| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مالوم أبو رغيف

 

 

 

الأربعاء 17/10/ 2007



الاعتداءات التركية والمواقف العراقية

مالوم ابو رغيف

قد تغامر تركيا بالدخول الى كوردستان العراق بحجة مطاردة حزب العمال الكوردستاني، لكن ماذا بعد ذلك.؟
هل تستطيع تركيا ان تقضي على حزب العمال الكوردستاني؟
هل تستطيع ان تغتصب الارض الكوردستانية وتحتفظ بها؟
الجواب على هذين السؤالين ليس ببعيد عن تصورات الجنرالات والسياسيين الاتراك يعرفونه ويدركون حجم المغامرة التي يقدمون عليها، وكم ستكلفهم من أرواح وأموال وسمعة سيئة وإضطرابات داخلية ومن ثم الخسارة المريرة الاكيدة.

يعرفون ان ما من حكومة في العالم تستطيع هدم بيت الحرية والتحرر اذا كان هذا البيت مشيدا في قلوب وأرواح الناس، ومهما تعددت المعاول وكثرت وتنوعت أسلحة الهدم فإن بيت الحرية والتحرر يزداد مناعة وقوة مع كل ضربة هدم غادرة.

لقد حاولت حكومة البعث في العراق القضاء على ثورة الشعب الكوردي، إستخدمت جميع الاساليب، حتى أشدها دمارا وبشاعة، قتلت وذبحت وهجرت وأحرقت وأستخدمت الاسلحة الكيمياوية والتطهير العرقي، لكنها لم تستطع القضاء على الشعب الكوردي، ولم تستطع إطفاء جذوة شعلة الحرية بداخله، فالشعب مثل العشب كلما قطعته كلما ازداد نموه وزادت سرعة إنتشاره وتوسعه.

وولت حكومة البعث الى الجحيم وها هو الشعب الكوردي في العراق ينعم بالحرية ويغني للتحرر. أفلا تدرك الحكومة التركية هذه التجربة.؟

الا تعرفها.؟

وماذا عن إدعاء الحكومة التركية بالاسلام والايمان وحقوق الانسان المسلم ومخافة الله أم ان الاسلام والايمان وحقوق الانسان لا يعني شيئا عند الحكومات اذا ما تعلق الامر بالشعب الكوردي.؟

الحكومة التركية تعرف ان الهجمات التي يقوم بها الثوار الكورد في تركيا لا تنطلق من العراق، بل من تركيا نفسها من جبالها وقراها ومدنها، وان الهجوم على كوردستان العراق لا يحل المشكلة إنما يعقدها، ويبعدها عن مائدة البحث الى ميدان المعركة حيث المزيد من العذابات وإراقة الدماء والخراب لجميع الاطراف. والحكومة التركية تعرف تماما ان لم يكن اليوم ففي الغد القريب أنها ستضطر الى الجلوس مع الثوار الكورد للوصول الى حل ، أول ما فيه هو الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي السياسية والانسانية وتقرير المصير وان هذه الحملات العسكرية المكوكية لم تجد ولن تجد نفعا، وهي ليست جديدة فقد جربتها الحكومة التركية وجربت التوغل في العمق الكوردستاني بعد الموقف الخياني لحكومة البعث بإتفاقية غادرة منحت الاتراك حق التوغل الى 30 كيلومترا في العمق الكوردستاني ولم يحصد الاتراك الا فشلا وعارا ولم يزرعوا الا حقدا وبغضا.

لكن المحير هو هذه التصريحات والمحاولات العراقية التي تتصيد بالماء العكر، والتي تبتعد حتى عن أضعف الايمان.. فالحديث يقول من رأى منكم منكرا فليقاومه بيده، فإن لم يستطع فـ بلسانه وان لم يستطع فـ بقلبه وهذا أضعف الايمان. وهل يوجد منكر أكثر من دخول قوات تركية كريهة الى كوردستان العراق والعبث فيها مثلما يعبث خنزير بري بحقول القمح.؟

المالكي يحاول إقناع الاتراك بعملية مشتركة - تركية - عراقية للقضاء على تواجد حزب العمال الكوردستاني مع ان الحكومة العراقية عاجزة عن القضاء على مليشيات الارهاب الوهابي والبعثي والايراني في مدنها الكبيرة والصغيرة حتى بالاشتراك مع أكبر قوة في العالم. الاقتراح هو مجرد تملق ساذج لحكومة الاسلام السياسي التركية التي تنظر اليه كنكتة سمجة لا تستحق حتى الضحك الا اذا كان الاقتراح يخفي خلفه مثل ما تخفي الاكمة ما ورائها، والتفسير عند وزير الداخلية البولاني. أين هو الان؟

أين هو وزير الدفاع العراقي عن هذه الازمة وهذه التهديدات الخبيثة للدولة التورانية.؟

هل تخبأ المسؤولون عن أمن البلد في الرمال وأصبحوا نعامات لا نرى منها الا العورات.؟

طارق الهاشمي الذي أصبح جوالا رحالا سواحا، شد بساط سفره هذه المرة وطار الى أنقرة ليأتي منها خالي الوفاض الا من تصريح يفهم منه تفهمه للحملة العسكرية التركية. ذهب للوساطة وكأنه يتوسط بين بلدين أجنبيين مع انه يصر ان العراق يجب ان لا يتقسم ولا يجزأ..

لقد وقف الجميع موقف الوسيط المترجي وليس موقف المدافع الحامي المتحدي. ليس موقف المستعد لبذل الغالي والنفيس من أجل للبلد وشعب هذا البلد.

انها فرصة على العراقيين بكافة اطيافهم ومكوناتهم إغتنامها بالوقوف مع الشعب الكوردستاني العراقي والاثبات أنهم معا في الملمات كما هم معا في المسرات وليس أظهار الشماتة والتشفي مثل الموقف غير النبيل لسامي العسكري الذي قال بأن الكورد لا يتذكرون أنهم عراقيون الا في الازمات.

على سامي العسكري ان يوجه السؤال الى نفسه :

لماذا ننسى الكورد ونتشمت بهم ونتركهم لوحدهم وكأنهم ليسوا عراقيين في اشتداد الازمات .؟

على العراقيين احزابا ومنظمات ومؤسسات وحكومة ، الوقوف موقفا حاسما ضد العدوان التركي المرتقب.. ان يتظاهروا بالداخل والخارج، ان يستخدموا كافة المحافل والمنابر الدولية الاعلامية والسياسية والدينية في فضح النوايا التركية الشريرة التي ليس قصدها حل مشكلة الكورد في تركيا ، بل التحول الى وحش كاسر يربض على الحدود لارهاب الكورد وجعلهم يعيشون في خطر دائم وقلق دائم من انقضاض غادر لهذا الوحش الجندرمي الهمجي.





 


 

Counters