نهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب القائم على تكفير من يختلف عنه او معه، سياسة ودين، فان الحكومة السعودية وبعض رجال دينها يتنصلون اليوم من هذه الحركات ويعتبرونها حركات ضالة ويطاردونها في داخل السعودية ولا يسمحون لها بالعمل .

لكن الصورة مختلفة تماما اذا نظرنا الى الحركات والاحزاب الشيعية فقد ركبها التعنت و الغرور خاصة بعد انعتاق العراق من براثن الصداميين والبعثيين، وصعود الاحزاب الشيعية العراقية الى المراكز العليا في السلطة، فقد تصورت ان وصولها الى السلطة وبزوغ نجمها ما هما الا حتمية تاريخية وارادة الهية وليس بفعل الظروف السياسية المتغيرة التي ادت الى الاطاحة بنظام صدام وبعثه غير المجيد وانقلاب الغرب على السعودية بعد ادراكهم خطورة النهج الوهابي الظلامي القائم على كبت الحريات ومحاربة المخالفين واحتكار الدين واحتقار المرأة ومنع الاحزاب والمنظمات السياسية من العمل ودعم الحركات الارهابية في الخارج وتسيس الدين.

واذا كان الانطباع والتصور القديم عن الشيعة انطباعا وتصورا ايجابيا ، كونهم معتدلون لا يخلطون الدين بالسياسة، فان هذا الانطباع وهذا التصور بدأ بالتبدل نظرا للتغير السريع الذي طرأ على الحركات الشيعية الحاكمة او المحكومة ، تغير تشير اتجاهات وامتدادت تطوره نحو السلب ويتسم بالابتعاد عن العقلانية وعن الاعتدال، و يضفي عليهم صفة التطرف في الاقتراب من حل المسائل العالقة والتزمت في فرض الدين على المجتمع وجعله اساسا اجباريا للحياة والعمل والمعاملات الرسمية اضافة الى وقوف الاحزاب والمنظمات الشيعية المختلفة مع ايران في تحديها لاغلب دول العالم واصرارها على برنامجها النووي ودعمها للحركات العنفية مثل حماس، المنظمة الارهابية التي كان لها عار التعاون المشين مع البعث ومع صدام.

كان من المفروض ان يلعب الشيعة دورا تقديما على المستوى الاجتماعي ويكونون بديلا مناقضا للتزمت السلفي والوهابي، لكن العكس هو الذي حصل وبدا الشيعة وكأنهم قد تأثرو بخصمهم السلفي الوهابي فكأنهم يقلدونه بكل شاردة وواردة، اكان في تسيير قطعان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او في فرض الزي الاسلامي ومعاقبة المخالفين نساء ورجال او في اضطهاد النساء وتحريم الفن والغناء والاقراص الليزرية وفرص الحجاب على الطالبات بما فيهن طالبات المرحلة الابتدائية وعلى الموظفات وتحويل الاعلام الى اعلام يغلب عليه الطابع الديني الاسلامي.

وفي الوقت الذي تنتقد شعوب العالم المحبة للسلام موقف حزب الله الهمجي غير الانساني في قتل الاسيرين الاسرئيليين الاعزلين من اي سلاح ومن اي مقاومة بعد اختطافهما من داخل اسرائيل، ينسى بعض الشيعة العراقيين مواقف حزب الله الداعمة للبعث والمحرضة على الارهاب بذريعة المقاومة والمغذية لعصابات مقتدى الصدر وجيشه البربري وخطابات نصر الله المهينة للشعب العراقي وخاصة الشيعة منهم، فيظهرون علائم الفرح والبهجة ويدبجون المقالات في امتداح حزب الله ويفتخرون افتخارا فارغا في نصر مزعوم ان تمعنا فيه لوجدناه هزيمة اخلاقية كبرى.

فلولا معرفة حزب الله الاكيدة في حرص اسرائيل على استعادة جنودها حتى لو كانوا جثث هامدة، لما اقدم هذا الحزب على قتل الجنديين ولحافظ عليهما من اجل مقايضتهما بما يطلب. ولو عكسنا المعادلة وافترضنا ان عند حزب الله مئات الاسرائيليين كأسرى ومعتقلين ومحكومين وعند اسرائيل جنديين لبنانيين، فهل سوف سيقوم حزب الله بمبادلة المئات من اليهود مقابل جثتين لجنديين لبنانيين.؟ ام يجد ان هذين الجنديين حتى وان كانا على قيد الحياة لا يسويان حياة اي يهودي حتى لو كان بسيطا فما بالك لو كان الجندي اللبناني جثة هامدة.!!

لو كان يفعل ذلك لما قتل الجنديين الاسرائليين ولاعادهما الى اهلهما سالمين ولكان انتصر سياسيا ايضا.

واذا كان اطلاق سراح سمير القنطار ثمنا باهظا اضطرت اسرائيل على دفعه مقابل جثتا جنديين من جنودها، فلماذا لم يكن عند حزب الله اعادة الجنديين الاسرائيليين وهما على قيد الحياة ثمنا بخسا مقابل اطلاق سراح سمير القنطار وجماعته ومقابل اعادة 199 قتيل.؟

كان من المفروض ان يبعد الشيعة العراقيون بأنفسهم عن حزب الله وعن فلسفته القائمة على العنف وعلى الحرب وعلى استخدام القوة في فرضه سياسة الامر الواقع لا ان يرسلوا له الوفود لتهنئته او الافتخار بهمجيته ويمتدحونه في خطبهم وفي جرائدهم وفي مقالاتهم.

 

free web counter